RINA P.O.V
تأخذ قدماي طريقها على أرض هذه البلدة الريفية الصغيرة ، تحاول عيناي أخذ نظرات لأكبر عدد من الامور الصاخبة التي تحدث حولي، هذا الريف كان خلاف الذي اعتقدته سيكون تماما! بطريقة ما هو مليء بالدفء ، تستطيع سماع ضحكات الاطفال في كل مكان ، والبائعات اللواتي يرتدِيْنّ الملابس المزركشة ذات الالوان المُبهِجة رغم كلامهنّ الكثير الا انهن طيبات بشكل لا يُصدق ! ، تمرّ على الشيوخ مجتمعون يتحدثون بفخر عن قصص شبابهم التي مضت ، باختصار هذه البلدة (الريف) أينما ذهبت فيه ستجد الدفء والراحة ، راحة بحق !
أتمشى بهدوء بينما على ظهري أرتدي حقيبة الجيتار تحسباً لأي الهام مُفاجئ كالعادة ،بطريقة ما أشعر بأن الجميع يحدّق بي ، أَمِن الممكن انهم تعرّفو عليّ؟ اييه، هذا مستحيل فمهما كان مقدار شهرتي الا ان هذا مستحيل هنا .. ربما يحدقون بملابسي وشكلي الغريبان بالنسبة لهم ، أرتدي ببساطة بنطال جلديّ أسود ضيّق ، وقميص ذو خطوط متداخلة باللون الاحمر يعتليه معطف جلدي قصير بالاضافة الى قبعة سوادء تظهر القليل من شعري المموج ما بين اللونيّن الرمادي والاسود ، أتسائل ان كان مظهري هذا غريب هنا ؟ مم مع أن ذلك عاديّ في المدينة :/
تابعت سَيْري محاولة عدم الاهتمام لبعض النظرات التي أتلقاها من هنا وهناك ، صادفتُ حديقة بسيطة مُطلّة على الطريق يلعب بها بعض الاطفال ، اقتربت من المقعد القديم (كما يبدو) القابع بسكون هناك جلست وأخرجت الجيتار لأضعه بمكانه المعتاد بحضني وأحيط به ذراعيّ لتبدأ أصابعي التحرك بخفة على أوتاره مخلّفة لحن بمذاق بسيط عَذبْ، أغمضت عينايّ مندمجة مع اللحن الذي وُلِد قبل ثوان، لم ألحظ الكمّ الهائل من الناس الذين احتشدوا حولي ، فتحت عيناي بعد ان انتهيت لأُفاجئ بالمنظر ، ما ان توقفت عن العزف حتى نطقت احدى النساء : أراكِ مألوفة لحد ما .. مم ما اسمكِ؟
تدخلت واحدة أخرى لتنطق ب : لا يهم ذلك ، بما انها تستطيع العزف هكذا اذاً فهي مشهورة او شيء كذلك، لنأخذ توقيعها
عادت المرأة الاولى لتقول بتفاجؤ: اوه! انتظرو قليلا أليست هي "كيم رينا "؟ تلك المُلحِنّة المشهورة من سيؤل ؟ وااه يبدو انه يوم حظنا !
بمجرد ان انهت كلماتها تلك حتى بدأ الجميع بالتدافع نحوي محاولين الحصول على توقيع او صورة ، أردت ان اعطي الجميع ولكن كان الوضع سيء بحق! انهم تقريبا سيخلقون شجار من اجل الوصول اولا ، استمرو بالتدافع وانا فقط أحدق بتفاجؤ واحاول التوقيع لبعضهم وفي نفس الوقت فقط اتمنى الاختفاء من هنااا ! فلينقذني احد من هذا الجنون ؟..
دون ان ادرك حتى اندفعت يد ما الى جسدي لتسقطني أرضا والجيتار في حضني ، بدأت دموعي بالتجمع أتمنى فقط ان أختفي حالاً ..
ثوانٍ حتى شعرت بذراعي تُنتشل من قبل يد ما وتجري بعيدا بي ، حاولت توضيح رؤياي لأعرف من الذي يجرّني بجنون خلفه ، لمحتُ شعر بلون النعناع ، الشيء الوحيد الذي اعتلى جميع عناوين افكاري هو " شوقا " ! انه يونغي بالتأكيد .. أتسائل لِمَ هو بهذه المثالية ! كل شيء يتعلق ب "مين شوقا " مثاليّ !