الفصل التاسع والاخير

988 34 4
                                    

الفصل التاسع

صباح يوم جديد ارادت ان تخفي بمساحيق التجميل اي اثر للبكاء وحاولت ان تبدوا المرأة القوية التي لا يؤثر شيء فيها لبست اللون الأزرق الذي يجعلها كلها ثقة ويزيد من بياض بشرتها الصافيه جاعلة شعرها منسدل على كتفيها والى اسفلهما
نزلت من سيارتها وتمشت قليلا مع رشا وجدت حسام امامها كأنها لم تره تابعت سيرها بالعكس من حسام الاخر الذي عندما سلم عليها وقفت بكل حرية وبدون قيود بالسلام عليه ولكن بسرعه ، لان على الرغم من مظهرها للمرأة القوية الصامدة لكن الدموع يمكن ان تنزل في اي لحضة وتحضن حسام بقوة وتبكي على صدره ، اه كم اشتاقت لهذه اللحضة !
لكن كل شيء انتهى الان وهو ينظر اليها بمواساة لا غير
علم ابو دارين بمافعله ابن أخيه ، الذي ذهب ليأنب اخوه كثيرا لتحايله هو وابنه على ابنته الوحيده وجعلها تخطب من رجل مخادع متعاون معهم حتى قال له لا يمكن ان تكون اخي انت الذي يجب ان تدافع عن ابنتي اذا تعرضت للنصب من المحتالين ولكن بتأسف كان يقول له ولكنني وجدتك انت مشترك معهم ... خرج الوالد حزينا من بيتهم

( في الجامعه )
دخل الدكتور وقال اليوم لدينا عملي هيا بنا الى المشرحه لنرى بعض اجزاء جسم الانسان ، ارتدى الكل اللاب كوت الخاص به ، كان منظر الجثه مخيف تقريبا لبعض الفتيات فوقف حسام بجانب دارين عندما ارتجفت ضرب كتفه بكتفها بضربه رشيقه خفيفه كافيه لاشعال نار الحب ثم تبعها بغمزة رقيقه من عينيه الساحرتين كافية لتوريد خدي دارين وانزال عينيها خجلة
لم تستطع ان تبقي عينيها منخفضتين لذلك رفعت عينيها فوجدته ينظر الى الامام ضاغطا بشفتيه بإبتسامه خفيفه وفمه مائلا قليلا الى اليسار
ساعدها بالتشريح مما ادى الى اثارة غيرة خطيب دارين السابق الذي خرج معتذرا من محاضرة العملي ، عندما خرج الكل من المشرحه كان الدكتور يغسل يديه ويعقمهما وقف حسام بجنب دارين ثم قال انظري ان الجثة تتكلم
- لا تكن سخيفا يا حسام
مسك حسام يد الجثه بقفازيه البيضاوان التي تغطي كفه ولوح بهما
- أ أتتزوجيني يا دارين ؟
بعدها تابع بضحكة ساحرة
بقيت جامده في مكانها ولم تجب ثم خرجت مسرعه
خرج وراءها ثم من الخلف حضنها بقوة ليهز كل ذرة مشاعر متبقية ويعيد ترتيبها في قلبها وقال : لا اريدك ان ترحلي دارين لقد اشتقت لك
ادارت وجهها ناحيته ثم بدأت بالبكاء بقوة حضنها من جديد وقام ومسح عنها دموعها
- لن اتركك يا دارين مرة اخرى اعدك ... هذه المرة معك والى الابد سنضل سويا
قبل جبينها واتكأت على كتفيه
- انا ذاهبة الان
قالتها بدون اي شغف او حب او تواصل او حتى رد على حضنته كأنه مجرد صديق يواسيها
انها خائفة الان من الحب خائفة ان يسير الحب مجرى حياتها من جديد كرهت مظهرها وهي تبكي أساً وحزن على اي شخص
ودعت رشا واخبرتها رشا بانها سوف تتصل بها للخروج
ركبت السيارة دارين وخرجت من الجامعه وبينما هي تسير كان يوم صيفي حار جدا وهي مشغلة التكييف وتستمع للموسيقى وجدت في الطريق رجلا مسنا واضح من ملابسه الرثة وتقاسيم وجهه التي تبدوا عليها تعب العمل ومشاغل الحياة فأشار اليها الرجل بالتوقف
فوقفت ونزلت من السيارة
- يا بنيتي هلا توصليني الى بيتي ؟ ان الجو حار جدا ولا استطيع السير الى الشارع الرئيسي للحصول على سيارة وسأعطيك اجرك كاملا
- تفضل يا جدي ، سوف اوصلك الى باب منزلك ومن دون اي نقود
ساعدته في الصعود واجلسته الى يمينها ، خفضت صوت الموسيقى وتابعت سيرها وكان هو يشير اليها الى طريق منزله
كان طريق المسن بعيد جدا فوصلت الى نائية منقطعه فأستغربت دارين من المكان وقالت له : يا جدي هل انت متأكد من المكان ؟ لا توجد هنا اي منازل !
فأخرج الرجل المسن من جيبه سكينا وقال بنبرة خشنة : بل يوجد هنا قبرك
ارتعبت دارين وعرفت بأنها مخطوفة الان وقد ابتعدت عن المدينة جدا
بعد عدة اميال قطعتها مع الرجل رن جرس هاتفها فقال لها الرجل وكان آمرا : لا تردي
تلعثمت دارين ثم ردت عليه : انها صديقتي ... وقبل ان توقفني ... كنت اكلمها .. وقلت لها سأوصل رجل مسن الى بيته .. فأن لم ارد سوف تشك وتخبر الشرطة
- لا اعتقد ان وليد سوف يوافق، لقد اخبرني بالا ادعك تردين على مكالمة، لكن لو كان مكاني لدعاك تردين ... هيا ردي واياك ان تطيلي الحديث او تخبريها
- اهلا رشا لماذا اتصلتي مرة اخرى ؟
ضحكت رشا وقالت : اتمازحيني متى اتصلت بك ؟
-نعم ، اعلم اني اوصل الرجل المسن كما اخبرتك
ردت باستغراب : اي رجل مسن ؟ هل حدث امر ما ؟
- نعم .... نعم كما قلتي ...
- دارين ما بك تحدثيني كانك مخطوفه
- نعم اكيد
- اين ؟
- لا استطيع الان
- هل هو وليد ؟
- نعم والان وداعا فامامي عبور جسر طويل وامامه دورية وعند دخول الحقل توجد دورية اخرى لذلك لا استطيع الكلام وداعا
- لقد فهمت
الرجل : لماذا تاخرتي هكذا واخبرتها بشان الدورية
- لكي لا اطيل الحديث معها لذلك اخبرتها بشان الدورية لتذهب، انها تريد ان تتحدث معي بشأن المحاضرة واشرحها لها
- لا محاضرات بعد اليوم ... ها .. ها .. ها
سوف نمر بالدوريتان اياكي ان تقومي بأي اشارة وضع المسن السكين تحت خصر الفتاة وتحركت نحو الدورية
سألوها الشرطة الى وجهتها واخبرتهم بأنها سوف توصل المسن الى منزله
بعد تجاوز الدوريتان دخلوا الى الحقل وبمنطقة مقطوعه اخرى لم تمشي بها سيارة قط اذ عندما تمشي بها كانت اثار اطارات السيارة واضحة في الطريق
فأنزلها الرجل من السيارة وربطها
- هل ستجعلني اموت هنا من الحر والعطش ؟
- لن تنتظرين يا بنيتي طويلا سأتصل بوليد وهو سيتكفل بأمرك
في الوقت ذاته ذهبت رشا الى حسام واخبرته بما جرى لدارين
فرك بيديه وشهق بعمق والخوف يتسلل الى اعماقه ثم قال : كم جسر يوجد في المدينة ؟؟
- يوجد الكثير حسام انا مرتبكة ولا اعرف عددهن
- رشا ركزي لكي نجدها بسرعه هيا ساعديني .. كم جسر طويل ؟ وخارج المدينه
رشا حاولت التركيز ثم نظرت الى حسام وقالت : اعتقد خمسة
- والان كم جسر امامه دورية مباشرة وورائه دورية
- لا اعرف لماذا لا نسأل رجل يعرف بالطرقات افضل مني ؟
-اذن لنركب في السيارة ولنسأل صاحب محل
وجدوا رجلا في الطريق وسألوه فقال
- ثلاث فقط خارج المدينه بدوريتان امامه وخلفه ولكن البعيدة منهما فقط بحقل واسع مهجور
- هيا رشا لقد تسهل الامر كثيرا هيا اركبي فلنذهب .... شكرا لك
- على الرحب والسعه يا بني
- نعم بسرعه يا حسام لان الخاطف تابع لابن عمها وليد
وصلوا الى الجسر وسألوا الدورية
- نعم قبل نصف ساعة دخلت هذه السيارة ولكن جاءت وراءها سيارة سوداء
- حسام هيا فلنسرع ان وليد سبقنا
تابعا سيرهما عده اميال الى ان اشارت رشا الى مكان
- انظر يا حسام هنالك اثار لاطارات سيارة وان المكان منعزل انا متأكدة من انها اطارات سيارة دارين
تابعا سيرهما على اثر الاطارات الى ان وجدا وليد قد ربط دارين الى سكة قطار وانه
امامهما يحاول التقرب من دارين وهي تقاومه ورجل مسن بالقرب منهما نزل حسام ووقف امامه وليد واصبح المكان ساحة مصارعه بين رجلين يوسع كل منهما ضربا على الوجه والصدر الى ان جاء حسام خطيب دارين السابق وساعد حسام في ضرب وليد لذلك شعر بالهزيمه فاخذ سيارته ووّلى هاربا
فك حسام قيود دارين من سكة القطار ، وجلس امامها باطمئنان على سلامتها
هنا دارين هي التي حضنته
- لقد اشتقت لك حسام
- قلت لك لن اتركك وسأضل بقربك وافعل كل ما يمكنني لابقيك لي سالمه
ثم ذهبت الى رشا ودارت الفتاتان بحضنه ووتراشقتا بالقبل وعبارات الشكر
جاء حسام
- دارين ارجوا ان تسامحيني ، انا نادم حقا ، لقد هددني وليد وطلب مني ان اقوم باختطافك ولكن صدقيني انا نادم وبدل من اساعده اتيت لاساعدك ولو اني جئت متأخرا
- كلنا نخطأ يا حسام ، لكن الخطأة الكبرى عنما نترك من نحب لاجل شخص اخر
وهنا مسكت يدي حسام حبيبها وسارت معه الى سيارتيهما
وقف حسام نظر بعينيه الزرقاوان الى رشا وقال : اذن انتي تحبيني ؟
-اوردت وجنتاها وقالت : من الذي قال لك ؟
- سمعتك !
- سمعتني اين ؟
- منذ الطفولة .. انتي الفتاة الخجولة التي تجلسين اينما اذهب لكني كنت احمق لاني لم اللاحظ انك تبادليني نفس المشاعر ... رشا انا ايضا احبك
بعد عودة الجميع الى منازلهم اخبرت دارين اباها عما جرى واتصل باخيه والغريب انه لم يكن يعرف بشأن حادثة الاختطاف هذه وتمت تسويه مشكلة وليد بين العائله من دون اخبار الشرطة بلامر وانه تزوج بعد فترة من فتاة ويقال انه احبها بعد ذلك

في الجامعه كانت رشا تري دارين خاتم خطبتها من حسام ودارين تبارك لها
عندما جاء حسام من خلف دارين واضعا يداه على خصرها وقال : هل تصبحين خطيبتي ؟
- التفتت اليه وقالت : نعم ... نعم بكل تأكيد
- كم اشتقت لتلك العينين ايتها الصغيرة الغليظه
ثم فرك شعرها بيديه بسرور وغمرها بحضنة جميله تبعته ضحكاتهما .

أغرمـــتُ بعينيـــهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن