Part 5
-------------
----------
-------
---
افتتحت عيناها فلم ترى ايروس ، شعرت بوخزة في قلبها ، فقد كان يزورها يومياً ولكنها لم تره اليوم .
دائما يأتي فور استيقاظها ولكنها الحادية عشر صباحاً وهو ما زال لم يأتي! .
«لقد مضى على استيقاظي ثلاث ساعات بالفعل!» .
انفتح الباب ونظرت له بلهفةٍ شديدة ، ولكن خابَ ظنّهَا بعد ان رأته..قآل بصوته المستفز: ابنة عمي ايليت ، كيف حالكِ؟ سمعتُ انكِ خرجتِ من المشفى معَ..فتى! .
توسعت عيناها ودقّ قلبها بشدة! ، ازدادت انفاسها وسرعان ما غَضِبت ، اصبحت تلهث وجسدها بَرُد .
اقترب منها ممسكاً كتفها متحدثاً في اُذُنِهَا: انتبهي..لا تقعي عزيزتي ايليت! .
كانت في رقبته علامة ، فـــأسٌ وتـــاجُ مــلــك! ، امسكت ثيابه بقوة محاولةً ان تبعده ، قآل لجعلها ترتعب: انتبهي كي لا تفقدي يدكِ! .
صرخت بشدة ودفعته بينما تحبس دموعها قائلةً: اذهب يآ كآي والا..قتلتك!!!! . يا ترى من خَلفَ الباب؟ .
انه ايروس ينظر وبصدمة شديدة ، ابتسم قريبها كآي بخباثة ، ودعها بيداه وخرج بينما اختبئ ايروس مسرعاً .
بعدما تأكد انه قد رحل ، جرى لايليت التي كانت لا تزال تلهث خوفاً! .
احتضنها بشدة بينما هي دفنت رأسها في صدره ، اكانت بحاجة لاحتضان شخصٍ وان كآن غريب؟ .
«لماذا لم تأتي ايها الخائن!!اللعنةُ عليكَ ، اكنت المخطئةُ عندما اعتمدت عليك؟ » .
اجابها متألماً: نَعَم..نَعَم انني خآئن! ولكن لم تخطئي عندمآ اعتدمتي عليّ! .
اراد ان يثبت لها كم هو يعتمد عليه ، لكن لم يعلم ماهِي الطريقة الصحيحة ، ابتعد عن احضانها..قائلاً: تمني اي امنية...سأقطع قدمي ان لم انفذها! .
توسعت عيناها وفاضت الدموع ، حاولت ان تتماسك فمسحت دموعها ، ايقنت الآن بأن في يدها امنية قد تسعدها ، ولكنها كانت تثق انه ليس بإمكانه تحقيقهآ .
قالت بتحدّي: أبِستِطاعَتِكَ اخراجي من المشفى؟ والهرب من هذه المدينة! والعيش في وسط جزيرة في البحر! .
لم تكن هذه الامنية في الحسبان ، انها تطلب المستحيل الآن! ، لم يكن له خيآر آخر سوى القبول والانصياع ، اجابها محاولاً..او بالاحرى اجآبها واثِــــقِـــاً: بالطبع ، ظننت انكِ ستطلبين امنية اكثر ضَخامَة .
خرج بعدها ذاهباً الى غرفة..ولكن ماهي هذه الغرفة؟ .
كان رقمها 866 ، انها في الطابق الاعلى ، يكاد يصبح مهجوراً! .
لا يوجد به سوى طاقم من الاطباء يقفون امام الغرفة ، قال: اللعنة على حظي ، الى متى سيبقون واقفين؟! .
تقدم احدهم .. منحنياً : سيدي ايروس..الى حين يقرر أبيك مدير المشفى ذلك! .
تحدث بخفاء وعُسر : لن يقرر ذلكَ ما حييت! .
اردف الرجل: سيدي ، فلتعد الى فراشكَ وتتناول ادويتك ، انت تعلم انه لمن الخطير فعل ذلك! .
لم يجب ايروس ، بل تقدم وامره بصدرٍ منفوخ وصوت واثق وبلا تردد: عندما اامركَ بشيء ، عملكَ هو ان تنفذه ، والان اامركَ ان تحضر لي عشرات العلب من كل دواء! .
توسعت عينا الرجل ، انحنى وذهب مسرعاً منفذاً لامر سيده .
ان ايروس مُصاب بالايدز ، من الصعب عليه فعل مغامرة كهذه ، قال في نفسه : سأفعلها .. كان الوصول لهآ حلم عجزت عنه ، وبعد ان عَلِمت انها توجد في المشفى الذي اقطن به ، ذهبت مسرعاً لاراها ، ولكنني كنت اراها واراقبها خفائاً .
عَلِمت ان موعد وفاتِي قَد اقتَرَب ، اظهرتُ نفسي ، لقد مرّت تِسع سنوات منذ ان اصبت بمرضي ، اصبت به وانا بعمر التاسعة ، قلبي يؤلمني .. مالذي فعلته يا ترى ليختارني هذا المرض؟ ، انني اعيش في الوقت الحالي واريد ان امنحها كل شيء..سعادة..وحُب..احضآن..وقدم تتنزه بها! .
كان في غرفته يُحَضّر اشياءه ، بينما انسابت دمعةٍ من عينه ، يقول في نفسه : اخشى من الغَد..جداً! .
أنت تقرأ
التنزه بلآ اقدام
Romansaببساطة..هي ثواني اغلقتُ عيني فيها..وافتتحتها فإذا بي ارى مغيبُ شمسٍ ، حاولتُ فيها ان احركَ قَدمي..كم اشتهيتُ في ذلكَ الوقت ان اشتم رائحة المغيب والسماء المائلة للحمرة؛ حاولتُ ان احركَ قدمي فَلَم افلح ! ، في تلك اللحظات علمتُ ، انني لم اعد قادرة على...