2: لتعرفني أكثر

2K 89 93
                                    


بيوت متجاورة ومروج خضراء .. سيئة الجز في الواقع ، عندما تدخل إليها وترا أشجارها الكثيفة ، بيوتها محلية الصنع من قبل السكان، أنها أكبر من أن تكون قرية.. سميها مدينة ريفية!

مناسب للقول عنها ..

(ألوما-ولاية الاباما الاميريكية)-1997م

الجنوب الأميركي .. الذي لم يتحرر أبدًا من عبوديته !

هي تعتبر واحة ساكنه بين زحام مدن الاباما الغير بعيدة عنها،أسسها رجل مستوطن مجهول لكن البعض يقول أن اسمه ألوما وأنه كان رجلً إفريقي نظرًا لأسمه،البعض فقط بينما الآخرون لا يتحدثون في الأمر .

وليست بعيدة عن بحيرات فلوريدا لذا ممكن أن تجد تمساحا أمريكيا خلف أي شجرة أو جانب بركة ماء.. الأمر اعتيادي أنه أشبه بالقطط الضالة هنا ،لولا أن المجانين من المزارعين يصطادونها للحمها كطعام

فيها نوعان من الناس.. الأول الذي يحلم بالخروج منها ..والثاني الذي يريد موافاة الأجل فيها ،هذا النوع هم من طائفة الاميش بالذات الذين يسكنون أطرافها ولا يحتكون بباقي السكان الكاثوليكية ، طبعا ولادعائهم فساد أخلاقهم وذالك الهراء.

لن تجد سوا البيض والسود في أنحاءها -عن بقية الأعراق- كما لا توجد ديانة متبعة غير المسيحية لبعد أميال
ما يجعل الحياة هنا مقرفة فعلا وشكلا ،وبالتأكيد لا تستسيغ من يعاكس تيارها

أعني أنها تحوي أناس طيبين .. طيبين جدا .. يريدون منك أن تدخل إلى الجنة حتى لو كان إجبارا !
أعترف لن أجد أبدا أناس بهذا الإيثار والكرم
هذه خصلة جيدة أخيرة فيهم.


..

يجتمع الكثير في هذا المكان ،حديقة عامة تتوسط مابين الكنيسة والمدرسة الصغيرة التي بجانبها،جلسنا فيها أنا وجوني قبل أي مكان وفور أن فعلنا سألته
"لماذا لا تريد أن أذكرك؟ ثلاث أشهر ..بل شهران وستكون بالغ بالفعل! "
نظر إلي ثم نظر يعبث بأصابعه
"أعرف .."
نظر إلي مجددا وأكمل
"لكن .. ما تقوله هذه الأيام..عن أخذي لولاية أخرى أعني "

هل هو جدي هل هو خائف من الذهاب؟لماذا أشعر أن كلامه يركل مؤخرة المنطق؟!

ابتسمت بسخرية وارتياح
"أهذا ما تقلق بشأنه؟"

"خولييه أنا لم أعش بمكان أخر غير الميتم .. انه البيت الوحيد الذي أعرف "

نظر يفكر لوهلة ثم أعاد يقول
"..أيضا كل أصدقائي هنا مايكل،سام،جورج..طوال حياتي معهم كيف سأبتعد هكذا"

إن كان هذا عذرا من نوع ما فهو يمازحني بالتأكيد

"أنت فقط لم تجرب الأمر وغير معتاد عليه لا تقلق في المدينة ستعتاد "

ربتت على ظهره لأطمئنه وكاد ينطق برهة لولا قاطعته
"ثم من هولاء ؟ سام جورج ؟ هل هم مجموعة المخابيل الذين رأيتك معهم تلك المرة؟"
قلتها بنبرة غضب طفيف وأنا أنتظر إجابته
"خولييه ليسوا مخابيل .."

Juliahحيث تعيش القصص. اكتشف الآن