في عصر اليوم الثاني ... حضر نفسه حسام لبس جينز وقميص ذو كمين قصيرين اخضر اللون يتناسب مع لون عينيه وإشراقهما مصففا شعره إلى الوراء مع رشه عطر رجولية أصبح جهازا
نزل إلى باب الفندق كانت دارين واقفة هناك تنتظره مرتدة فستان قطني بني اللون جاعلة شعرها منسدلا على كتفيها مع ربطه عنق عسلية اللون وكالة عسلية ذي فيونكة بنيه .... بقي حسام شارد الذهن عندما رآها هكذا قال لها أنت رائعة الجمال عزيزتي تبدين مشرقه كم اعشق هذا الشعر الحريري واستنشق عطره ...
ظلت دارين جامدة في مكانها وعيناها في الأرض ورموشها الطويلة تغطي ما بقي مفتوحا من عينيها ... وضع يديه على كتفيها وفتح باب السيارة وادخلها في المقعد الأمامي وفي حركه رشيقة دخل هو من الجهة الأخرى
نحن ذاهبان الآن إلى المتنزه القريب من الفندق لا أريدك ان تجهدي من الطرق الطويلة .. وتتأخري عن دروسك قالها حساما وهو ينظر إليها بنظرة اهتمام ومرح
قضيا وقتا ممتعا سويه إلى أن حل المساء رجعا إلى الفندق توادعا وتمنيا لبعضهما ليلا جميلا
في اليوم الثاني صعدت دارين إلى غرفه حسام
-عزيزتي لقد اشتقت لك كثيرا
ظلت دارين صامته وتوردت خديها فاحنت رأسها قائلة : أنا أيضا
بقيا يتحدثان إلى أن قال حسام : اليوم أخر يوم أريد أن أمضيه كله معك
- لا استطيع يجب أن ادرس جيدا
- كما تريدين ولكن بين الحين والآخر وكلما تملين أريدك أن تزوريني اتفقنا ؟
هزت رأسها موافقة
ثم سمعا نداء المدير للعاملين بان يأتوا إلى غرفته هناك اجتماع
-أنا أسفه علي الرحيل
وخرجت مسرعه
نائب المدير : إلى من لديه إجازة , نحن آسفون سوف نقطع إجازته الشهرية ولكن مسئول في الدولة سيزور الفندق اليوم وعلينا أن نعده جيدا جميع العاملين عليهم العمل الآن.
بدأت بالعمل كان عليها أن تأخذ جميع شراشف مناضد الطعام في المطعم وتغسلهن مع عاملتين ثم تجففهن وتمسح المناضد ثم تضعهن عليها وتغسل الكراسي وتمسح الارضيه وتنظف الممرات ، تمسح زجاج الشبابيك ، تنزل لتنظف القبو أما بقيه العاملات ينظفن بقيه طوابق الفندق إذ كان يتألف من ثمانية طوابق .
نزلت تعد الطعام مع الطباخين وصعدت إلى الطابق الثالث لتوزع مناديل الحمام على الغرف في هذا الوقت جاء المسئول رحب به المدير وحضروا له الطعام بينما كانت توزع المناديل ..سمعت بعض العاملات يتحدثن عن المسئول عندما نظرت إليه تفاجأت لان المسئول كان عمها الذي خطبها لابنه.
عندما وصلت إلى غرفه حسام كانت مجهده جدا حيث اشتغلت كثيرا ولم تتناول شيئا بعد ..والاهم إن عمها في الفندق
فتح الباب لها وجدها شاحبة وشفتيها بيضاء مع هالتين بنيتين تحت عينيها تبدو عليها الإرهاق
- أأنت بخير ؟
- نعم ، تفضل مناديل الحمام
بيدين مرتجفتين ناولته المناديل ثم أغمي عليها
حسام أنصدم وظل ماسكا بها ثم حملها إلى الخارج ووضعها في السيارة إلى المستشفى
في المستشفى..
كان حسام يجول في الممر ذهابا إيابا وقلقا عليها تارة يفرك بيديه وتارة يدخل يده بين شعره ويأخذ نفسا عميقا
الدكتور: إن المريضة لديها تكزز عضلي .. وإنها مجهده جدا يجب على الأقل أن تبقى يومين في المستشفى على الأقل لتتعافى
- لا تستطيع لأنهم بحاجه إليها إنها تعمل كخادمه في الفندق وإذا غابت يومين سوف تطرد
- تنهد الدكتور ثم قال : أنا أسف لا يمكن أن تخرج لأنها سوف تقع كثرا ويمكن أن تصاب بحاله خطرة من الإعياء
- حسام مترجيا : ولكن ...
- أسف إنها أوامر الطبيب انتهت المناقشة
- أيمكن زيارتها ؟
- نعم تفضل من هنا قالها الطبيب وابتعد..
عندما كان يهم بالدخول إلى غرفتها اتصل به المحقق لذلك لم يستطع الدخول لان المحقق أراده أن يحضر فورا ، لاحظ على الفور من نبرة صوته إن هذا المحقق متفائل ومبتهج ، كان هذا المحقق يدرس قصه اختفاء والديه
- عندي خبر سار سيفرحك يا حسام ، واضعا كلتا يديه على كتفي حسام وشادا إياه إليه
حسام ( فاتحا عينيه ) : ما هو ؟ اهو عن والدي َّ؟
- نعم وأنا اعرف عن مكانهما الآن
- ( بدهشة ) حقا ما تقول ! اخبرني أرجوك أين هم الآن !
-إنهما في أوربا لقد اتصلا بي وسيحضران عما قريب
جلس حسام على الكرسي بوجه حزين تتراءى من شفتيه ابتسامه طفيفة : قبل خمس سنوات .. عندما سافرا ووعداني بالحضور بسرعة وتركاني عند عمي ؟ أتذكر ؟ قالا لي لن نتأخر على الأكثر سنه ونرجع إلى أن سأمت الانتظار وتركت عمي وتركت جامعتي والبيت وكل شيء وسكنت هذا الفندق ولم ارغب في رؤية أي احد لقد سكنت الوحدة حياتي ..
المحقق (مربتا على ظهره) : نعم يا بني أنت محق في هذا لقد انتظرت فترة طويلة والآن انظر إليك أصبحت شابا وسيما في الواحد والعشرين أنت الذي ستساعد أباك في إدارة أعماله وتذكر دائما إن ما فعلاه لأجلك ولأجل مستقبلك لا أريدك أن تصعب عليهم الأمر أكثر أريدك أنتظهر لهم سعادتك وفرحتك برغبتك بوجودهم في حياتك من جديد ، تذكر دائما الغائب عذره معه ، وعندي خبرين ساريين لك
- (رفع رأسه للأعلى ينظر بعينيه المشرقتين إلى المحقق ) : ما هما ؟
- أولا لديك أخت تبلغ ثلاث سنوات والثاني أنهما أصبحا غنيان جدا وأوصياني أن اشتري بيت جديدا لكم تبدؤون به من جديد بذكريات جديدة
- يالها من أخبار سارة ! أنا سوف اذهب الآن إلى المستشفى أراك لاحقا
- المستشفى ؟ ( مصدوما )
- لا تخف لاشيء خطير ها أنا سالم أمامك ( ضاحكا )
ذهب إلى المستشفى وفتح باب الغرفة ببطء ثم دخل كانت مستلقية على السرير وشعرها منسدل على كتفيها والمغذي متصل براحه يدها ، فأخذ كرسي ووضعه بالقرب من السرير واضعا يده على جبينها
- همس بالقرب منها : كيف حالك ؟
فتحت عينيها فشاهدت الشاب الجالس أمامها مرتديا قميص ازرق يكشف زريه المفتوحين عن صدره القوي البنية ، وكان ينظر أليها بعينيه الحنونتين والخائفتين ، لم تستطع التحدث ولكنها هزت رأسها كأنها تخبره إنها بخير
- عزيزتي لماذا أرعبتني هكذا كنت لأجن إن حدث لك مكروه لا سامح الله .. أيتها الغليظة الصغيرة
ابتسمت دارين له قطع ابتسامتها بنظره أمره منه تخبرها
- يجب عليك أطاعه أوامر الطبيب والأكل جيدا أنا راحل الآن علي الاستعداد لشيء سأخبرك عنه غدا وسوف احصل على إجازة لك
حصل لها على الأجازة وكان المدير حزينا عليها ومتأسف على حالتها ويتمنى لها التعافي بسرعة
كان حسام نازلا على السلالم عندما اتصل به المحقق يطلب منه المجيء بسرعة.
فتح باب الغرفة وإذا به يتفاجئ بوجود أمه وأبيه وفتاه صغيره ركض إليهم وحضنهما بسرعة كانت الدموع تسقط من عينيه رغما عنه
أما أخته الصغيرة التي كانت ترتدي فستان احمر وشعرها مربوط بشريط احمر يشبه فمها الصغير الأحمر وخديها الحمراوين كانت تنظر بعينين متسعتين على هذا المشهد كانت تهز بنطال أمها : من هذا الشاب يا أمي ؟
- نزلت وحملت الصغيرة انه أخوك يا حنين الذي حدثتك عنه
حسام اخذ أخته ورفعها ثم قبلها كانت حنين جميله جدا ورقيقه في نفس الوقت ذي عينين عسليتين
- يا سبحان الله ، تشبهين دارين كأنك توأمها
والدته : من دارين ؟
- ( الوالد مازحا ) أهي عشيقتك يا شقي ؟
- أمي أبي إن المسكينة الآن في المستشفى وتعرفت عليها في الفندق الذي كنت اسكن فيه تمرضت البارحة وأخذتها الى المستشفى
والده : يالها من مسكينة ! لنذهب إلى زيارتها
والدته : حسنا فعلت بني
حنين بصوت طفولي رائع ينم عن الطيبة : ماذا عن الورود ؟ لنأخذ لها باقة ورود
ذهبوا إليها وعندما دخلوا أرادت دارين النهوض من اجلهم لكن والدته أجلستها
- دارين أعرفك أبي أمي وهذه أختي الشقية حنين
ثم جاءت إليها حنين قبلتها وأعطتها باقة الورد
-هل أعطاني المدير إجازة ؟
كان خجلا عندما قال لها : يومين لا أكثر
- لا ادري ماذا افعل ؟ إذا لم تكف المدة
- حبيبتي لا تقلقي ارتاحي الآن .. ثم وضعت والدته يدها على الفتاة تحاول أن تهون عليها ما حدث
-ولكن يا خاله ليس لدي مكان اذهب إليه إذا فصلني المدير من العمل .. كانت دارين تقوله بنبره استياء وحزن
- لا تقلقي إذا طردتي تعالي واعملي لدينا لأنني لا يمكن أن أدير الأعمال المنزلية لوحدي وسنؤجر الكثير من الخدم
كانت دارين غصة في حلقها عندما تتحدث معهم ترى نفسها الخادمة الفقيرة وحسام الشاب الوسيم ابن رجل الأعمال يا ترى هل سيفكر بها بعد الآن ؟؟ أم كانت مجرد نزوة وقتيه والآن هو بقرب والديه ! الذين يبدوا عليهم الترف حتى لو بقي هو بمشاعره بالتأكيد لن يوافقوا عليها
ثم بنبرة حزينة قالت : لا اعرف كيف أشكركم