"امل"
كانت الساعة تشير الى الخامسة عصراً عندما فتحت عينيّ ، اظنني استيقظت بسبب الجوع ، خرجت من الغرفة عندما لم اجد يوسف بالغرفة ، ولم يكن هنالك احدٌ بالمنزل ايضاً ، فأسرعت لاهاتف يوسف حيث اصابني القلق ان كان هنالك اي مكروه قد حدث اثناء نومي .
- ألو ."اجابني يوسف"
- يوسف ، اين انت ؟ لا اجد احداً بالمنزل ، هل حصل مكروه ما ؟
- لا تقلقي ، لم يحدث ايٌّ شيء ، انا خرجت لملاقاة العم احمد لامر يخص الشركة ، واظن بان خالتي اروى ودانيال خرجا لمكان اتفقا على الذهاب اليه ، هذا ما سمعته عندما كانا يتحدثان .
- اوه حسناً ، كنت قلقة فقط ان حصل مكروه .
- لا تقلقي وتناولي الطعام ، حسناً ؟ .
- لا تقلق واكمل عملك ، اراك لاحقاً .
انهيت معه المكالمة وخلعت عن رأسي غطاؤه ، حيث دانيال ليس هنا ، تجولت بالمنزل يمنة ويسرة ، افكر بالعديد من الاشياء واهمها هو ما الذي علي تناوله ، فكرت ان كان عليّ تناول الطعام في الخارج ، ولكن هذا سيشعرني بالوحدة فقط ، فقررت فقط ان اتناول اي شيء يوجد بالمنزل ، واثناء توجهي الى المطبخ ، تطرق الى سمعي صوت فتح باب المنزل ، اخذت نظرة لارى ان كان يوسف ، فلا اظن بانها ستكون الخالة اروى ودانيال حيث انهما لا يملكان مفتاح المنزل بعد ، ولكن فاجأني دانيال بظهوره بغتة على مرأى نظري ، فهرعت الى المطبخ حيث كان الاقرب لي ، " لا بد من انه رآني ، ما الذي عليَ فعله ؟ انتِ مجرد حمقاء يا امل " تطرأت الى رأسي مثل تلك الافكار وقلبي ما زال ينبض بقوة وكأنه يهدف الى تفجيرنفسه .
"دانيال"
بعد تناولنا الافطار ، اخبرتني امي بأنها تريد الذهاب لبعض الاماكن واردات مني ان اساعدها باستئجار سيارة ، حيث انها ارادت ان تشعر ببعض الحرية في التحرك من مكان لاخر بالاضافة الى انها لا تمتلك رخصة قيادة خاصة بالموطن هنا .
خرج يوسف هو الاخر لحلّ بعض امور الشركة المتعلقة به ، فخرجت انا ايضاً لاطلب استكمال العمل في المشفى ، وبعد انتهائي من اشغالي عدت الى المنزل ، وفتحت الباب بالمفتاح الذي نسخه لي يوسف ، حيث ارادني ان اتصرف وكأنني بمنزلي ، ولكن بمجرد دخولي باغتني وقوف امل ، وما فاجعني اكثر هو بانها لم تكن ترتدي غطاء رأسها .
اصابني التوتر الى اخمص قدميّ ، لم اعلم ما الذي عليّ فعله ، لابدّ بانها محرجة مني اكثر ايضاً ، فأسرعت بالخروج من المنزل لتأخذ راحتها بالتصرف في المنزل ، ولاريح قلبي من تسارع نبضاته .
مرّ ما يقارب الساعة وانا اقف متكئاً على سيارتي المركونة امام المنزل ، حيث انه لم يخطر ببالي اي مكان لاتوجه له ، او لنقل بانني لم امتلك المزاج الملائم ، ولكنني رأيت امل تخرج من بوابة المنزل الخارجية ، فعدّلت من وقفتي بمجرد رؤيتي لها ، اما بالنسبة لها فانبقض وجهها محرجاً قليلا بمجرد رؤيتي .
- انت هنا ؟ " سألت بشيء من التوتر "
- اوه لقد وصلت للتوّ ، فقد تذكرت بانه كان لدي ما افعله عندما دخلت المنزل ."اجبتها بحرج"
- ممممم .
- ستخرجين لمكانٍ ما ؟ ."سالتها بغتة"
- ساذهب لتناول الطعام ، اصابني المزاج المناسب لفعل ذلك ، هل تناولت الطعام ؟
- لا ، ليس بعد .
- اذاً لنذهب سوياً ، كنت قلقة من تناول الطعام وحدي ، سوف اشعر بالوحدة .
- ولكن ... "ترددت بحرج"
- ان كنت مشغولاً لا بأس بالفعل .
- لنذهب بسيارتي .
وهكذا تجرأت لاوافق على طلبها ، وها هي تجلس بجانبي تبحث عن مكان يلائم مزاجها .
- ما رأيك بالطعام الايطالي ؟
- لا بأس لدي بالفعل .
وتوجهت بها الى المطعم الذي اختارته ، واخترنا طاولة بمجرد دخولنا ، المكان هادئ بعض الشيء ، ولكن تصميمه البسيط قد شدّني بالاضافة الى الموسيقى التي كانت تنساب برقة في ارجاء المطعم .
- ان المكان لطيف . "ابديت لها اعجابي "
- نعم بالفعل .
تناولنا الطعام والصمت يسود بيننا ، تراود على عقلي بان افاتحها بموضوع يوسف ، ولكنني لم اعلم كيف اجرؤ على فتحه معها ،وما الموقف الذي ستصنعه اتجاه الموضوع .
- امل ؟
- هممم ؟
- في الواقع ، انني اعلم طبيعة علاقتك مع يوسف . "تجرأت واخبرتها "
- ها ؟ ."سألتني قلقة"
- انني اعلم بالفعل ، واردت فتح الموضوع معك لاساعدكما فقط ، اعلم بانك تأذيتِ كثيراً بسببي انا و يوسف ايضاً ، وانتِ هو الطرف الاكثر تأثراً .
- ولكن كيف علمت بالامر ؟
- من يشاهدكما يستطيع كشف الامر ، ولكن ما انا فضولي اتجاهه هو كيف قام باقناعك رغم انكِ تبدين لي بانكِ مجبرة ؟
- الا نستطيع اغلاق الموضوع ؟ في الواقع انا لا اشعر بالراحة لنتحدث به ، ثم اقتربنا على اكمال العام بالفعل ، لذا انا اعتدت على تواجدي معه .
- ولكن ... حسناً ، اعتذر لكِ على تطفلي .
- لا ابداً ، كلُّ مافي الامر هو بانني احاول تخطي الامر، ان يوسف جيد اتجاهي ، وكنت انا من افهمه بشكل خاطئ ، لذا انني احاول ان اتصرف بشكل جيد اتجاهه هو الاخر ، ففي النهاية نحن متزوجان .
جملتها الاخيرة آلمتني كثيراً ، وحاولت جاهداً كي لا اظهر لها ما اشعر به ، انها الحقيقة بانني فاتحتها بالموضوع لاساعدهما ، ولكن ايضاً لم يكن هذا هدفاً نقياً ، حيث رغبت ايضاً بمعرفة ما الذي تشعر به اتجاه يوسف ، وقد اتضح لي الامر كوضوح الشمس .
غادرنا المطعم وتوجهنا الى المنزل ، واثناء الطريق وردها اتصال هاتفي من يوسف ، اظن بانه سالها عن مكان تواجدها حيث اخبرته بانها معي متجهة الى المنزل واقفلت الخطّ بعدها .
"يوسف"
بمجرد انتهائي من العمل اسرعت الى المنزل لارى امل ، ولكنها لم تكن موجودة ، ولم يكن بالمنزل اي احد ايضاً ، فهاتفتها لاستعلم عن مكان تواجدها .
- مرحباً .
- اوه امل ، اين انتِ ؟
- كنت اتناول الطعام مع دانيال في احدى المطاعم وها نحن ذا في طريق العودة الى المنزل ، هل انتهيت من عملك ايضاً ؟
- اوه هكذا اذاً ، نعم لقد انتهيت ، اذاً انا انتظركما بالمنزل .
واقفلت الهاتف بعد انهيت جملتي الاخيرة ، شعرت ببعض الحرارة ترتفع الى رأسي لاشعر بالحرّ ، نعم ، لقد شعرت بالغيرة ، ان دانيال ما زال لم يتخطى امل ، وانا قلق بالفعل من مشاعر امل ، رغم انها تظهر تطورات لم اعهدها بها في علاقتنا ، الا ان موضوع دانيال ما زال يؤرقني .
لا اعلم كيف اتفقا على الخروج معاً لتناول الغداء ، ولكن ما انا متاكد منه بان كلاهما لا يقصدان اي شيء بفعل هذا .
سمعت الباب يفتح فأسرعت اليه ، كانت امل تهم بخلع حذائها وظهر دانيال خلفها هو الاخر ليغلق باب المنزل ويخلع حذائه ايضاً.
- الحمدلله على سلامتكما .
- شكراً ."اجابتني امل وهي تدخل الى غرفة المعيشة"
- هل تناولت الطعام بشكل كافي ؟ انتِ لم تتناولي الطعام منذ البارحة .
- نعم لا تقلق ، فقد استيقظت بسبب الجوع ، ولكن اين خالتي اروى ؟ ما زالت في الخارج ؟
- هكذا يبدو .
- ساصبح قلقة ان تاخر الوقت .
- لا تقلقي ، اتصلت بها واخبرتني بانها ستعود قريباً ."تحدث اليها دانيال مُطمْئِناً"
- اذاً الحمدلله .
كان هنالك شيء يعبث بعقلي وينشر الخراب في ارجائه ، انه فضولي ، يحثني على سؤال امل بامر خروجها مع دانيال ، ليس شكاً بهما ولكن تهدئة لفضولي فقط .
دخلت امل الى الغرفة لتبديل ملابسها فتبعتها انا الاخر .
- اذاً ، كيف كان الخروج مع دانيال ؟
- ممم جيد .
- هذا فقط ؟ اقصد كيف خرجتما سوياً ؟
- اوه ، لقد تقابلنا صدفة امام بوابة المنزل الخارجية ، وذهب معي لاتناول الطعام كي لا اشعر بالوحدة .
- ممممم .
- وانت كيف سار عملك ؟ هل كان جيداً ؟
- اوه نعم كما تسري العادة ، مجرد اجراءات روتينية .
- الحمدلله .
قاطعتني على اكمال اسالتي عندما دخلت الى دورة المياه الخاصة بالغرفة لتبديل ملابسها ، ما زال قلبي لم تُطفأ نيرانه من الاشتعال ، اريد ان اعلم ما حدث بينهما بالتفصيل المميت .
أنت تقرأ
فوضى الفانيليا
Romance"دوما ما اشعر وكانها تريد صفعي على وجهي ، لا اعلم لمَ تفعل بي هكذا ، لا اريد منها ان تبتسم لغيري ، اريدها ان تبستم لي انا و وحدي ، دائما ما تكون ليئمة معي ، لا اريدها ان تكون كذلك لانها تجعلني استشيط غضبا ، بتصرف منها تجعلني همجيا كوحش من الغاب ، و...