14 - ميلاد حبيبى
القت سالى بالسرنجة فى سلة المهملات وهى تبتسم لحميها قائلة :
- حمداً لله على سلامتك يا سيدى .. أخبرنى دكتور مصطفى أننا لسنا فى حاجة إلى تكرار الجرعة مرة أخرى .. صحتك أصبحت جيدة الآن
- شكراً لك ... افتحى درج المكتب الأعلى .. سوف تجدى مظروف ورقى .. احضريه
نفذت ما طلبه منها وقدمت له المظروف ولكنه أعاده إليها قائلاً :
- إنه لك
- ما هذا ؟
- افتحيه
نظرت إليه فى تردد قبل أن تفتح المظروف .. وجدت به مبلغاً كبيراً من المال .. عادت تنظر إليه فى تساؤل .. قال فى هدوء :
- أنه راتبك
- ماذا ؟
- لقد تعبتى كثيراً معى فى الفترة السابقة
- سيدى أنا لم أفعل ذلك انتظاراً للنقود .. إنه واجبى .. أنا لست غريبة عنكم .. أنا .. أنا ...
- أنت ماذا ؟
صمتت بعد أن أدركت ما يريد سماعه ... لو أخبرته بأنها زوجة ولده سوف يطالبها بطاعته .. سيكون عليها الاستسلام للأمر الواقع إذاً وانتظار مصيرها الذى سوف يحدده كلاهما .. رفعت رأسها لأعلى قائلة :
- لكن هذا المبلغ كبير جداً
- الممرضة المقيمة تتقاضى راتب كبير
- ولكن ليس لهذا الحد
- هل عملت ممرضة مقيمة من قبل ؟
- كلا .. دكتور شريف كان يعترض على ذلك
تطلع إليها ملياً قبل أن يقول
- اسمعينى جيداً .. حسام سوف يكمل ثلاثة وثلاثين عاماً فى الأسبوع المقبل .. سوف نقيم حفلاً كبيراً بهذه المناسبة .. وسوف تكون فرصة مناسبة لتقديمك أنت ونور للأهل والأصدقاء
- ولذلك قدمت لى هذا المبلغ
- أريدك أن تنفقيه بأكمله .. وإن احتجت المزيد اطلبى منى ...
تلاقت عيونهما وتابع قائلاً
- حسام هو ولدى الوحيد الذى أفنيت عمرى بكامله من أجله .. لقد توفيت والدته أثناء ولادته .. لم أتزوج بعدها ليس إكراماً لها فقط .. بل حتى أضمن له السعادة التى قد تحرمه منها زوجة أخرى .. أو حتى تقاسمه فيها ..
صمت قليلاً ليتركها تستوعب ما يقوله قبل أن يكمل :
- أريدك أن تظهرى فى الحفل بصورة لائقة أمام الجميع ..
حاولت أن تعيد إليه المظروف قائلة :
- اطمئن يا سيدى .. معى ما يكفى من نقود .. أعدك بأننى سوف أشــــ..............
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...