الفصل الرابع
بعد نصف ساعة وصلا إلى مدينه دارين فنزلا من الطائرة وركبا السيارة .. كانت دارين خائفة جدا وترتجف ووجهها بدا شاحبا وشفتاها ابيضتا إذ كانا جفنيها مزرقان
-دارين لا تخافي أنا معك ولن اجعلهم يمسوك بأذى بكلمه أو بفعل ... ألا تثقين بي ؟
- أثق بك لكنني خائفة جدا
عانقها حسام كأنه يقول لها نحن جسد واحد ما يمسك يمسني أنتي أملي ، وصلا إلى بيت أهلها لكنها كانت خائفة جدا ،
- لم تخبريني بأنكم أغنياء هكذا !
بارتباك أجابته وبنبرة كاذبة : ليس هذا البيت المقصود سر بنا إلى الإمام
- أليست هذه مواصفات بيتكم ؟
- نعم ، انه بيتنا ولكني تعبه .. أريد الاستراحة أولا لنأكل شيئا ثم أشاحت بصرها نحو النافذة
تدخل هنا السائق وقال : اعرف مطعم جيدا
أجابه حسام : (( اذهب بنا إليه ))
-حسنا سيدي
كان مطعما جميلا جيدا أما طعامه أطيب وألذ ، جلسا على طاوله لشخصين
وضع يده على يديها و يمسد بهما ثم قال : قولي لي أكنت خائفة من الدخول إلى منزل والدك ؟
-نعم ، لقد انتابني الرعب ... ثم سحبت يديها
رجع حسام إلى الوراء متكئا على الكرسي ثم ادخل يده في شعره وقال : لدي فكره
- ما هي ؟ .. أجابته بسرعة
- انتظري ، ... ثم نادى النادل
جاء إليهما النادل وقال : (( ماذا تريد مني يا سيدي ؟ ))
- أيسمح لنا باستخدام هاتف المطعم ؟
- نعم هناك غرفه اتصالات ... وأشار له إلى مكان الغرفة
- إذن سنذهب إليها إلى إن يتم إحضار الغداء
- كما تريد يا سيدي . أجابه النادل ثم غادر
اخذ حسام بيد دارين ورحلا معا إلى الغرفة
- ماذا سنفعل ؟؟
- اتصلي بأهلك .
- ماذا تقول ؟
- اتصلي بأهلك لكي تعرفي هل اشتاقوا لك ، أم أنهم غاضبون ولا يريدونك
- فكرة جيدة
- هيا ، اطلبي الرقم
طلبت دارين الرقم فكان على السماعة والدها ولكنها غلقت الهاتف لأنها خافت كثيرا
- لماذا ؟ بنبرة قاسيه
- انه والدي وأنا خائفة ، انه عصبي جدا
- لا مجال للخوف بسرعة اطلب الرقم
طلبت دارين الرقم مرة أخرى فكان المجيب والدتها
- أمــــــــــــي ..... أنا دارين
والدتها بين الخوف والحنين والاشتياق وكانت غير مصدقه : من ؟ أوه ... دارين بنيتي أهذا أنت ؟ هل حقا ما اسمع ؟ كيف حال ؟ أرجوك عودي إلينا
- نعم ، أنا في طريقي لكم ساعة وأكون عندكم
صمتت ثم أجابها وكان صوتها حزينا : حبيبتي إن أباك غاضب جدا منك سأهدئه إلى أن تصلي لا تتأخري اتفقنا
- نعم ، يا أمي لن اتاخر
غلقت سماعه الهاتف ببطء وبدأت بالبكاء أحاطها حسام بذراعيه ومررهما تحت خصلات شعرها بعدها وضع وجهها بكفيه وقال لها : هل ارتحتي الآن ؟
- شكرا لك زال الخوف مني ، حقا أنت نصفي الثاني ولا يمكنني العيش بدونك
مسح دموعها ورماها بنظرة أمل وابتسم ثم قال : شكرا يا حياتي ، هيا لنذهب اعتقد أن الطعام جُهِزَّ
أكلا وبعدها ركبا السيارة وذهبا إلى بيت دارين .. هنا بدأ الموقف الصعب الذي هو مواجه والديها ولا تعرف كيف سيستقبلانها
بعد عده طرقات على الباب فتحت لها أمها وبسرعة الاثنين انغمرا بحضنه واحده وبدأت الدموع تنهمر منهما في كل مكان حتى إن حسام أدار وجهه لكي لا يريا دموع عينيه المتساقطة من هذا المشهد المؤثر ... بعد عده لحضات توقفت الوالدة وبحركة تؤشر لدارين لتسألها من هذا الذي معها ؟
- أمي أعرفك .. هذا صديقي حسام ... كانت دارين مرتبكة جدا عندما تتحدث
نظرت إليها أمها غاضبه وهامسة ؟ : ما الذي تتحدثين عنه ؟
- انه صديق وهو وأهله ساعدوني في الرحلة كثرا ، هل نستطيع الدخول الآن ؟ أريد أن أر أبي
دخلت وتبعها حسام
مسك يد والده دارين وقبلها ثم قال : أهلا يا خاله ، لقد تشرفت بالتعرف عليك
- وأنا أيضا يا بني ، هيا ادخلا
دخلت دارين إلى إحدى الغرف وجدت أباها جالسا على الاريكه أتت إليه باكيه وجلست بجنب الاريكه على الأرض ماسكه يده وهي تقول : (( أبي انظر لقد أصبحت طبيبه ، لقد أصبحت طبيبه مثلك يا أبي .... آه والدي لقد اشتقت لك كثيرا سامحني اعلم إني أخطأت ولكن لأحقق طموحي ، أبـــــــــــــــي إني مشتاقة لك كثيرا ))
مسك أبوها يدا ابنته وكانت الدموع واضحة في عينيه رغم مقاومته على إنزالهما ثم قال : هيا انهضي يا بينتي كلنا أخطأنا وعرفت قيمتك عندما غادرتي أنتي بنتي الكبرى وشمعه هذا المنزل صغيرتي حبيبتي كلنا اشتقنا لك ، مع كل هذا أنا غاضب منك ... أما كان عليك الاتصال بنا لتخبرينا كيف حالك .. بعد رحيلك بشهرين ارجعوا لنا المستشفى باسمنا ولكن طبعا بعدما دفع عمك التكاليف المتبقية عنا وعنهم
- ولكنني حينها كنت تزوجت وندمت طوال عمري
ثم بعدها دخل عليهم حسام
أباها بعينين متسعتين ومستغربتين نظر إليه ثم إلى دارين
خافت دارين قليلا فأتى وانحنى وقبل يدي والدها
- سيدي أعرفك بنفسي ... أنا حسام صديق دارين
- صديق من ؟
- أبي انه من العائلة التي كنت أعيش عندهم وهذا الشاب ساعدني كثيرا هو وأمه وأبيه وأنا ممتنة لهم ... هم الذين وفروا لي كل ما احتاجه لأصل إلى ما أنا عليه ، يعاملوني كأني ابنتهم
- هذا واجبنا ... والآن علي الانصراف
- أسوف تذهب ؟ قالتها ونظرت إليه
- نعم
والدها : ابق لدينا يا بني للعشاء وأنا سوف أوصلك للمطار
- شكرا لك سيدي ، ولكن آسف لا استطيع وعدت أهلي بأن أوصل دارين سالمه إلى أهلها وأعود ، وداعا
ثم خرج من الغرفة و أخذته والدتها إلى الباب ، دارين في هذا الوقت قلبها كان معلقا بحسام كانت تريد أن يتوقف الزمن لتذهب وتحضنه وتقول لاتتركني وحيده ولكنها لا تستطيع المغادرة وترك يد أباها إذ كانت تراه يذهب وقلبها يبكي ويقول الشخص الذي دخل إلية فجأة ذهب ولن أراه مرة أخرى ولا يوجد أي اتصال معي به هل سأعيش بدونه ؟ كانت تنظر إليه من نافذة التي تطل على ممر الخروج وهو يذهب إلى أن خرج من المنزل.
- اذهبي يا بنيتي وبدلي ثيابك واستجمي
- حسنا يا أبتي
صعدت إلى غرفتها والدموع تتساقط من عينيها وجدت أخاها الصغير حضنته وذهبت مسرعه إلى غرفتها كل ما تفكر به الآن ياله من شاب قاسي القلب كل هذه الأشهر التي قضياها معا تذهب هباءٌ خلال يوم واحد ماهذا الحظ ؟ أكان هذا المعتوه يضحك عليها مجرد تسليه وقت لا أكثر والآن انتهت اللعبة
بعد مده استعاد الوالد ثقته بابنته وأصبح يحبها أكثر فأكثر لكنها لم تنس حسام الوجه المشرق الفم المبتسم ، العينين الخضراوين كله كلوحه فنيه في قلبها ولكنها كانت متأكدة من انه نساها ولم تعد موجودة في قلبه وأكيد هو الآن تعرف على فتاة غيرها سكنت هي الأخرى قلبه ولكن دارين لا تستطيع نسيانه ..
لان قلب الفتاة عبارة عن غرفه واحده يسكن فيها شخص واحد ، ولكن قلب الرجل فندق ذي عدد غير متناه من الغرف ولكن من التي سوف تسكن جناحه الخاص ؟
كانت تتأمل دارين هي الفتاة التي سكنت في قلبه وخاصة في هذا الجناح
في يوم من الأيام جاء عم دارين ومعه ولديه ، خافت دارين كثيرا سبب حضور عمها أكيد لخطبتها ولكن والدها قال لآخوه : (( أسف لا استطيع أن اقبل ابنك لابنتي لأنني متأكد من أنها لن توافق على هذه الخطبة أرجوك فلنغلق هذا الموضوع ))
العم : (( أرجوك فلتفكر أنت وابنتك بالأمر مليا ))
- سأذهب لأسالها مع إنني متأكد من أنها لن توافق
ثم ذهب ليسأل ابنته عن رأيها ولكن دارين رفضت وبإصرار على هذه الخطبة
- يا ابنتي في هذه الخطبة إننا لا نريد شرائك وان أبوك لا يريد بيعك لسد ديونه إنما ابني متيّم بك ويريدك رفيقه عمره
- أسفه يا عمي ولكنني لا ارغب في الزواج الآن
- أنستطيع انتظارك إلى إن تكملي دراستك ؟
- عمي لا ادري ما يخبئ المستقبل لي ، أرجوك لا أريد الزواج الآن
-لا تريدين الزواج أم لا تريدين ابن عمك ؟؟
- في الحقيقة الاثنان لا أريدهما الآن وأرجوك هذا أخر كلام لدي
- كما تريدين يا بنيتي
في اليوم الثاني جاء ابن عمها بنفسه وأراد خطبتها ولكنها كانت مصرة على موقفها أنها لا تريده فنصحتها أمها بالموافقة كما قالت لها :(( أظنه حقا يريدك يا بنيتي ))
ولكن دارين كانت دائما تقول :(( ستبدأ الدراسة عما قريب , أمي أغلقي الموضوع ))
فقالوا لها :(( كما تريدين )) .
مرت الأيام وحان موعد التسجيل في الكلية ذهبت دارين مع والدها لتسجيل اسمها ، حضرت حاجياتها وملابسها كانت مستعدة للذهاب ، وأي شيء تعمله تتذكر حسام إذ لم يذهب عن فكرها أينما تذهب ترى اسمه ، تسمع اسمه ...