أخذ حسام نفساً عميقاً قبل أن يدلف إلى الحجرة التى يوجد بها طفله .. نظر إلى عاصم يلتمس منه الشجاعة وهو يغمغم فى حيرة
- كيف سأخبره بأننى والده ؟ .. أخشى أن يكون هذا الطبيب قد أخبره بأنه هو والده .. ترى ماذا أخبروه عنى ؟
بادله عاصم حيرته .. كيف لم يفكرا فى هذا الأمر من قبل .. ؟
لكنه عاد يربت على ذراعه قبل أن يفتح له الباب قائلاً
- دعنا نراه أولاً .. ولنترك الأمر فى يد صاحب الأمر
القى عاصم التحية على الضابط المكلف بالأمن فى المطار بينما تعلقت عينا حسام بظهر المقعد الذى اختفى خلفه طفله قبل أن يتحرك فى خطوات بطيئة ليصبح فى مواجهته .. بدا مسحوراً وهو ينظر إلى نسخته المصغرة .. أنه يشبهه كثيراً بالفعل لم يكن عاصم مبالغاً حين أخبره ذلك .. أنه ابنه .. ابن حقيقى له .. ابن من نسله كما كان يتمنى والده دائماً .. انحنى على ركبتيه وراح يدفن وجهه بين كفى الصغير ويقبلها فى جشع مما أصاب الطفل ببعض الفزع فراح يسحب يديه بقوة .. حاول حسام التماسك وهو يرفع وجهه إليه قائلاً
- لا تخف حبيبى أنا .....
تلعثم فى حيرة وهو لا يدرى ماذا يقول ولكن حيرته تحولت إلى ذهول عندما القى الصغير بنفسه بين أحضانه صارخاً فى سعادة
- بابا .. بابا .. هل أنهيت عملك ؟
التفت حسام إلى عاصم فوجده أكثر ذهولاً منه .. ظل حسام يحتضنه طويلاً حتى هتف الصغير
- كفى بابا .. أنت تخنقنى
- أسف حبيبى .. لكنى مشتاق جداً لك
- بابا هل تحبنى ؟
- طبعاً حبيبى
- انقذ الخالة صباح
التفت حسام إلى حيث أشار الطفل فوقعت عيناه على تلك المرأة التى ترتدى السواد وتجلس مرتجفة فوق أحد المقاعد خلفه قائلاً بضيق
- أنها تستحق الشنق
- كلا بابا .. أنها تحبنى كثيراً
- كادت تحرمنا منك للأبد
قبله الصغير قائلاً
- من أجلى بابا
ضمه حسام إلى صدره وراح يغمره بقبلاته من جديد قائلاً
- أيها الماكر .. لا تستغل حبى لك .. أنها مجرمة
تطلع إليه الصغير فى غضب طفولى وعاد يقول فى رجاء
- دع خالة صباح تذهب من أجل عمر صديقى
عاد حسام ينظر إلى المرأة من جديد وإلى هذا الطفل الذى جلس بجوارها ينتحب فى صمت قبل أن يتجه إلى ضابط الأمن يصافحه وكأنه يراه للمرة الأولى قائلاً
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...