السجين

68 7 0
                                    


في احدى سجون القصر ذات الحراسه المشدده ، في احد الغرف المعزوله ، بلا نوافذ ، لا صوت سوى صوت أقدام من كان بالخارج يحرس ، باب بارد من حديد ، عتمه تنسيك أن بعد الليل فجر قريب ، تأوهات تملأ المكان ، أرض غطتها الدماء ، قامت الحرب على جسده ، لم تترك فيه مكان الا وجعلته قاحل ، بالكاد يستطيع الصمود ، يدين ورجلين مكبلتين ، يتسائل"لم انا غير قادر على تميز ما حولي ، هل هذا بسبب تلك الحقنه ، ما الذي حقنوني به.......... لم جسدي ثقيل ...... لم ........ تلك الاصوات ......... من اين تأتي ؟ الن تتوقف ؟ " ، يفتح احدهم الباب ، يتسلل الضوء للداخل خلستا ، ويعلو صوت الباب الصدء أكثر ، هناك من يقف على عتبه الباب ، وهو يوجه ابتساماته اليه ، "حواسي لم تتلف بعد ، فأنا مازلت أسمع و ارى ، و الاسوأ مازلت أتألم وجروحي لم تلتأم ولو قليلا ، الم يملو بعد مني ، حتى صوتي اختفى و لم اعد قادر على الصياح ................ هل هم هنا لحقني مجددا ؟". دخل ذلك الرجل و في يده سوط "ها ؟ انه يحرك شفتيه ، هل يتكلم ، يبدو هذا ، الصوت بدأ يتضح "

"لقد تقدم الرجل أكثر ، وهو ينحني ليصبح في مستوى نظري ، هو يعاود الحديث ": هل لي أن أسأل سؤال ، من برأيك أشر ، من يقتل ليستمتع أو من يستمتع بالقتل . ............. هيا لم لا تجيب ، هل ..........تتألم ؟........ كثيرا ؟ هذا جيد ، و الان أخبرني ، كيف هو شعورك عندما تحمي أشخاصا يظنونك ميت ،......... لن يأتي أحد لنجدتك ........... أوي فارس أجبني .

" فارس ؟؟ من ؟ اوه هذا أنا ، اذا " تحدث فارس بصوت بالكاد يسمع : اذا انت جلال ؟

ابتسم جلال بخبث : أجل ، هاذا جيد ، يبدو ان الدواء لم يجدي معك . اذا .... ما اخبارك .

يحاول فارس رفع يديه بيأس : اوي ...... منذ متى لم أرك ، جلال .

وقف جلال و بدأ يضحك : أنت ، هل جننت أخيرا ، هذا جيد ، لأنني أحمل اليك خبر سعيد ، سيف ............ سيعدم غدا .

سكن فارس قليلا "ســـــــــيـــــــف ؟ من ؟ " اتسعت عينا فارس فجأه ، لقد تذكر ، وقف فارس و في عينه نظرات حاقده ، تبدو ملامحه كوحش هائج ، ان الغضب يمده بالطاقه ، مشاعر الخوف ، الكره و الحزن ، تحركان جسد روحه قد سلبت ، جسد لا يحمل سوى الآلام ، يحاول التقدم ، كالذئب ، لكن السلاسل تمنعه من الوصول ، يحاول بيأس يصرخ باسمه "جلال "

جلال الواقف على بعد كافي يمنع فارس من الوصول اليه ، يضحك ، بسعاده وخبث : أمازال لديك الطاقه الكافيه للوقوف ، رغم أنك لم تأكل شيء منذ ايام ، هذا يسعدني . سأتأكد من لحاق اختك بسيف، ومن عودت فادي الي مقابل حياتك الباليه ، في النهايه ، انت كنت ورقتي الرابحه ، بفضلك سيتحقق ما أردته . غادر جلال وقفل الباب ، صوته الصاخب يخترق اذان فارس "أعطوه من الماء ما يكفي ليعيش و لتزد من جرعه الدواء "

يتهاوى فارس ، في دوامته يغرق ، فجوه من اليأس "أمل ، هل أنت بخير ؟ سيف لا تستسل ، لا تخضع ، حتى لو استسلمت ، هو لن يتركني ، فادي ، احمهم ، انت عيني ، يدي ، لا تتركهم خلفك ، ولا تأتي الي " انه يتألم ، ابسبب جراحه التي لم تشفى ام بسبب جلال .

الطريق المسلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن