انها حفنات من الانتقام

4.4K 189 55
                                    

عندما أخبرت منى الحقيقة لليال، تفاجأت ليال كثيرا.
لم تعرف حاضرها... ضاعت وتشتتت أفكارها.
التفتت وارادت ان تغادر القبو.
لكن منى خانم، المصممة على الانتقام، توجهت نحو ليال المسكينة وأخذت منها المسدس بسرعة.

"لاااااءءءءء...." صرخت أسمى خانم.
صوت أسمى كان أقوى من صوت المسدس.
"لا تقتلي ابنتك...." صرخت أسمى.
هذه الجملة التي خرجت من فم أسمى صعقت منى.
~لا تقتلي ابنتك، لا تقتلي ابنتك، تقتلي ابنتك، ابنتك، ابنتك، ابنتك.....~ هذه الكلمات أصبحت صدى في أذني منى.
تساقط المسدس من يدي منى.
ونظرات منى تسمرت نحو ليال حيث بدأت تتلاشى شيء فشيء وهي تتساقط على الأرض.
حيث أن هذه الرصاصة دخلت جسد ليال. أصابتها في يمين ظهرها.
تساقطت ليال على الأرض، جسدها ممد على الأرض حيث أصبحت مغمورة بدمائها.

"ليال ابنتك يا منى، ليال ابنتك..." صرخت أسمى وتوجهت بسرعة الى ليال. سقطت على الأرض جنبها.
"ليال، انهضي أرجوكي، ليااااااااال....." صرخت أسمى.
ثم دخل فاتح وفاطمة، ثم الخالة نوران.
"ليااال... يا حقيرة قتلتيها.." قالت فاطمة حيث نوجهت الى منى ووبختها.
"اتصلوا بالاسعاف... لياااالللل لااا." صرخت أسمى.

منى، تلك الامرأة المتكبرة والظالمة، وقعت على الأرض، يداها ترتجف، عينيها مسمرتان على جسد ليال ابنتها.
لم تقل شيء، لم تتحرك.

-١٩٩٢-

"أسمى، حبيبتي سامحيني ارجوكي." قال ناجي بيك وهو على فراش الموت.
"لا تقل شيء أبي، ارجوك ستتحسن." قالت اسمى.
"حبيبيتي، سامحيني، انا كذبت عليك، هناك امر يجب ان تعرفيه." قال ناجي بيك.
"ماذا تقصد ابي. لا تهلك نفسك بالكلام ارجوك." أجابته.
"ليال، ليال تكون ابنة منى. ابنتي انا ومنى." قال ناجي بيك.
"م-ماذذا ؟؟ ماذا تقول؟" قالت أسمى.
"منى ولدت قبل ولادتك بيوم واحد، ولدت ليال.عندها اخذت ليال واردت ان اخلص منها، لكن في ثاني يوم انت ولدتي، كانت ولادتك صعبة جدا. ولدتي ايضا طفلة لكنها ميتة. وحتى لا تحزني قررت ان أبدلهم فوضعت ليال في حضنك. ارجوكي سامحيني." قال ناجي بيك وهو يطلق كلماته الأخيرة.
"ماذا؟ ليال ليست ابنتي؟ انا اربي ابنة منى؟" قالت أسمى.
"لا تفضحيني في مماتي يا ابنتي، ابقي هذا السر، لا احد يعرفه. سامحيني." قال ناجي بيك.
وقفت أسمى مندهشة، وخرجت بسرعة.
بعد ذلك توفي ناجي بيك على الفور.

-٢٠١٥-

وصل عماد الى بتخنيه وحده.
غنوى لم تكن معه.
وصل الى القصر، حيث كانت سيارات الشرطة وسيارة الاسعاف.
كما كان القصر مليء بالناس، الذين اتوا ليروا ما حل بهم.
دخل عماد، نظر الى الجميع مستغربا.
كانت نظرات الناس غير راحمة كما انهم كانوا يتهامسون.
فجأة رأى رجلين شرطة ماسكين منى.

"انا قتلت ابنتي، قتلت ابنتي، قتلت ابنتي، ابنتي..." كانت منى تصرخ.

اقترب عماد نحوهم،
"امي، اتركوها، ماذا هناك، لما انتم آخذينها." سألهم عماد.
"ابنتي... قتلت ابنتي..." لم تتوقف منى عن الصراخ.
"ماذا؟!" قال عماد.

بعدها، تقدم المسغفون حاملين معهم ليال على حمالة الجرحى والمصابين.
نظر عماد اليها، انه يراها للمرة الاولى. من هذه ؟
كما تبعهم فاطمة وفاتح وأسمى.
كانت فاطمة تبكي بشدة، كذلك فاتح.

"فاطمة ماذا حدث؟" اقترب عماد نحوها.
"انها ليال يا عماد. والدتك قتلتها. انها ليال اختك يا عماد." أجابته فاطمة.

اقتربت نحوه أسمى. اقتربت وكأنها ارادت ان تفترسه،
"ليصتفل الله فيكم يا ظالمون."
----------------------------------------------------

في المستشفى

دخلت ليال غرفة العمليات الساعة الثالثة ونصف بعد الظهر فور وصولها.
والآن الساعة الرابعة وعشرون دقيقة.
لم يخرج أحد ليطمئنهم...
الكل في حيرة وقلق.
لقد سيطر الحزن عليهم.

هذا هو الانتقام المرير.
هذه هي الحياة.
يمكن القول ان هذه هي عدالة الحياة.
ستدان كما تدين.
كل ظالم له يوم.
وستذوق المرارة نفسها التي أطعمتها لغيرك.
فربما الحياة عادلة،
أسمى التي ظلمت منى، ظُلمت بنفس الطريقة.
منى التي انتقمت منهم ومن ليال، انتقم منها القدر بأن ليال ابنتها.
انها حفنات من الانتقام.
___________________________________________

ءما رايكم في هذا الجزء؟
بقي هناك جزء واحد.
ماذا تتوقعون في النهاية؟
هل ستنجي ليال؟
ماذا ان رائد؟
وما هي نهاية منى؟

حفنات من الإنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن