الفصل الثامن

624 22 0
                                    

الفصل الثامن

كان اليوم الاول للجامعه كأي يوم في الجامعات الاعتيدايه يسلمون على الاصدقاء ويتبادلون كلمات الاشتياق والمودة فيما بينهم ...
كانت دارين جالسه مع رشا وتخبرها بأن حسام الاول ( حبيبها ) يتصل بها يوميا ولا تدري مالذي تفعله وتخاف ان تخبر خطيبها لكي لا تبدأ المشاكل
كانتا جالستان بصمت هادئ عندما قطع سكونهما خطيبها غاضبا
أستغربت دارين وسألت : (( ماذا بك ؟))
- ان حبيبك القديم اتى الى جامعتنا اليوم ونقل ملفاته
((دارين+رشا )) في نفس الوقت : ماذا ؟ مدهش !! على التوالي
تنهد حسام ثم سأل : ما الذي تقولاه ؟؟
استطردت رشا ثم قالت بمرح : انا مدهش لانه شاب وسيم وهي ماذا لانها لاتعرف مالذي تتحدث عنه ... اه انا ذاهبه للبحث عنه ثم رحلت مسرعه
نظرت اليها دارين ثم قال : مالذي تحاول فعله هذه الفتاة ؟
اجابها بغضب : هل انت خائفه من انها سوف تسرق حبيبك ؟
بعينين مشمئزتين وغاضبتين بنفس الوقت : لا تفتعل المشاكل كن واثقا بي انا الان مخطوبة اليك وماكان قد انتهى ... هيا لنذهب لقد بدأت المحاظرة
سجل حسام في نفس صف دارين
راها صدفة فسلم عليها ردت السلام بصمت باهت
قال لها بابتسامه عميقة : انت مستغربه لماذا انا صرت في صفك ، انا اكبر منك بثلاث سنوات اول سنه اكملتها والسنه التي تركتها عندما كنا في قصة الحب
تلك وبابتسامه ساحرة طرف عينيه لها اما السنه الماضيه فأني تركتها لاني لم استطع نسيانك .
سمعت كلماته وابتعدت مسرعه قبل ان ترتكب مزيدا من الحماقات
عند الاستراحه خرجت دارين مع خطيبها ، كان حسام يتقطع قلبه كلما راهما معا ولكن انه متأكده من ان هذه القصه الهزليه ستنتهي بأسرع ما يمكن
هنا جاءت رشا امام حسام قائله : اظنك بحاجه للتحدث
اجابها بضحكه شاردة : نعم
في هذا الوقت كان حسام يسأل دارين بتمعن : أما زلتي تكنين له المشاعر ؟
- الحقيقه انني عندما عرفت بأنك معجب بي وبعدها احببنا بعضنا وخطبتني حاولت محوه في ذلك الحين ، ... ازاحت بصرها عنه ثم تابعت تقول : لكن عندما ارى تصرفاته او حتى عندما انظر اليه اتذكر ايامي معه.
نظر اليها بإستغراب : حاولت محو حبه ! ... اذا انت معجبه به !
- لم اقل انني معجبه به ! تابعت ببرود قائله : لكن على العكس اظن انه هو معجب بي
طرق بقوة على المنضدة : لا ادري مالذي افعله لهذا الشخص
اجابته والكلمات تخرج من بين عضة على اسنانها : اتركه وشأنه هل انا فعلت شيئا عندما علمت ان رشا معجبه بك ؟
عدل وضعيه جلسته فتح عينيه وبانت تلك العين الزرقاء قائلا : ماذا ! رشا ! صديقة الطفولة انتي تمزحين !
- انت حر ولكن الذي اقوله صحيح مئة بالمئة
- انتي تمزحين وان رشا تعتبرني الاخ بالنسبه لها انا متأكد من هذا
اشارت برأسها نفيا وبضحكة مرح : انت مخطئ انها تعشقك
القاها بنظرة فاحصة بعدها كان ذهنه شاردا
اما الحوار الذي كان يدور بين حسام ورشا كانت تحدثه عن مدى حب دارين له وكيف انها لم تنسه في تلك الايام وحدثته هي الاخرى عن مدى حبها لحسام خطيب دارين ولم تستطيع ان تتخلى عن حبه طول تلك السنين
- اذن ان كلا من محبوبينا هما معا الان
اجابته رشا بحزن : نعم ، للاسف هذا الواقع
- بل انا فرح ولست اسفا
- ماذا تقصد بقولك هذا ؟
- لنتعاهد على ان نبذل كل مافي وسعنا للتفريق فيما بينهما قبل فوات الاوان .. انهى جملته بالضحك
- ماذا تقصد ؟ اذا كنت تحب دارين فستبذل كل مافي وسعك لتجعلها سعيدة
-لكن سعادتها معي لا استطيع أن أتخيل دارين بحضن رجل غيري ، واني غير مطمأن لحسام هذا ، أنه يخطط لشيء ما..
- يخطط لشيء ! انه يحبها وبالتفريق بينهما سوف نجعل حسام حزينا.....( صمتت لبرهة )
في هذا الوقت دخل حسام الى الداخل ليشتري لدارين القهوة عندما شاهد من النافذة التي داخل المبنى رشا وحسام يجلسان على طاوله مستديرة بالقرب من هذه النافذه كم بدت وسيمه بتلك الخصلة فوق عينيها كم يتمنى هو من يزيحها عن بصرها ليتمعن بعينيها ، ثم تذكر مالذي يتحدث عنه ودارين !! ثم مالذي يتحدثان عنه هؤلاء الاثنين اراد الاستماع .. تدخل الفضول هنا عندما سمع رشا تتكلم
- انا لا استطيع ان اشاهد حسام حزينا ولو مرة في حياته ، لا اريد ان ار دمعه واحده من حسام
- رشا انتي تحبين حسام كثيرا وهو الان مخطوب لدارين .. كيف تستطيعين ان تصمدي ؟
ماسمعه كان كاف ليتاكد من ان دارين لم تكن تكذب عليه وان ما تقوله بشأن رشا صحيح ، اتضح ماكان مخفي طوال تلك العشر سنين الماضيه
ذهب الى دارين ولم يشتر شيئا كان شارد الذهن كليا
- لماذا تأخرت ؟ كوبين من القهوة كل هذا الوقت ؟ ثم مابك لماذا لا تجب ؟
- دارين !
- نعم حسام تحدث
نظر اليها كأنه محقق فيدرالي اكتشف شيئا مهم : لقد علمت من ان رشا تحبني لقد سمعتها تحدث حسام ... لكن فات الاوان الان ، عندي محبوبه انستني العالم كله وهي الان المرتبه الاولى في حياتي وكل شيء احبه ونظر الى دارين بمحبه
على الاقل هي الان تعرف بأن حسام ايضا كان يكن المشاعر لرشا ، اجابته بأبتسامه من دون اي تعليق
- ياله من يوم مشرق جديد لقد نسيتي البارحه لاب كوت في سيارتي تفضلي هيا تعالي نأكل شيئا قبل بدايه المحاظرة
- شكرا حسام ، نعم فانا اشعر بقليل من الجوع
دخلوا معا الى الكافتيريا كان حسام حبيبها السابق ينظر اليها بإبتسام واشتياق شديدين اما خطيبها لم يكن يحاول النظر اليه فجأة سددت لكمه على وجه خطيبها اوقعته لولا تشبث دارين به وامساكه اياه هرع كل من في الكافتيريا اليه حتى حسام ورشا
كان المتحدث وليد ( ابن عمها ) : ادفع لك الاموال واشتري لك سيارة لكي تجعل حياتها جحيم ...وتنسى ان تحب الشخص الذي سوف تتزوجه لكي اتزوجها في النهايه ثم انت ... انت ؟ تقيم معها علاقة حب وتخطبها ثم تفكر في الزواج منها !!
كانت دارين في لحضة خيال وعدم تصديق : مالذي تتحدث عنه ؟
- اسألي هذا النصاب الذي خطبك ، لقد ضحك عليك في علاقته معك ... الذي اضحكني بشده عندما رحل في العطلة وتركك في السفرة ادعى انه سينهي بعض الاعمال مع والده في الشركه وهو لايملك حتى مكتب في شركة والده كل شيء يأتيه جاهزا ... كان يا بنت عمي يترجاني بأنه سيصلح كل شيء ويتركك في اقرب وقت
نظر اليها حسام بتوسل: في بادئ الامر صدقيني .. انت كنز كل شاب يتمنى ان يحصل على فتاة مثلك ارجوك انا متأسف .... سامحيني سوف نكوّن اسرة سعيدة ارجوك لا تجعليه يؤثر على حبنا !
ضحكت دارين ثم امتلأت عيونها بالبكاء ورمت الخاتم على الارض
رحلت مسرعه لحق بها حسام لكن وليد لم يدعه يذهب : لم أخذ ديني بعد
تبعاها حسام ورشا ولكنها توسلتهما بالذهاب .. ثم توقفت ونادت رشا
- اتستطيعين ان توصليني الى البيت لا استطيع القيادة
- بالتأكيد حبيبتي
دخلت البيت مسرعه ومن حسن حضها ان اهلها لم يكونوا في المنزل ... كانت رشا مصرة على ان تقضي الليله معها واخبرت اهلها ان كان لها يوم سيء وعندما تستيقظ سوف تخبركم بنفسها
كان خطيبها يرن متواصلا عليها ولكنها لم تجبه فغلقت هاتفها اتصل برشا ، رشا جاءتها متوسله تطلب منها الرد عليه
- ارجوك ان تسمعيني للنهايه
- اعتقد ان كل شيء بيننا انتهى
- لماذا تتسرعين يا دارين ؟
دارين ضاحكه باستهزاء: لماذا ؟ تسألني اتوقع الاجابه عندك
- انا متأسف لانني بدأت العلاقه بكذبه وانني شاب منحط وسخيف وانا مستعد لكل شيء الا فراقك لقد احببتك منذ اول يوم سرت به معك اعجبت بكل شيء فيك
- اتعرف كم عانيت لاجلك ؟ اتعرف كم حاولت وصبرت ان اكون وفية لك في الوقت الذي كان قلبي فيه لغيرك وانا جعلتك انت فيه ! ثم ماذا اجد ان الشخص الذي وضعته في قلبي لم يكن سوى كذبه سوى لعبه مع ابن عمي ! لا استغرب ولا الومك انت بل الوم الشخص القريب الذي خانني انا متأسفة كان لدي يوما شاقا وانا اشكر الذي كان السبب
ثم غلقت الهاتف وحاولت ان تنام
لم تستطع دارين ان تحضر في اليوم الثاني لان الجروح التي في قلبها لم تشف بعد واحساسها بالغباء لانها صدقت به وتركت من اجله اغلى شخص واكثر شخص تحبه
في المساء اتصل بها حسام حبيبها السابق كانت متلهفه للاجابه ومتعجبه لانه اتصل اذ بعد الحادثه لم يتصل ابدا
- أهلا دارين
- اهلا حسام
- كيف حالك ؟
- لا داعي لان اجيب
-ضحك حسام فسألته عن السبب
- لقد انتظرت طويلا لتأتي هذه اللحضة التي تجيبيني على الهاتف وها انت ذا ولكن لم اكن اتخيل ان اللحضة تكون في هذا الموقف... دارين انتي الفتاة القوية ولازلتي لا تجعلي مثل هذا الموضوع يؤخرك عن دراستك ، اصعب من هذه الضروف ودرستي ونجحتي
-كانت الدموع تملئ عينيها وقالت : ولكن لم اكن مجروحه ومكسورة القلب
- الزمن يشفي الجروح !
- لا تنسي الدوام غدا تصبحين على خير
- مع السلامه
غلقت الهاتف وضعت يدها على فمها واستامرت بالبكاء ، متأكدة حتى حسام خسرته الان لم يتبق لها اي احد وحتى لو كان يريدها هي الان تريد العزلة والوحدة ولا تتحمل فراق بعد الان تريد ان تختفي من هذا العالم كله ، وفقط هي الدموع التي تستطيع ان تشفي جروحها على الاقل كما تظن !!
أستمرت بالبكاء الى ان غلبها النعاس نامت وفي طرف رموشها دمعه، يدها على فمها والاخرى ماسكه بالوسادة بقوة ، صورة لطفله تبكي حرمت من لعبتها ووبخاها اباها بالصعود والنوم مبكرة لكن حال دارين العكس ، لان لعبتها هي الشريرة والتي دمرت حياتها !

أغرمـــتُ بعينيـــهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن