2-المفاجأة المرة ... (part_8)

836 26 3
                                    


-أهذا أنت ؟؟

نظرت أنتونيا بعينين مضطربين إلى هذا اﻹنسان المألوف بالنسبة اليها . انه مائل أمامها وهو يتحرك عبر غرفة النوم باتجاه حجرة الجلوس . عيناه الرماديتان تبرقان تحت حاجبين كثيفين ، أجابها صوته بسحره المألوف لديها :
-يبدو أنك تتوقعين رؤيتي !
بللت بلسانها شفتها السفلى التي جفت فجأة ، وأجابته :
-لا بل توقع السيد براونيلا .
-لسوء الحظ ،تأخر السيد براونيلا ، فحللت مكانه .
ترى هل السيد براونيلا حقيقة موجودة ؟ ام أن جي وﻷسباب خاصة حجز المكان تحت أسم مستعار .أخذ اضطرابها لرؤيته يتلاشى تدريجيا ، ولكنها شعرت بخيبة أمل تصفعها ، إذ ان القبطان فانس يأمل في اقناع السيد براونيلا بشراء السفينة كيلا تحال الى حطام .

لن يقبل جي صاحب العقل الذي يفحص مزايا ومساوئ اﻷشياء ، بالملكة أزتك ، علاوة على أن السفن لا تدخل ضمن جدول أعماله . سألته وهي ترفرف بعينيها .
-لم تفعل هذا يا جي ؟؟
اطال النظر اليها وهو يتفحصها ثم قال برقة :
-هل يهمك أمر السفينة كثيرا ؟؟
-يهمني بالطبع . ان القبطان فانس يظن ان السيد براونيلا سيحث شركته على شراء السفينة .
-ان براونيلا يعمل لحسابي . لماذا تعتقدين اني لست مهتما بشراء السفينة .

تناول جي علبة دخانه من قميصه، وأشعل لفافه ، وهو ينظر بلا اهتمام من النافذة العريضة... لم تستطع أن تميز ملامحه بسبب اﻹنارة . يبدو انه لم يتنازل عن طبعه ، وها هو لم يخبرها انه بحاجة اليها بدون اي شيء آخر

-أنت !( أجابته بسخرية ) ولكن من المعروف أنك لا تشتري شيئا لا يؤمن الرقم القياسي في اﻷرباح .

أجايها بمكر سريع :
-ولن تؤمن السفينة بذلك .
فخطفت بصرها عنه قائلة :
-أجل بعد أن تجري عليها بعض اﻹصلاحات .
ضحك بتهكم :
-بعض اﻹصلاحات .. ها . اعتقد أنها كلها بحاجة للاصلاح .
-ولكنها تستحق ذلك (صاحت أنتونيا وهي تضغط على شفتها السفلى ) جي هل شاركت بهذه الرحلة من أجل السفينة ان انك تلفق أمرا ما ؟
-لدي أكثر من سبب لذلك (نفخ دخان لفافته ، ونظر الى شعلتها ثم أضاف ) ان السبب الرئيسي لقدومي هو أن أرى ماذا تفعل زوجتي وأنا بعيد عنها .
-إنني بخير ، ولا علاقة لك بي بعد اﻵن . الا تذكر انك طلقتني ؟
لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى جي اﻵن .
ولولا دخان لفافته المتصاعد حول وجهه ، لما عرفت انه ما زال متحركا ، إذ هوت يده الى صحن السجائر ،ليسحق ما تبقى من السيجارة .
-لا يا أنتونيا . لم نطلق حتى اﻵن ، وما زلت زوجتي .

كان كل شيء في الغرفة هادئا ، ولم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التي مﻷت مسامعها ، وطغت على كل شيء . وبغموض سمعت صوت جي يخاطبها :
-الم تصلك رسالتي التي أخبرتك فيها أنني غيرت رأيي ؟! تعالي اجلسي هنا .
شعرت أنتونيا بلمساته على الرغم من قماش قميصها السميك . جذبها لتجلس على الكرسي مقابل النافذة ، مما ساعدها على أن تستعيد قدرتها على التركيز ، ثم رفعت رأسها لتبعد يده التي تمسك بعنقها .
-إذن لابد وأنك تتكلم عن الرسالة التي حدثتني أمي عنها بعد الحريق .
-وأي حريق هذا ؟؟!
تلاقت نظراتهما عندما انحنى ليجلس الى جانب كرسيها .
-المنزل . لقد حرق منزلنا منذ عام مضى (كان صوتها جامدا) وتوفي والدي فور نشوب الحريق ، أما أمي فكانت على قيد الحياة ، عندما عدت الى ستيل ، وأخبرتني عن الرسالة .... تلك التي أتت من محاميك . ظننت أنها ....(وأخفت وجهها بين يديها) ظننتها ورقة الطلاق .

أحاطها جي بذراعيه ، ورفعها عن الكرسي ، ثم ضمها الى صدره الدافئ .

-لماذا لم تخبريني ؟-أخذ يئن ويمسح وجهه بشعرها وتابع ، اللعنة ليتني علمت بما حدث .
سحبت أنتونيا نفسها من عناقه ، فسرعان ما شعرت بكراهية ذاتها ، اذ استسلمت لسحره بسرعة.

-لم كان علي أن أخبرك ؟(سألته بمرارة)
لم تكن مهتما ، ولم تأت حتى لتراني ، او لتفسر لي لماذا كانت غلوريا في غرفتك ذاك المساء .
جذبها جي من كتفها بعنف كاد يفقدها توازنها ، وسألها بدون أن يصدق :

-الهذا تركت المنزل ؟ الا تعلمين أن غلوريا كانت في غرفتي لتنجز ما علينا من اعمال .

أجابته وهي ترفع حاجبيها ساخرة :
-أعتقد أنك كنت ترطب نفسك في الحمام يعد عمل شاق ،عندما خابرتك ذاك المساء.
إصطكت أسنانه البيضاء وقال :
-ليس لغلوريا اي معنى في حياتي ، وحتى قبل زواجنا.

///////////////////////////////////////////

stoooooooop
اووووف تعبت
هسه كاعدة احجي ويه روحي ههه ﻷن ما عندي متابعين هههه بس احجي بيه كأنه مذكرتي ^-^
يلا راح اكمل .....♥~♥

love you♥♥♥

المرفأ الاخير...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن