طفلان يركضان بين باحات المنزل الواسعة ، لا تراهما الا ملاصقين لبعضهما البعض ، يلعبان ، يضحكان ، يتهاوشان ويتقاتلان معاً ، صداقتهما بنيت اطرافها منذ الصغر ، كلاهما يحملان نفس الدم ، لذا نشآ معاً .
لكن الزمن ابى ان يظلا معاً ، لاسباب يعلما بعضها ويجهلا معظمها .
في احد امسيات الصيف الحارة توجه يوسف هارباً من احدى دروسه المنزلية عبر باحة المنزل الواسعة متوجهاً الى غرفة دانيال ، لعلهما يلهوان قليلا فيقتلان بعض الوقت المميت ، واثناء هرولة يوسف ، اذ به يسمع اصطدام شيء زجاجي بالارض فيدوي صوت حطامه المفتت على الارض ، مما لفت انتباهه وتوجه الى مصدر الصوت صاغيا مستفسرا عن الذي يحدث ، سمع شخصين يتشاجران وقد علت اصواتهما عنان السماء ،علم بانهما والده و والدته ، مما شد انتباهه اكثر فاستسلمت قدماه لامر قيادة قلبه الفضولي آنذاك وبدا باستراق السمع ...
والد يوسف "بنبرة تعلوها الحدة" : كيف تطلبين مني ذلك ؟ هل فقدتِ عقلك ؟ انا ارجوكِ فلتقولي لي لماذا تفعلين بي هذه الامور ؟ الا تعملين انك اصبحت سطحية معي في الاونة الاخيرة ؟ هل اصابك مكروه ؟ ام اخبرك احدٌ ما بامر جعلك تتخبطين على تلك الشاعرة ؟ ، انا لا افهمك بتاتاً .
والدة يوسف "بنبرة هادئة" : ستعلم بكل شيء ولكن عليك ان تقوم بفعل ما اخبرك به تماماً
لم يستطع يوسف ان يستمع لباقي الحديث ، اذ شعر بحركة نابعة عن احدى الممرات الخارجية ، فشد على قدميه متوجها الى غرفة دانيال .
لم يقم بطرقها او باخد الاستئذان ، ما فعله كان بان فتح الباب مسرعا ومغلقاً اياه بشيءٍ من الهدوء ، لياخذ عدة انفاس متقطعة وهو راكعٌ على ركبيته .
توجه اليه دانيال مستعلماً منه عن سبب قدومه في هذا الوقت ، فرفع يوسف يده باتجاه دانيال ناشداً بعض الدقائق ليضبط بها انفاسه ، فقام بعدها واعتدل .
يوسف "بابتسامة صفراء" : وهل يجب ان يكون هنالك سبب لاتي اليك ، في الحقيقة انا قد مللت من الدراسة طيلة الوقت ، انا لم اتجاوز الرابعة عشر وانا ادرس بهذا الالتزام ، لذا فكرت بان اتي اليك لنقتل بعض الوقت ، ما رايك ؟
دانيال "متجاهلا توتر يوسف الغريب " : رغم انني لم اكمل دراستي الا انه لا باس باخذ عدة دقائق استراحة .
سمح يوسف باطلاق قفزة من قدميه ، متناسيا ما سمعه عند غرفة والديه ، متظاهراً بالفرح وتقدم مع دانيال الى داخل الغرفة .
لعب كلاهما حتى بدا الليل على الانتصاف ، حتى اشار دانيال الى الساعة حاثاً يوسف على المغادرة الى غرفته .
دانيال : هيا يوسف ، بعد غدٍ عطلة ، سنتستطيع ان نلعب بها حتى نُهلك ، هيا قم الى غرفتك .
يوسف "رافضاً" : ولكن هل استطيع ان انام هنا الليلة ، لا اود العودة الى غرفتي ، انا ارجوك دانيال ، لن اقوم باصدار اي ضجيج قد يثير ازعاجك ، انا ارجوك " خاتماً جملته بنظرة ترجي طفولية مع تقوس شفته السفلى " .
لم يستطع دانيال ان يرفض لاكثر من ذلك ، هو يعلم يوسف كما يعلم نفسه بل ربما اكثر ، وهو يشعر بان هنالك شيءٌ قد حدث ليجعله بهذا التوتر ، ولكن تغاضى عن تلك الامور تاركا بعض الوقت ليوسف حتى ياتي هو بنفسه ويصارحه بالامر .
نام كلاهما في نفس الغرفة ، وكل واحد منهما يغوص في دوامة افكاره ، حتى سمحا للاحلام ان تغوص عقليهما بعمق .
استيقظ كلاهما على صوت اغلاق باب غرفة دانيال بقوة ، ففزعا و توترا ، حتى ظهرت والدة دانيال تزفر بغضب ، اول مرة تُرى والدة دانيال بذلك الغضب والحدة ، توجهت قدماها تلقائياً الى المكان الذي يرقد فيه سرير دانيال ، حتى استوقفها وجود يوسف في الغرفة ايضاً ، تحول كل انتباهها الى يوسف ، وصاحب ذلك التحول تيارات من نظرات العطف والهدوء تظهر على محياها ، تقدمت منه ومدت احدى يديها الى وجهه تتلمسه بلمسات تفيض حناناً .
اما يوسف فهو لا يعلم لم زوجة عمه تتصرف بكل تلك المشاعر المتخبطة ، نظراته تحوم بين زوجة عمه ودانيال الذي ما زال واقفاً جانب السرير يحاول استيعاب والدته هو الآخر .
وبعد كل ذلك المشهد الذي ظهر كانه مشهد من مشاهد مسلسل درامي بالنسبة ليوسف ، انسحبت والدة دانيال دون ان تنبس ببنت شفة ، علم دانيال معتمداً على تصرفات يوسف بالامس وتصرفات والدته الان بان هنالك شيءٌ ما سيحدث ، وسيكون كبيراً وسيفوق قدرتهما كليهما .
يومان قد انقضوا على حالة يوسف الشاردة ، حاول دانيال القيام بفعل مختلف الامور ليخرج يوسف من حالته هذه ، رغم ان ذلك يناقض شخصيته ، الا ان هدوء يوسف الغريب قاسٍ على قلبه ، حيث انه لم يعهد به هذان الهدوء والشرود ابداً ، اشتاق لعفويته الصبيانية تلك ، وكان مستعدا لفعل اي شيء حتى يعود الى طبيعته حتى لو كان ذلك يخالف طبيعته الهادئة تلك .
يوسف هو النقيض لدانيال منذ الصغر ، حيث يمتلك يوسف في نواحي شخصيته العفوية والمشاكسة الصبيانية في اكثر الاحيان ، بالاضافة الى عدم اخذه لاي شيء على محمل الجد ، اما بالنسبة لدانيال فقد ولد بطبعه الهادئ المسالم ذاك ، حتى اعتقد البعض بانه بارد لا يهمه اي امر ولا تشده قصة او اي امر غريب ، فضوله ميت تماماً ، اهم شخصين لديه هما يوسف و والدته بعد وفاة والده منذ خمسة اعوام اثر حادث سيارة ، لذا هو يفعل اي شيء فقط لاسعادهما .
استيقظ يوسف على صوت والده في احدى صباحات ايامه المدرسية ، عدل جلسته فاركاً عينيه ، يحاول ان يركز ، فتح عينيه على نطاقهما متاكدا من ان الذي يراه هو والده بالفعل ، استغرب الامر ،فوالده نادرُ جدا ما ياتي لايقاظه ، " ابي ، ماذا تفعل بايقاظي انت اليوم ؟ " سال والده ببعض الغرابة ، وما كانت اجابة والده الا بانحاء رقبته الى الاسفل تبين يأسه وبؤسه ، وعم صمت لثوانٍ بينهما مما زاد من استغراب يوسف ، حتى بدات يد والده اليمنى تزحف على الفراش تبحث عن طريق يؤدي بها الى يد يوسف لعله يجد مخرجاً ومنجداً له من بؤسه وهمه ، رفع راسه بعد ايجاده ليده وجفونه خارة قواها مما يجعلها تغطي نصف بؤبؤتيه مجيباً اياه " لتقم و تغتسل بني ، وتعال لتناول افطارك " .
سحب والد يوسف نفسه من الغرفة دون اي امر اخر ، تاركاً اياه يغوص في دوامة الافكار مرة اخرى ، ولكن سرعان ما استجاب لواقع الامر واغتسل وتوجه الى مائدة الطعام ليجد والده و والدة دانيال بالاضافة الى دانيال ، بقيت نظراته تلتفت يمنة ويسرة باحثة عن امه ، حتى لم يجدها فتوجه الى مقعده والغرابة تعتلي تفاصيل وجهه ، تنقلت نظراته بين الجالسين على المائدة معه مستفسرا عن اي شيء يدمر هذا الهدوء القاتل ، حتى التقت عيناه بعيني دانيال وتغامز كل منهما الى الاخر مستفسرين عن الوضع ، الا ان كلاهما ادركا انهما في نفس الموقف تماماً .
اصوات طرق المعالق في الصحون هي وحدها التي يدوي صوتها في المكان ، حتى سال يوسف ببراءة محاولاً قطع الهدوء " اين امي ، لا اجدها هنا ؟ هل خرجت الى مكانٍ ما منذ الصباح الباكر ؟ " ، التفت كل من والدة دانيال و والده الى يوسف وعلى وجوههم تعابير الحيرة تختلط معها بعض نظرات البؤس ، وعم الصمت ثانية في المكان ، حتى طرق والد يوسف بمعلقته على الطاولة ناشداً اهتمام جميع الجالسين حول المائدة .
والد يوسف : يوسف ؟ ، سأقوم بشرح الامر برمته لك ، ولكن عليك عدم التسرع في القفز الى الاستنتاجات " والتفت الى دانيال " كذلك انت بني ، حسنٌ ؟
اجابوه باهتزاز راسيهما الى الاسفل والاعلى مدلين موافقتهما ، وهلى وجهيهما تعابير الحيرة والتساؤل .
والد يوسف : في الواقع ان امك يا يوسف في المستشفى ، تتعالج من مرض قد اكتشفت امر وجوده منذ بضعة اسابيع ، وقد قيل لها بانه قد يسبب خطراً جسيماً على حياتها ، ومن الممكن انها لن تعود للمنزل لفترة قد تاخذ زمناً طويلاً ... مممم بالاضافة الا انه " تدور نظراته بين الجالسين واحداً تلو الاخر حتى توقفت عند يوسف " ساتزوج من زوجة عمك خلال شهرٍ من الآن ، لذا ارجو ان تتفهم ما يحصل الـــــ.....
قاطعه على اكمال جملته نهوض يوسف من مكانه بسرعة ، محدثاً صوتاً من زحزحة كرسيه على الارض ، والتفت الى والده غير مصدق بتاتاً ، " ما الذي يحدث بحق الله ؟ ، امي تموت و والدي يتزوج ، ومِن مَن ؟ من زوجة عمي ؟ من والدة اخي وصديق طفولتي ؟ " ، القى على والده تلك النظرات دافعاً بها جميع التساؤلات التي ما اكتفت بالتدافع على عقله واحداً يتلوه الاخر ، وبل وفاضت مشاعره حتى وصلت الى حدقتيه مكونة غشاءاً تمنعه من الرؤية جيداً ، شد على قدميه متجهاً الى غرفته قافلاً صارعاً الباب بقوة ، وسمح لذلك الغشاء باني ينقشي ، مبللاً وجنتاه بالدموع التي تنكر التصديق لاي امر قد سمعه منذ دقائق انقضت .
قام بتبديل ملابسه ، عاقداً النية للذهاب الى المشفى التي ترقد فيه والدته ، فتح باب الغرفة متوجها الى حيث يوجد سائق المنزل الخاص ، طالباً منه ان يصطحبه الى حيت ترقد والدته ، ولكن السائق رد عليه رافضاً بسبب امرٍ قد تلقاه من والده ، مما زاد من غضب يوسف وعصبيته وصار يضرب اخماساً باسداس .
توجه الى غرفته ليهاتف والده ، دقائق وقد اجابه صوت سكرتير والده قائلاً بانه في اجتماعٍ ما وبانه مشغول حتى المساء ، فزاد من غضبه فالقى بسماعة الهاتف على الارض ويضربها بقدميه لاعناً اياها .
استلقى على الارض محاولاً التقاط انفاسه بعد تفجير ذلك الغضب لرئتيه وعقله ، صدره يستمر بالهبوط والصعود بقوة ، فوضع كفه على صدره ضاغطاً عليه ، دقائق حتى استقام بعد ان ضبطت انفاسه ، وتوجه الى باب الغرفة وفتحه ، حتى وجد لدى بابه دانيال واقفاً وهو مطأطأ الراس ، علم يوسف بانه واقف منذ مدة لا باس بها .
يوسف : كنت في نية بالقدوم اليك ، من الجيد انك هنا ، ادخل اريد ان استعلم عن بعض الامور .
ودخل يوسف وخلفه دانيال ، وجلس كلاهما على احدى الارائك التي توجد في الغرفة .
يوسف : هل كنت تعلم مسبقاً عن هذا الامر ؟
دانيال : انا مثلك تماماً سمعت به اليوم فقط .
يوسف : يجب ان تجعل والدتك تعزف عن الزواج بأبي والا امي ستبقى وحيدة "علت نبرته بعضاً من الرجفة " ، وانا لا اريد لذلك الامر ان يحصل ، هل تفهمني ؟
طأطأ دانيال رأسه اكثر ، لقد حاول مع والدته حتى من قبل ان يطلبه يوسف في هذا الامر ، الا ان كل ما حصل عليه من والدته هو الصمت فقط .
بعد تلك الصباحية ، لم يكن هنالك يوم يمر على من كان في المنزل على خير ما يرام ، بل علت اصوات المشاجرات بعض الاحيان ، والبعض الاخرى املأت المنزل برودة قد تقشعر لها الابدان .
مر شهر على هذا المنوال ، يوسف يداوم على زيارة والدته في المشفى بالرغم من انها ترفض زيارته في كثير من الاحيان ، اما والده فنادرٌ جداً ان ياتي للمنزل ، وحتى وان التقى به ، فيرفض الاستماع كل منهما الى الاخر حتى فقدا الامل ببعضهما .
دانيال يعاني من الوحدة الشديدة في هذه الايام ، قد عزف يوسف عن القدوم اليه الا في بعض الاحيان النادرة ، و والدته دائما ما يراها هائمة شاردة بافكارها ، حاول الكثير من المرات ان يمنعها عن الاستمرار بالزواج ، الا انها تلوذ بالصمت في كل مرة يحدثها بها ، وتكتفي بالقاء بعض نظرات الحزن والبؤس الممزوجة بابتسامة مؤلمة يُبان خيالها الخفيف على محياها .
راى كيف انها تحاول ان تتقرب من يوسف ، الذي ما ظل يرفض الحديث معها او حتى النظر الى وجهها ، شعر دانيال بان والدته تؤخذ عنه بعيداً ، وبان يوسف قد حلق بعيداً عن عالمه الهادئ ذاك .
لم يحضر كل من يوسف ودانيال حفلة زواج والديهما ، توجه يوسف منذ صباح يوم العرس الباكر الى مستشفى والدته ، راغباً بان يلقي حزنه بين كنف والدته ، الا انها رفضت تلك الاخرى ان تحويه في بداية الامر ، وبعد الحاح قد استمر طويلاً دخل الى غرفتها شاكياً باكياً من تصرفات والده التي تنم عن اللؤم اتجاهها .
والدة يوسف : يوسف ، استمع الي ، والدك لم يقم بفعل اي امر خاطئ ، انا قد حثثته على فعل الامر ، لذا لا تغضب من والدك ولا تاخذ الامر بانه سيئاً ، زوجة عمك حنونة جداً معك منذ الصغر ، وستعتني بك افضل مما كنت انا افعل ، هي ليست غريبة بتاتاً ، انا مريضة جداً وانت و والدك تحتاجان لمن يقف بجانبكما ويعتني بكما ، وهي الشخص الانسب لذلك .
يوسف "بنبرة باكية " : ولكنك لن تبقي هنا الى الابد ، انت ستخرجين ، ولن ياخذ الامر مطولاً ، وسنستطيع ان نتحمل تلك الفترة ، لذا انا ارجوكِ امي ، عودي الى المنزل وامنعيهم عن الزواج ، ارجوكِ .
ظلت تعابير وتلفظات الترجي تنطلق من بين شفتي يوسف بين الفينة واختها ، حتى اجبرته والدته على المغادرة ، باعثة معه بعض الجمل التي قد تمده بالتحمل و الجَلَد وبان يتفهم والده اكثر وبانها لا تشعر بالظلم بتاتاً كما هو يعتقد .
عدة شهور قد انقضت من الزواج ، علاقة الطفلين لم تعد الى ما كانت عليه بتاتاً ، بل ازدادت بعداً وبرودة ، لا يعلم كلا االطفلين لمَ اشعلا علاقتهما ايضا بتلك المشاحنات والمشاجرات ، الا ان كل منهما يعتقد بان هنالك شيء قد سلب من كليهما .
والدة دانيال تحاول ان تتقرب من يوسف حتى بانها قد نسيت بان لديها طفلاً هي الاخرى ، اما يوسف فيقابلها بالتجاهل ، وبعض الاحيان بالاساءة ببعض التلفظات التي تنم عن غضبه ، وكل ذلك يحدث على مرأى من دانيال ، الذي تنامت لديه مشاعر الغضب من يوسف ، حيث يشعر في بعض الاحيان ، بل اكثرها ، بانه قد سلب منه والدته الذي ما يظل معاملتها بالسوء ، مما زادت علاقتهما بروداً رغم حاجة كل منهما الى الاخر .
توفيت والدة يوسف بعد مضي شهرين من الزمن ، عانى كل من في المنزل آنذاك من انفجار يوسف ، يلوم الجميع على موت والدته ، يكسر كل ما يراه بعينيه ، يريد الالتقاء بوالده ليصب جم غضبه عليه ، الا انه لا اثر لوالده بتاتاً ، فقام بصبه على اثاث المنزل ، بالاضافة الى زوجة عمه ودانيال ، حيث لم يتملص الاخير من لوم يوسف ايضاً ، متهما اياه بانه لم يقم بمنع والدته من الزواج فسبب موت والدته الوحيد .
مضت سنوات تخلفها سنوات ، والحال من البرود كما هو في المنزل ، انتقل دانيال منذ سنوات عدة ليدرس في الخارج ، تاركاً خلفه كل شيء يكرهه ، فقد ملَّ من المنزل و ممن يعيشون فيه ، فوالدته لا ترى الا يوسف ، ويوسف زاده دلاله سوءً.
ولم يعد له هناك اي شيء يربطه بالمنزل ، فلم يعد اليه حتى هذا الحين .
ــــــــــــــــــــــــــــ
مر شريط الذكريات على دانيال سريعا بلمحة بصر وهو مستلقٍ على سريره واضعاً كلا كفيه تحت راسه ، عندما علم بموت عمه ، يحن قلبه لبعض الاحيان بان يهاتف يوسف ليستعلم عن حاله ، فهو خير عليم بالحالة التي سيكون عليها الان ، الا ان كبرياؤه وذكرياته الاليمة تلك تمنعه ، بالاضافة الى تخلي والدته عنه وبقائها بجانب يوسف ، فهو من اهم الاسباب التي تمنعه من التواصل معه .
أنت تقرأ
فوضى الفانيليا
Romance"دوما ما اشعر وكانها تريد صفعي على وجهي ، لا اعلم لمَ تفعل بي هكذا ، لا اريد منها ان تبتسم لغيري ، اريدها ان تبستم لي انا و وحدي ، دائما ما تكون ليئمة معي ، لا اريدها ان تكون كذلك لانها تجعلني استشيط غضبا ، بتصرف منها تجعلني همجيا كوحش من الغاب ، و...