الفصل الثالث
بعد فترة خرجت دارين من المستشفى ورجعت إلى الفندق .. كان عمها لا يزال موجودا فتمنت لو إنها تستقيل وتذهب إلى بيت حسام لتتخلص من هذا الكابوس
كان يريد حسام في هذا اليوم أن يمر على الفندق لتوضيب أغراضه ونقلها إلى بيت أهله مر على دارين في طريقه فراها حزينة
- دارين عزيزتي لماذا يبدو عليك الزعل ؟ إن كان علي سوف أمر لزيارتك كل يوم
تنفست بعمق ثم قالت :
إن عمي هنا في الفندق وأخاف أن يراني صدفه
ثم جلست على الكرسي ولا في اليد حيله
- لماذا لا تأتي معي ؟ صدقيني سيرحب بك كل من هناك وستجدين الراحة والوقت الكافي للدراسة
- لا ادري يا حسام لا أريد أن أكون ثقيلة علي... ك
قاطعها حسام وحضنها بعمق يا صغيرتي الجميلة هل استطيع أن أعيش بدونك ؟ إنني لأسر أن تكوني معي ! هل تتوقعين إنني فرح أشاهد رجل غيري يطلب منك القيام بالأعمال ورجال حولك في كل مكان هيا بسرعة استقيلي وتعالي معي
قامت دارين بتوضيب حاجياتها كان حسام ينتظرها خارجا ... كانت حزينة جدا ولا تعرف هل من الصواب الذهاب معه ؟ هل سوف تحترمها أمه في المستقبل ؟ إذا إنها سوف تذهب كخادمه إلى بيت أهله بعدما تمنت وكم حلمت إن تزف إلى بيت أهله عروس جميله ... انه بالتأكيد الآن يشفق عليها .. أي رجل غني يقع في حب خادمه ؟؟ كل هذه الأفكار كانت تسيطر عليها وتشعرها بالحزن والكابه
عند الباب اخذ حقيبتها حسام ووضعها في صندوق السيارة الخلفي ثم صعد في السيارة وهنا بدأت رحله جديدة لها
عندما ذهبت إلى بيت أهل حسام كانوا هنالك يعاملونها أحسن معامله وكان لدى أهله الكثير من الخدم لذا كانت دارين معاونه رئيس الخدم ... لذا عملها مقتصر أن تشرف على الأعمال حيث تفرغت أكثر للدراسة وكان حسام يوصلها يوميا إلى المدرسة
بعد انتهاء السنة الدراسية وقدمت دارين أفضل ما عندها في الدراسة .. كانت تدرس صباحا مساءا وكلما تتذكر الأعمال المنزلية حسام يقول لها إنهم غير محتاجين لك .. كل فترة يأتي ويتطمن عليها أن كانت محتاجه إلى أي شيء
كان يوم القبولات صعبا ومريرا جدا إذ تنتقل من غرفه إلى غرفه وهي تفرك بيديها بقوة إلى أن دخل عليها حسام وعانقها بشده ثم حملها وفر بها الغرفة ثم قال : لقد حققت مرادك أيتها الدكتورة الصغيرة نحن الآن في نفس الكلية
كانت الفرحة لا تسع قلبها
قال لها حسام : ألن تخبري اهلك ؟
- بالطبع أين الهاتف ؟
- انه هنالك
ثم أخذت الهاتف ثم تركته ويداها مرتجفتين
- لماذا تركته ؟ ... دارين أنهم في النهاية اهلك ... يجب أن يعلموا بهذا الخبر المفرح ... اليوم سنحجز في الطائرة ونذهب إلى اهلك
نظرت إليه دارين والدموع تنهمر من عينيها : لا استطيع أن أواجههم سيكونون غاضبين جدا
- لا تخافي عزيزتي سأكون معك ثم مسح الدموع من عينيها
خرج حسام من غرفتها ثم نادى لامه واخبرها أن عليه الذهاب مع دارين إلى أهلها
والدته : كفى ، عرفت انك تعرفت عليها لتكسب الثواب بمساعدتها ولكنها ليست من مستواك متى ستكبر ؟ أنت لن تأخذ إلا فتاة غنية جميله من الطبقة الراقية
- أمي أنت لا تعلمين ماذا فعلت معي دارين عندما كنت وحيدا وحزينا وحين تخلى الكل عني ،هي التي أخرجتني من وحدتي وأرجعت البسمة إلى حياتي ثم أنها جميله جدا وما يفيدني غنائها أو أن كانت من الطبقة الراقية والآن هي في نفس كليتي ولا فرق بيننا أنا راحل معها اليوم أرجوك اسمحي لي
بنبرة غاضبه تحدثت معه : أنا لن أتدخل في هذا اذهب إلى والدك سوف يتفهم الأمر معك
ذهب حسام إلى والده واخبره بما يريد فعله
((والده : لا تقل لي انك وقعت في حب هذه الخادمة !))
- والدي إنها ليست خادمه !
- إذا ما هو عملها ؟
- إنها قبلت الآن في كلية الطب وسوف تصبح في المستقبل القريب طبيبه وقد أجبرت على هذا العمل
- صدقني يا ولدي ولكنها تريد استغلالك لأنها تعرف انك من عائله غنية
- إن دارين ليست من هذا النوع
- لا توجد أنواع للفتيات
- أتقصد إن أمي تستغلك أيضا ؟
- لم اقصد هذا ! ثم من الذي وضع أمك في حديثنا ؟
- ثم أن دارين تعرفت علي قبل أن تأتوا ولم تكن تعلم إنني من عائله غنية .. والدي أنت تتفهمني جيدا ، عندما كنت وحيدا هنا هي التي أرجعت لي البسمة من جديد وهونت علي الغربة من بعدكم .. أريد أن أرد لها قليل من هذا الجميل
- اذهب معها ماذا استطيع أن أقول لك .. بعد كل الذي قلته ؟
- شكرا لك ، يا والدي وقبل يده ..
ثم قفز وذهب إلى دارين واخبرها بان والديه وافقا على ذهابهما
- هيا حضري حقيبتك ، سأذهب للاتصال واحجز في الطائرة
حضرت دارين حقيبتها ، ثم نزلت لتشرف على إعداد طعام العشاء، كان جميع الخدم ينظرون إليها بغيره كبيره فعرفت إن الخبر انتشر .. حين مكوثها في بيت أهل حسام حاولت تجنبه كثيرا لكي لا تغضب والديه أو يَّشكو بأمر علاقتهما وهو أيضا ابتعد تقريبا عنها .. كان الكل يعتقد سبب قربه منها هو شفقة لا أكثر لكن اليوم اتضحت الشكوك والظنون بأمر علاقتهم وحبهم
حيث كانت إي شيء تطلبه من الخدم يفعلون العكس بصورة غريبة حتى لأبسط الأمور
دخل حسام إلى المطبخ وعانقها من الخلف وقال : حبيبتي ماذا تفعلين هنا ؟
دارين والخدم في نفس الوقت : (( حبيبتي ؟؟ ))
وقف منتصبا وبابتسامه باردة : لماذا انتم مستغربون هكذا ؟ هيا عزيزتي تعالي معي هم سيفعلون الباقي
مسك يدها وذهبا إلى غرفه المعيشة إذ جلسا ليشاهدا التلفاز .. كانت تنظر إلى عينيه الخضراوين كأنها ترى مزرعة جميله يوجد خارجها بحيرة صافيه من صفائها تميل إلى البياض.. مكحلة ومخططه بسياج اسود وفي خارجها كان نبات متسلق أو سعف النخيل قد اصفرت أوراقها وهي تحيط بهذا السياج ، هذه هي اللوحة الفنية التي رسمتها دارين لعيني حسام فإذا نظرت إليها يأتيها شعور غريب لا تستطيع السيطرة عليه إذ تسري القشعريرة في جسدها إلا إذا أحنت رأسها لذلك كانت خجولة جدا وكانت تفرح وتصبح سعيدة جدا في اليوم الذي يوصلها إلى المدرسة وهو يرتدي النظارة الشمسية السوداء لأنه كان يملك عينين جميلتين جدا كأنهما منحوتتان.
عند حلول المساء ارتدت دارين فستانها الكستنائي وجعلت شعرها منسدل على كتفيها كما يحبه حسام مع قليل من مساحيق التجميل .. أصبحت راضيه الآن ثم بدأت بنزول السلالم وجلست على طاولة الطعام كفرد من أفراد الأُسره ، حسام كان جالسا أمامها ... لكن أمه حالت دون راحتها إذا كانت تعاملها كأنها خادمه حيث تقول لها اجلبي الخبز ، الطعام البعيد أو الفاكهة لكي تقوم دارين من مكانها وتجلبها لها كانت لحضه صعبه على حسام إذ إن دارين أول حب له ولا يستطيع في نفس الوقت أن يدافع عليه لأنه يخشى زعل أمه منه ولكي يواسي دارين كان هو الأخر يقوم من مكانه ليخدم أبيه أما أخته فكانت مبتسمة طول الوقت على هذا المشهد الذي أمامها.
في صباح اليوم الثاني ذهبا حسام ودارين إلى المطار في الساعة السادسة وركبا في الطائرة ولم تذهب والدته لتودعهما بحجه أنها لا تستطيع الاستيقاظ مبكرة وفي الطائرة جلس حسام بجانب دارين وهي خائفة من ردت فعل والدها لذلك كان حسام يهدئها ويقول لها : لا تخافي أنا جنبك انظري إلي لا تخجلي .
كان هو لا يعرف سبب خجل دارين منه .. فنظرت دارين إلى عينيه ثم حضنته بصورة مفاجئه وقالت : إن عيناك يعطيانني الأمل كي أعيش
- لا اعرف ... كيف أجيبك ! دارين أتحبينني ؟؟
ابتسمت و أدارت وجهها نحو الشباك ثم أرجعته مرة أخرى نحو حسام وقالت : نعم .
فعانقها حسام كانت لحظه مؤثرة جدا .... اذ انها لم تصارحه من قبل بحبها له