القت نظرة أخرى إلى نفسها فى المرأة .. ماذا حدث لها .. كم مرة حدثت نفسها بأنها ستكون المرة الأخيرة التى تتأمل نفسها فيها وأنها سوف تغادر بعدها ولكنها لم تفعل بعد .. كانت قد ارتدت ثوباً أحمر اللون من قطعتين مطعماً باللون الكحلى فى الياقة والأكمام .. ومزيداً فى الرفاهية التى بدت تدمنها أخيراً .. ارتدت أيضاً حذاءً أحمر كانت قد اشترته منذ يومين .. أطلقت شعرها طليقاً وقد أصبح رائعاً بعد أن هذبه لها مصفف الشعر فى تسريحة حديثة زادتها إشراقة ونعومة .. زينت وجهها ببعض المساحيق الخفيفة .. لم تعد تعرف نفسها فى المرآة .. صارت تعشقها .. أخذت نفساً عميقاً وأسرعت تغادر الغرفة قبل أن تعود إلى المرآة من جديد .. لابد أن تلحق بهم فى وجبة الغداء ..
كانوا فى انتظارها حول المائدة .. بادرها حماها قبل أن يرد تحيتها قائلاً :
- سالى .. كم مرة أخبرتك أن موعد الطعام مقدس
- أسفة .. لم أنتبه للوقت
تأملها قائلاً
- حسناً .. اجلسى لا داع لإضاعة المزيد من الوقت
بدأ حسام يتناول طعامه فى لا مبالاة وكأنه لم يلحظ وجودها .. أحقاً لم يلحظها .. ألم يلحظ ثوبها الجديد وتسريحتها الأنيقة .. ألم يلحظ حذائها الأحمر .. ألم يلحظ كم بدت جميلة .. أهى حقاً جميلة ؟
ما أن وضع الرجل الملعقة فى فمه حتى صاح ساخطاً وهو يزيح طعامه جانباً
- دلال .. دلال .. خذى هذا الطعام من أمامى
هتفت سالى محذرة
- سيدى .. أنت ما زلت فى فترة نقاهة وتحتاج إلى طعام خفيف خالى من الدهون
- هذا الطعام لا يصلح للاستهلاك الأدمى
مد حسام ملعقته يتناول بعضاً من طعام والده .. كسى وجهه بعض الاشمئزاز قبل أن يبتلعه مرغماً وهو يرى نظرات الأخير وقد تركزت فوق وجهه
ابتسم والده فى تهكم قائلاً
- ما رأيك يا ولدى .. معى الحق أليس كذلك ؟
تصنع ابتسامة قائلاً
- تحمل قليلاً يا أبى حتى تتحسن حالتك
- من السهل أن تقدما لى النصيحة ما دمتما لن تتناولا منه
أخذت سالى الملعقة وراحت تصب لنفسها صحناً من طعامه قائلة
- أنا سوف أشاركك إياه
- أحقاً ؟
- نعم
وضعت فى فمها ملعقة تلو الأخرى متصنعة ابتسامة لاقناعه بأن يفعل مثلها لكنها ما لبثت أن شعرت برغبة ملحة فى التقيؤ .. وما أن رفعت أنظارها حتى وجدت ثلاثتهم يحدقون فيها وكأنهم ينتظرون ما سوف يصيبها بعد قليل .. شعرت بالحرج عندما انفجروا يضحكون حتى الصغير الذى تمادى فى الضحك طويلاً .. غمغمت ساخطة
![](https://img.wattpad.com/cover/52532906-288-k508515.jpg)
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...