"الجزء الثاني"

326 13 2
                                    

    - اولاد عمومة ؟ اولاد عمّ تعني ؟ .... انتظر ولكنكما تمتلكان اسماء عوائل مختلفة .
- نعم لان ابوينا يمتلكان ابوين مختلفين ، هما اخوة من ناحية الام فقط ولكنهما كانا اقربضغف7تنه2ءذثي~ لبعضهما من القلب الى اضلاعه .
- ماذا ؟ صعقتني ."بنبرة عالية"
- ما الذي صعقك ؟ " سال يوسف من خلفي "
- اوه يا للهول ، حظي البائس .
- اذاً ، الن تخبريني ما الذي صعقك " سألني يوسف مكرراً"

بدات وقتها بالتردد والهمهمة ، ثم نظرت الى دانيال عندما لم اجد مخرجاً من موقفي حتى يغيثني .
- اخبرتها بحقيقة القرابة التي تربطنا ،هذا كل مافي الامر ."اجاب دانيال بهدوء"
فوجئت بجواب دانيال ، فنظرت الى يوسف بسرعة خوفاً ما ان كان غاضباً وبدات ضربات قلبي تتسارع توتراً ، لا اريد منهما ان يتشاجرا الان ، فصرَّحتُ بسرعة موجهة كلامي الى يوسف .
- مممم في الواقع .. ماذا عساي ان اقول .. اوه .. انا اجبرته ان يتكلم ... لقد شعرت بالفضول فقط ، لذا لا تغضب منه ، انا من اجبرته ، انا .
- ولمَ انتِ متوترة هكذا ؟ في النهاية كنتُ سأخبرك ولكنك ربما تعجلت للمعرفة ، وهذا ما حصل ، لذا لا بأس .
- هاااه ؟ " فغرت فاهي متفاجئة "
- اذاً هل نذهب الان ؟
هممت بلحاقه دون ان يصدر مني اية ردة فعل ، الى ان استوقفنا دانيال بسؤاله المباغت .
- ما الذي يحصل معك يوسف ؟ لمَ تحولت تصرفاتك هكذا فجاة ؟ انا اعلم بان شيءٌ ما حصل معك يخصني .. لذا متى ستخبرني بالفعل ؟
-"تنهد يوسف قبل ان يتحدث" ما زلتَ كما في السابق ، تستطيع ان تعلم كل شيء حتى وان لم انبس لك ببنت شفة ، ولكن .. ربما احتاج الى القليل من الوقت لاستعد لاخبارك ، ما زلتُ لا املك الشجاعة الكافية .
- يوسف .. رغم انني لا اعلم ما الذي حصل في ذلك اليوم ، ورغم انني لا اعلم كيف كان ماضيكما ايضاً ، الا انني اظن انه عليك ان تخبره الان دام انكما هنا  ، الامر ليس بتلك الصعوبة التي تتخيلها ، فقط تحدث بما يجول في خاطرك ، تحدثا الان وسأذهب للعمل اولاً ، لاتقلقلا انتما الاثنان سأتدبر امركما .

"يوسف"

بعد ذهاب امل والتمعن في كلامها قليلاً ، قررت بان استجمع ما املكه من شجاعة واحدث دانيال الذي ما زال منتظرني بهدوء
-دانيال ؟ "ناديته بهدوء"
- تحدث ، فانا اعلم ما الذي يجول ببالك الان ، لذا لا بأس لا تفكر بنقطة معينة لتبدا بها ، فقط تكلم .
لم استطع الاحتمال بعد جملته تلك وبنبرته الهادئة التي كنت دوماً معتاداُ عليها ، فاحتضنته بقوة بشكل مباغت ودون اذنٍ مني بدات دموعي بالسقوط بصمت وقبضتي تعصر قميصه من الخلف .
شعرت بيده ترتفع على ظهري وتربت عليها بهدوء ، انه ما زال كما هو ، لكن من تغير كان انا في النهاية ، فزاد تانيب ضميري لنفسي ، كل ما فعلته لدانيال كان ظلماً بحقه ، ففي النهاية انا اخذت منه كل ما يملكه حرفياً ، والاسوء من ذلك بانني طمعتُ في المزيد.
شعرتُ به يبعدني رويداً رويدا ، وثم مسك كتفيَّ ليقول وهو ينظر بعينيّ .
- اذاً ، ما الامر السيء الذي حدث لك ؟
- في الواقع دانيال .. انا استلمت وصية والدي قبل عدة ايام .
- نعم .. انا بالفعل اعلم ، لذا اكمل .
نظرت له بتساؤل ، كيف له ان يعلم ، لكني لم امنح الامر اي ادنى اهتمام ، فاكملت حديثي .
- كانت الوصية تخبرني بكل شيء شعرت  بالفضول بشأنه من  زمن بعيد ، وكان جزءٌ كبيراً منها يتعلق بك .

نظرت له بعد ان انهيت جملتي الاخيرة ، فكانت نظراته تخبرني بان اكمل ، فاكملت ما اريد قوله بتردد وبشكل ربما بدا له بانه غير مفهوم ، ولكنني اخبرته محتوى الوصية دون ان يعلق او يُبدي اي تعبير .
انهيت كلامي ونظرت اليه بتساؤل ، ما زال واقفاً على حاله ، وهذا صدمني قليلاً في الواقع .
- لقد انتهيت بالفعل ، هل استطعت ان تفهم ما كنت اريد ايصاله لك ؟

ما ان سالته حتى رأيته يقع جاثياً على الارض ، فُزعتُ للحظة لردة فعله ، ولكنني اسرعت بالجلوس بجانبه قلقاً .
- انا اعتذر ، ربما لم يكن عليّ اخبارك هكذا .
لم يمنحني انتباهه حتى ظننت انه لم يسمعني ، ظل شارداً لفترة حتى سمعته ينطق بخفوت .
- اذاً ما كنا نعانيه على مدى السنوات الماضية كان بسببي ؟ هذا لا يعقل .. لمَ كان عليهم ان يفعلوها بهذه الطريقة ، كان عليها ان تتخلى عني على ان تفعل ذلك بي طيلة هذه السنوات "رفع نظره اليّ واكمل" انا لم اراها منذ زمن يوسف ، ولكن لم اشعر بالالم الان ؟ لم اشعر بانني اشتاق لها الان ؟ لم اشعر بانه تم الالقاء بي بعيداً ؟
- لا باس دانيال ، لا باس .. كنت اشعر بنفس شعورك في اليومين الماضيين ، لذا لا باس ، انها بالنهاية غلطة والدينا ، نحن لا علاقة لنا بها .

ساعدته على الوقوف و اوصلته الى سيارتي وساعدته على صعودها ، توجهت به الى منزلي وادخلته به ، لم استطع ان اتركه لوحده ، فهو ما زال مصدوماً لا يبدي اي ردة فعل ، وهذا احرقني من الداخل .

"امل"

كنت مستمرة التفكير بالذي يحصل بين يوسف ودانيال خلف المستشفى ، فقلقت بسبب تاخرهما ، فاستغللت هدوء المشفى لوقت قليل وتوجهت لمكان هادئ اجري اتصال على يوسف ، ظل الهاتف يرن دون اجابة ، حتى هممت بان اعيد الاتصال الى ان وردتني رسالة كان يوسف مرسلها يحدثني بها " لا تقلقي لقد غادرنا المستشفى ، لقد حدث كل شيء على خير ما يرام بفضلك ، اشكرك " ،
اقلقتني الرسالة من جهة واراحتني من الاخرى ، ولكن استعجلت بالانتهاء من العمل رغبة في العودة الى المنزل سريعاً والاطمئنان على يوسف واستعلام اخبار دانيال .

وصلت المنزل وانا كلّي فضول لمعرفة اخبارهما بعد انتهائي من العمل ، فتحت الباب واسرعت متوجهة الى غرفته ، الا ان قدماي استوقفتني عندما لمحته نائماً في غرفة المعيشة ، وما ان اقتربت اكثر حتى وجدت دانيال ايضاً نائماً بشكل معاكس له ، فشهقت متفاجاة واسرعت بوضع يدي على فمي ودقات قلبي تتراقص .

فوضى الفانيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن