-أهذا أنت ؟؟نظرت أنتونيا بعينين مضطربين إلى هذا اﻹنسان المألوف بالنسبة اليها . انه مائل أمامها وهو يتحرك عبر غرفة النوم باتجاه حجرة الجلوس . عيناه الرماديتان تبرقان تحت حاجبين كثيفين ، أجابها صوته بسحره المألوف لديها :
-يبدو أنك تتوقعين رؤيتي !
بللت بلسانها شفتها السفلى التي جفت فجأة ، وأجابته :
-لا بل توقع السيد براونيلا .
-لسوء الحظ ،تأخر السيد براونيلا ، فحللت مكانه .
ترى هل السيد براونيلا حقيقة موجودة ؟ ام أن جي وﻷسباب خاصة حجز المكان تحت أسم مستعار .أخذ اضطرابها لرؤيته يتلاشى تدريجيا ، ولكنها شعرت بخيبة أمل تصفعها ، إذ ان القبطان فانس يأمل في اقناع السيد براونيلا بشراء السفينة كيلا تحال الى حطام .لن يقبل جي صاحب العقل الذي يفحص مزايا ومساوئ اﻷشياء ، بالملكة أزتك ، علاوة على أن السفن لا تدخل ضمن جدول أعماله . سألته وهي ترفرف بعينيها .
-لم تفعل هذا يا جي ؟؟
اطال النظر اليها وهو يتفحصها ثم قال برقة :
-هل يهمك أمر السفينة كثيرا ؟؟
-يهمني بالطبع . ان القبطان فانس يظن ان السيد براونيلا سيحث شركته على شراء السفينة .
-ان براونيلا يعمل لحسابي . لماذا تعتقدين اني لست مهتما بشراء السفينة .تناول جي علبة دخانه من قميصه، وأشعل لفافه ، وهو ينظر بلا اهتمام من النافذة العريضة... لم تستطع أن تميز ملامحه بسبب اﻹنارة . يبدو انه لم يتنازل عن طبعه ، وها هو لم يخبرها انه بحاجة اليها بدون اي شيء آخر
-أنت !( أجابته بسخرية ) ولكن من المعروف أنك لا تشتري شيئا لا يؤمن الرقم القياسي في اﻷرباح .
أجايها بمكر سريع :
-ولن تؤمن السفينة بذلك .
فخطفت بصرها عنه قائلة :
-أجل بعد أن تجري عليها بعض اﻹصلاحات .
ضحك بتهكم :
-بعض اﻹصلاحات .. ها . اعتقد أنها كلها بحاجة للاصلاح .
-ولكنها تستحق ذلك (صاحت أنتونيا وهي تضغط على شفتها السفلى ) جي هل شاركت بهذه الرحلة من أجل السفينة ان انك تلفق أمرا ما ؟
-لدي أكثر من سبب لذلك (نفخ دخان لفافته ، ونظر الى شعلتها ثم أضاف ) ان السبب الرئيسي لقدومي هو أن أرى ماذا تفعل زوجتي وأنا بعيد عنها .
-إنني بخير ، ولا علاقة لك بي بعد اﻵن . الا تذكر انك طلقتني ؟
لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى جي اﻵن .
ولولا دخان لفافته المتصاعد حول وجهه ، لما عرفت انه ما زال متحركا ، إذ هوت يده الى صحن السجائر ،ليسحق ما تبقى من السيجارة .
-لا يا أنتونيا . لم نطلق حتى اﻵن ، وما زلت زوجتي .كان كل شيء في الغرفة هادئا ، ولم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التي مﻷت مسامعها ، وطغت على كل شيء . وبغموض سمعت صوت جي يخاطبها :
-الم تصلك رسالتي التي أخبرتك فيها أنني غيرت رأيي ؟! تعالي اجلسي هنا .
شعرت أنتونيا بلمساته على الرغم من قماش قميصها السميك . جذبها لتجلس على الكرسي مقابل النافذة ، مما ساعدها على أن تستعيد قدرتها على التركيز ، ثم رفعت رأسها لتبعد يده التي تمسك بعنقها .
-إذن لابد وأنك تتكلم عن الرسالة التي حدثتني أمي عنها بعد الحريق .
-وأي حريق هذا ؟؟!
تلاقت نظراتهما عندما انحنى ليجلس الى جانب كرسيها .
-المنزل . لقد حرق منزلنا منذ عام مضى (كان صوتها جامدا) وتوفي والدي فور نشوب الحريق ، أما أمي فكانت على قيد الحياة ، عندما عدت الى ستيل ، وأخبرتني عن الرسالة .... تلك التي أتت من محاميك . ظننت أنها ....(وأخفت وجهها بين يديها) ظننتها ورقة الطلاق .أحاطها جي بذراعيه ، ورفعها عن الكرسي ، ثم ضمها الى صدره الدافئ .
-لماذا لم تخبريني ؟-أخذ يئن ويمسح وجهه بشعرها وتابع ، اللعنة ليتني علمت بما حدث .
سحبت أنتونيا نفسها من عناقه ، فسرعان ما شعرت بكراهية ذاتها ، اذ استسلمت لسحره بسرعة.-لم كان علي أن أخبرك ؟(سألته بمرارة)
لم تكن مهتما ، ولم تأت حتى لتراني ، او لتفسر لي لماذا كانت غلوريا في غرفتك ذاك المساء .
جذبها جي من كتفها بعنف كاد يفقدها توازنها ، وسألها بدون أن يصدق :-الهذا تركت المنزل ؟ الا تعلمين أن غلوريا كانت في غرفتي لتنجز ما علينا من اعمال .
أجابته وهي ترفع حاجبيها ساخرة :
-أعتقد أنك كنت ترطب نفسك في الحمام يعد عمل شاق ،عندما خابرتك ذاك المساء.
إصطكت أسنانه البيضاء وقال :
-ليس لغلوريا اي معنى في حياتي ، وحتى قبل زواجنا.///////////////////////////////////////////
stoooooooop
اووووف تعبت
هسه كاعدة احجي ويه روحي ههه ﻷن ما عندي متابعين هههه بس احجي بيه كأنه مذكرتي ^-^
يلا راح اكمل .....♥~♥love you♥♥♥
أنت تقرأ
المرفأ الاخير...
Romanceروايات عبير .... منذ صدور هذه الروايات في العالم العربي ،بعدما طالعها القراء عبر جهات الارض اﻷربع ،ونحن نتلقى التهاني والتشجيع ورسائل الشذى الطيبه من كل مكان. ﻷن هذه الروايات بطاقات سفر ذهابا فقط الى عالم النقاء العاطفي وصفاء اﻷحلام ،وﻷنها لمسة نسيم...