18 - أين أنت ..؟

25.8K 971 221
                                    


18- أين أنت .. ؟

فتحت سالى عينيها ببطء وحدقت فى الهاتف الذى لم يكف عن الرنين بجوارها .. لم تكن تعلم بعد أنها استيقظت للتو من غيبوبة استمرت لثلاثة أيام متتالية .. مدت يدها تلتقط سماعته وما أن عرفت صوت محدثها حتى دبت فيها الحياة فجأة ونهضت من فراشها وهى تهتف فى لوعة

- شريف .. لكم افتقدك  ..!

- سالى .. حبيبتى .. أنا أيضاً أذوب شوقاً إليك

- آهٍ... لو أراك الآن .. أنا فى حاجة ماسة إليك .. سكرات الموت تنتابنى ولا تنتهى

- سالى .. هل تبكين ؟

اختنق صوتها فلم تجبه .. فعاد يهتف بها

- تعالى إلىَ يا سالى

- ليتنى أستطيع .. لكن أين أنت ؟!

- تستطيعين يا حبيبتى .. أنا الآن قريب جداً منك .. أنا هنا فى القاهرة

جففت دموعها وهتفت فى فرحة غامرة :

- أحقاً ما تقول ؟

- لم أعد أحتمل الحياة بعيداً عنكما أكثر من هذا .. منذ رحيلك أنت وشريف الصغير وأنا أعيش وحيداً فى غربة موحشة لا نهاية لها ... قررت أخيراً أن أنقل عملى إلى حيث أنتما توجدان

هاتى ورقة واكتبى العنوان

- قله .. سوف أحفظه

خيل إليها أنه يبتسم الآن وهو يخبرها بمكان عيادته الجديدة .. همست أخيراً وهى تضع السماعة

- إلى اللقاء يا ملاكى

تعلقت عيناها بباب الحجرة حيث كان واقفاً يحدق فيها بنظرات ثائرة لكنها لم تعد تشعر بالفزع .. تخطت مشاعرها كل هذه المشاعر الأدمية الهشة

- كنت تتحدثين إليه .. لا تنكرى فهذا لن يغـ.......

- نعم .. كنت أتحدث إليه

أصابه اعترافها بصدمة رغم معرفته بصحته مسبقاً .. لم يتوقع منها تلك البساطة فى الرد .. هل باتت مشاعره رخيصة لديها لهذه الدرجة .. لماذا تزرع فى أعماقه المزيد من الصراع والتحدى .. ؟  لماذا لا تتركه يتوهم الاحتفاظ بقليل من رجولته وكبرياءه.. ؟

راح يحرك ذراعيه مراراً فى طريقة لا تعنى شيئاً .. قبل أن يصيح فى غضب

- لماذا ؟

- شريف هو الوحيد الذى يفهمنى ويشعر بى مهما باعدت بيننا المسافات ..

هز رأسه وضحك فى مرارة وهو يغمغم وكأنه يحدث نفسه

- صوته يؤثر فيك لدرجة أنه يوقظك من غيبوبة دامت ثلاثة أيام ...

كانت تطلع إليه ولكنها لم تفهم ما يقول .. أمسك فجأة بكتفيها وهزها بعنف قائلاً

وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن