من الخائن

75 10 2
                                    


تجمعت السحب تشاهد ، تشاهد في صمت ، مآسي الناس ، وتبكي عليها ، و تصرخ عاليا ، الجميع قد طغت عليه الظلمة ، اليأس ، الخوف و الألم ، دينا التي تبكي في صمت ، داخل ظلام غرفتها الحالك ، ليث الجالس وراء الباب ، يستمع لأنينها ، يرغب بضمها ، يتساءل "لم على شخص مثلها أن يعاني" ،شادي الجالس في غرفته يتأمل في صمت صورة والده و أخوه ، جابر المحتار "هل ما أفعله صحيح ، هل حقا للكره طريق ، او هل الانتقام هو اسمى طريق" ، سيف الذي جلس يتذكر ماضيه ، عن عدد الأخطاء التي ارتكبها في حياته ، أمل التي جلست وحيده في غرفه الاجتماع الباردة ، تتذكر كلمات سيف ، "هل وجده حقا ، هل سأراه قريبا "، هند التي اختبأت تحت غطائها تبكي ، "هل ما أفعله خطأ" ، و موني ، التي جلست على سريرها سارحه ، متذكره طفولتها ، متسائلة " لعلي أسأت فهمه ، لعلي تسرعت ، ليتني أقابله مجددا " حازم الذي مازال يصارع أحلامه ، حازم الذي لم يستطع يوما نسيان عائلته ، أو نسيان خوفه آن ذاك ، ربا التي ظلت تفكر في رائد تارة ، و تفكر في الانتقام تاره أخرى " هل من الصحيح أن أنتقم من جلال رغم أن من قتل أخي قد مات بالفعل "

ابتسم الصبح أخيرا ، و انعم على الجميع بخيوط شمسه الذهبية الدافئة ، تخلل الضوء غرفه الأمير شادي ،استيقظ شادي ليجد نفسه قد غفى على مكتبه مجددا " أظنها قد أصبحت عاده عندي " قرعت الخادمة بابا شادي : عذرا ، سيدي لقد أتيت بالإفطار هل أدخل ؟

وقف شادي يرتب ملابسه و شعره ثم أذن لها بالدخول فدخلت : عذرا سيدي ، هذه هو افطارك لليوم ، لقد أمرتني والدتك أن أحضر لك فطور صحي ، و أيضا ، هذه الرسالة وصلتك هذا الصباح .

أمسك شادي الرسالة باستغراب : هل علم أحد بالأمر .

الخادمة : لا

أشار شادي للخادمة بالخروج فوضعت الطعام و خرجت ، جلس شادي يتأمل الرسالة : غريب ، من قد يبعث لي برساله . أمسك شادي الرسالة و بدأ بفتحها ليخرج ورقه و كان محتواها كالآتي .

السلام عليكم ورحمه الله

باريس في 29/12/1689

الى شادي يورك

تحيه طيبه و بعد..........

ليس ذنبك ، و لا ذنب والدتك ما حل بوالد و أخوك . أبعث لك رسالتي ، متأخرا ، ومتندما على صمتي الطويل ، بعد مرور كل تلك السنين ، أعزيك في والدك ، و أبشرك بخبر ، قد يكون هو منقذك من وحدتك و معاناتك ، قد يكون هو اجابتك الشافية لما حدث في ذلك اليوم ، قد يكون هو علاج والدتك التي أصبحت قعيده ، أولا " أتمنى منك ألا تثق في من حولك ، لأن الجميع يخون " ثانيا " أتمنى أن تعيد ترتيب أفكارك و أولوياتك ، و الأحداث التي حصلت في غياب أخيك " خبري لك هو أن لؤي لم يمت في ذلك اليوم ، كذلك ابنة جابر ، كلاهما على قيد الحياه ، ان جابر يعرف التفاصيل منذ أمد ، أنا متأكد أنه لم يخبرك بشيء ، لقد كان يبحث عن لؤي طوال تلك السنوات ، بصمت ، ودون اخبار أحد ، أظنه حافظ على هذا السر مدفون لأجل مصلحة أخيك و مصلحتك ، أما بالنسبة لابنته ، فما حدث لها ..........

الطريق المسلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن