الفصل السابع

591 18 1
                                    

الفصل السابع

بعد ان شاهدت حسام القديم امامها سقطت حقيبتها من يديها ... فتحت فمها وتلاقت اعينهما معا كأن الزمن توقف حينها فقط هما في هذا العالم بعد دقيقه مرت كأنها سنه وعيت على نفسها وبدأت بلارتجاف كأنه يوم من الشتاء
تمشى حسام بناحيتها وشرارات الغضب تخرج من عينيه ثم قال : (( ماذا تفعلين هنا ؟ ))
اجابه خطيبها قائلا : (( من انت لكي تصرخ على خطيبتي بهذا النحو ؟ ))
- خطيبتك !
- نعم خطيبتي
هنا تمالكت نفسها دارين ثم قالت : ارجوكما توقفا ، حسام نعم انا اكون خطيبته
نظر حسام بعينيها بحزن ثم قال : عرفت عن خطبتك من ابيك .. ولكن اتمازحيني ؟ اتفقنا الا ننسى بعضنا ! وانت الان تخونينني
- لا داعي لهذا النقاش الان .. انا الان مخطوبه
تدخل هنا حسام وقف وكأنه الرجل الحديدي ثم قال : يا عمري ، لقد تأخرت ان هذه الفتاة
هي خطيبتي الان وان تكلمت كلمة واحده القانون موجود دارين هيا بنا
مسك دارين بيدها وخرجا من المطعم
لم تغادر عينيه دارين لحضة واحده رغم امتلاؤهما بالدموع ، كان ماسكا بالكرسي بقوة مشدودة عضلات جسمه ، وبعدها ركض من المطعم مسرعا الى الخارج صارخا بأعلى صوته الى ان انهار ساقطا على ركبتيه في الارض يصرخ والدموع في عينيه من شده قسوة الحزن الذي يشعر بها
في هذا الوقت كانا حسام ودارين يسيران معا بدون اي تعليق بينهما الى ان وصلا الى موقف الباصات ... اعتذرت دارين عن اكمال المشوار معه اخذتها رشا الى الغرفه
رشا عرفت ان كلا الحسامين قد التقيا حضنت دارين بقوة وبدأت دارين بلبكاء ورشا تحاول ان تهدئها
عند الليل كانت دارين مستلقيه على السرير ورشا بقربها تربت على شعرها وتمسح على خدها لكي تهدئها عندها اتصل بها حسام خطيبها لم تريد الرد في البدايه لكن رشا نصحتها ان تجيبه خوفا على فسخ الخطوبة وزعل حسام منها
عندما اجابته كان يطلب منها الذهاب معه للعشاء ترددت في البدايه لكن رشا كانت تؤشر لها بالموافقه على الرحيل لكي لا تعكر صفو علاقتهم اكثر
لكنها لم تؤيد الفكرة حيث قضت الامسيه غير مستمتعه ابدا
عندما راها قال لها : تبدين جميله جدا بفستانك الحريري هذا ثم شم شعرها بعمق وأطرأ عليه كأن شيئا لم يحدث
جلسا على الطاولة ثم طلب منها ان تحدثه عن حسام هذا
- الم اقل لك في اول يوم تحدثنا معا انني كنت في سفرة وتعرفت على شاب وكنت معجبه به
لم تنظر دارين الى وجه حسام عندما كانت تحدثه لكي لا يرا نظرات الشوق لحسام القديم في عينيها
- اذن الذي كنتي تقولينه صحيح في تلك المرة !وفي اليوم الثاني كذبتي علي
- انا اسفة لم اكن اقصد الكذب!
- دارين اتخذي موقفك انا ام هو ؟
- حسام كفا هراءا انا خطيبتك الان وما مضى اعتبره من الماضي وغير مهم
مسك حسام يدها وقبلها بحب قائلا : سامحتك ... لانني مررت بالتجربة
لم تعلق دارين فهي لم تجرأ على رفع عينيها له لكي لا يرى دموع الحب ولكي لا يلاحظ انها تكذب عندما تقول انها تريده هو اجابته بأبتسامه باهتة فقط غير نابعه من القلب
حاولت دارين ان تنهي الامسيه بسرعه بحجه انها متعبه وتريد الذهاب الى النوم
ودعته وذهبت الى غرفتها بدلت ملابسها استلقت على السرير رفعت هاتفها لترى احدى وعشرين مكالمه من رقم مجهول ... عندما وضعت الهاتف على المنضده اتصل الرقم مرة اخرى فردت دارين ...
- انا حسام
اجابت بتنرفز : لماذا اتصلت ؟
- الا تبدئي بالسلام ؟
- لماذا اتصلت ؟ انا الان مخطوبة لم اعد دارين القديمه
- انسيتي بهذه السرعه ؟
- انت الذي جعاتني انسى ؟
- انا ام صديقك المتعجرف هو الذي جعلك تنسيني !
- صديقي المتعجرف هو الان خطيبي ...
- لماذا قبلتي به ؟
- حسام الان تأتي ... الان !! بعد عشرة أشهر ؟؟
لقد اتيت متأخر جدا ولم يكن لي بصيص أمل واحد لرجوعك تركتني ورحلت
- لا استطيع تصديقك !
- من حقك الا تصدقني لانك لم تحضر عندما كنت ابكي عليك دما بل اتيت عندما كنت سعيدة و مخطوبة
بدأت تروي له كل شيء من لحضة خروجه من بيت ابيها ودخولها الكليه وحادثه الدكتور وتعرفها بحسام الى لحضة حضوره
- صدقيني انا ايضا لم انساك ، تعرفت على الكثير من الطالبات في الجامعه كن يتعطرن بعطرك وريحتهن ريحتك ويتكحلن بكحلك ويتزين بزينتك ولكن لسن مثلك كنتِ أعزهن واجملهن واحبهن الى قلبي الذي لم تسكن فيه فتاة غيرك قط ، لذلك تركت الجامعه هذه السنه والسنه التي كنتي معي لانني حينها لم اكن استطيع الدراسه سوى التفكير بك ، دارين انا احبــــك
- انا جزيله الشكر لك ، اتمنى لك الموفقيه وان تجد الفتاة المناسبه لك
- ولكنني وجدتها انت
بدأت دارين بالبكاء تمالكت نفسها ثم نطقت : ولكنك تأخرت جدا ، وقد وجدتني وانا ...... تنفست بعمق ثم قالت :(( مخطوبه لشخص اخر ، اعذرني تأخر الوقت انا مرهقه اريد النوم وداعا )) وقبل ان يجيب حسام بكلمه غلقت الهاتف
كلا العاشقين كانا ماسكين الهاتف ويبكيان بكل حب وأسى وعلى الظروف التي جمعتهما سويا وفرقتهما وحسام يعض اصابعه ندما على تأخره بالحصول عليها
دخلت رشا الى الغرفه
- لماذا انت تبكين ولماذا كل هذا البكاء ؟
- لقد اتصل بي حسام القديم وكان يحدثني ولا اعرف من اين جلب رقم هاتفي
عضت رشا شفتيها ثم قالت : في الحقيقه انا التي اعطيته الرقم
- لماذا يا رشا ؟
- اعذريني ، لقد طلب مني رقم هاتفك ولم استطع الرفض وهو بهذه العينين الجميلتين ، ثم ضربت دارين على كتفها مازحة معها
- لا ادري مالذي اقوله لك أيتها الطائشه
أطفأت رشا الضوء ونامتا رغم ان دارين لم يأتها النوم وظلت تفكر مالذي يخبأ لها القدر !!
في اليوم الثاني رجعوا اصدقائهم وانتهت الرحلة لكن دارين ارادت تمضية بعض الوقت مع رشا لذلك بقيه هي ورشا لمدة شهرين .. رجع خطيبها الى المدينه لتأدية بعض الاعمال في شركة والده ، اما حسام القديم كان يتتبعها اينما تذهب وتشعر بوجوده لكن عندما تستدير لم تكن تر اي شخص
وعندما انتهت المدة اتصلت بوالديها لتخبرهم بأنها سوف تعود فأخبرها والدها بأن لا يجب ان تعود لان عمها علم بشأن خطبتها
وهو غاضب جدا ثم قال لها : (( سوف اتي انا ووالدتك اليكم لتمضيه العطله ونجلب لكم بعض النقود ))
عندما جاء والديها تفاجأت بوجود خطيبها معهم قائلا لها اريد تمضيه ما تبقى من العطله معك ، قضت دارين مع خطيبها ورشا عطلتهم في هذه المدينه التي كل شبر منها يذكرها بحبيبها القديم
وقبل ابتداء الدوام هموا بالرجوع الى منازلهم للتحضير الى العام الجديد وشراء حاجياتهم

أغرمـــتُ بعينيـــهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن