الثمن...

4.1K 208 31
                                    

-٢٠١٤-

"من أنتم، ماذا تريدون مني؟" قال سالم بيك وهو مربوطاً.
كان رائد وفاتح مكفوفي الأعين.
فجأة، خرج رائد من القبو، ثم عاد بعد عشر دقائق.
لكنه لم يأتي بفرده.
فقد دخلت معه أسمى خانم.

"يا حقير، يا ظالم." ركضت أسمى خانم وانهالت عليه ضربا. "أين أخذت ابني؟"
ركض رائد وأهدأ أسمى خانم وأبعدها عنه.
"ماذا تقوله الخانم؟" اقترب رائد من سالم بيك وشد بيده على خديه.
"انها مجنونة، لا أعلم ما تقول." قال سالم.
"يا واطي،أخذت ابني مني." صرخت أسمى خانم.
"قلت لك ماذا تقول أسمى خانم؟ انها ليست مجنونة.. اشرح لي فورا." وضع المسدس على رأسه.
"الولد مات، وُلد ميتا." قال سالم بيك.
"هو لم يمت...أخذته مني انت والحقيرة منى." قالت أسمى خانم حيث حاولت أن تفك نفسها من أيدي فاتح.

-٢٠٠٠-

"انت واطية وحقيرة." قالت أسمى.
"ههههه، سأعدك أن أقلب حياتك الى جحيم." قالت منى.
"ارجوكي، ابني اين هو؟" قالت أسمى.
"ابنك لا أحد يعرف مكانه. انت يا أسمى ستدفعين الثمن انت وابنتك وابنك. ثمن الذي حصل به." قالت منى خانم ووقفت لتخرج من المنزل.
"منى أرجوكي، هناك أمر مهم لا تعرفيه..." صرخت أسمى.
"كل الذي أعرفه أنني لم أنتهي من الانتقام. سأنتقم أشد الانتقام." قالت منى خانم وخرجت.

-٢٠١٤-

"قل لي الآن ماذا حصل والا ستموت." صرخ رائد بوجه سالم بيك مهددا.
"حسنا حسنا، انتظر." قال سالم بيك.

-كانون الأول ١٩٩٨-

"حبيبتي، أنا لا أستطيع أن أنتظر كثيرا. أشتاق اليك كل لحظة." قال سالم بيك.
"أنا أيضا. لكن لا تنس انك متزوج من أسمى وانها ستنجب لك ابنا قريبا." قالت منى.
"لا تخافي الخطة ستنفذ، عندما تلد، سينتهي كل شيء." قال سالم بيك وعانق منى مقبلا اياها.

-كانون الثاني ١٩٩٩-

"آه سالم، استيقظ استيقظ. آآآه..." صرخت أسمى.
كان الليل حاد جدا والجو عاصف وممطر.
"ما بك عند الليل. ألن أنتهي منك؟" قال سالم بيك عندما استيقظ.
"أنا ألد." أجابته.
نهض سالم بيك بسرعة من الفراش وخرج من الغرفة.
"نوران نوران، اندهي لفادي فورا وادخلي غرفة أسمى، انها تلد. لا تنسي ما اتقفنا عليه." قال سالم بيك لنوران.

وبعد ربع ساعة، عندما ولدت أسمى،
دخل سالم بيك.
كانت أسمى تحضن ابنها.
دنا منهما.
"أعطني اياه، أريد أن أراه."
"عينيه مثل عينيك." قالت أسمى مبتسمة.
حمله سالم، لم ينظر اليه. ثم خرج من الغرفة.
"سالم، سالم... لا تخرجه في هذا الطقس." قالت أسمى.
نظر اليها سالم وابتسم، وخرج.
"سالم الى أين ذاهب، سالم أعطني ابني." صرخت أسمى.
ثم دخلت الخالة نوران الغرفة.
"نوران، الى اين اخذه، نوران ساعديني لأنهض." قالت أسمى حيث حاولت ان تنهض.
اقتربت منها نوران وبيدها ابرة.
"هذه ستهدأكي قليلا." قالت نوران حيث شكتها بالابرة.

"فادي، خذه وضعه عند أحد بعيدا." قال سالم بيك حيث أعطاه الولد.
"حسنا يا بيك، لا تقلق." قال فادي وخرج.

ثم دخل شابان غرفة أسمى.
كانت نائمة متأثرة بالتخدير.
حملوها وأخذوها الى ذالك المنزل في أرصون.

-٢٠١٤-

"يا واطي، يا حقير." صرخت أسمى.
"ماذا أبي،أيعقل ان يفعل ذلك." قال رائد بصوت منخفض.
نعم ففادي ونوران متدخلان بهذه الجريمة النكراء.

"ما نوعك من الأباء والبشر انت." صرخ رائد حيث أزال الغطاء عن وجهه وانهال على سالم بيك ضربا.
"انت رائد؟!" دهشة واستغراب سيطر على سالم بيك.
"نعم رائد... عدت كي أكشفك يا واطي." بقي رائد يضرب سالم بيك بقوة وعنف أكثر.

ثم ذهب فاتح بأسمى خانم الى المنزل.

"وماذا عن ابنتك ليال؟" اقترب رائد من سالم.
"ماتت..." قال سالم بدم بارد.
"نعم أعلم... ستدفع الثمن يا سالم.." وضربه كف.
"ثمن ماذا؟؟ ثمن ارتكبته نتيجة تربيتي لابنة حرام؟؟" قال سالم.
"أنت أحقر الأشخاص عرفتهم في حياتي" قال رائد.
"ليال لم تكن ابنتي. هي ابنة حرام.ابنة أسمى من رجل آخر." قال سالم.
"ماذا؟!" قال رائد.
ثم خرج من القبو تاركا سالم بيك على الأرض مربوطا والدم يتساقط من وجهه.

"فاتح اذهب واحضر فادي فورا." قال رائد.

منزل سالم بيك

دخل المنزل راجح.
"ما بك؟" قالت الخالة نوران.
"خطفوا سالم بيك." قال راجح.
"ماذا؟؟" ركضت الخالة نوران وأخبرت منى خانم.

ابتسمت منال.
انها ابتسامة الانتصار.
لكنها لا تعلم ما يخبئ لها القدر...

______________________

اين هو ابن أسمى؟
من هو أب ليال؟
ما هو الثمن الذي تدفعه أسمى؟
كيف سيكون الانتقام؟

كل هذه الأسئلة ستلقون أجوبتها في الفصول القادمة.

حفنات من الإنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن