5- ملاك من السماء
- تفضلى يا سالى
دلفت سالى إلى عيادة الدكتور شريف الذى أخبرها بأنه فى حاجة ماسة إلى ممرضة جديدة بعد أن تزوجت ممرضته السابقة وقررت ترك العمل
همس فى ترحاب
- يمكنك أيضاً الإقامة هنا فى العيادة حتى تجدى المسكن الملائم
ترقرقت الدموع فى عينيها هامسة
- أشكرك يا سيدى
- ولمَ الشكر ... سيفيدنى وجودك هنا أكثر مما سيفيدك أنت
ابتسمت ابتسامة باهتة فأردف :
- بعض الأطفال مزعجين ... لا يحلو لهم المجئ إلى الدنيا إلا بعد منتصف الليل ... أرجو أن لا يكون طفلك واحد منهم
همت أن تعلق بشئ ما قبل أن تعض على شفتيها وتمسك بطنها فى ألم صارخة :
- سيدى ... أشعر بدوار ومغص شديد ... أخشى أننى أفقد الطفل
- ماذا ؟ ... دعينى أفحصك
شعرت بتوتر وحرج شديد لكنها لم تجد مفراً من الأمر ... تمددت ليفحصها بوجه تخضب احمراراً ما بين خجل وألم ... لكنه بدا جاداً وملتزماً قبل أن يتحدث قائلاً :
- يبدو أنك تعرضت لإجهاد شديد ... يوجد نزيف
هتفت فى فزع وتوسل :
- هل يعنى هذا أننى فقدت الطفل ؟
- كلا ... ليس بعد ... لكن هذا قد يحدث
- بالله يا سيدى أفعل شيئاً
فتح خزانة أمامه وأخرج منها بعض الأدوية واستعد لحقنها ببعضها حين عادت ترجوه واهنة
- سيدى ... بالله عليك أنا أريد هذا الطفل ... أخبرتك كم عانيت من أجله ... لا تسلبنى إياه
تأملها فى عتاب قائلاً :
- سالى ... أنا طبيب وقد أقسمت أن أحافظ على شرف المهنة التى أعتبرها رسالة مقدسة ... لا تخافى ... سأبذل قصارى جهدى للإبقاء على طفلك
استيقظت بعد منتصف الليل ... تأملت ما حولها فى فزع ... ما هذا المكان الغريب ... شهقت فى ألم عندما تحركت بعصبية تغادر الفراش ... تذكرت الآن ... أين ذهب هذا الطبيب ... ترى ما اسمه ؟ ... شريف ... نعم دكتور شريف
تجولت فى المكان ... كان نائماً فى غرفة أخرى ... يا له من رجل ! .. شعرت بالطمأنينة لوجوده قربها .. عادت لفراشها من جديد ما زالت فى حاجة إلى النوم ربما يختفى هذا الدوار المزعج
- سالى .. استيقظى .. كيف حالك الآن ؟
فتحت عينيها ببطء قبل أن تنهض على عجل لترد تحيته لكنه استوقفها قائلاً :
- ليس هكذا ... عليك أن تكونى أكثر اتزاناً ولا تعرضى نفسك للمزيد من الإجهاد
ابتسمت قائلة :
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...