بكاء طفل

51 1 4
                                    

انه العام السابع والحرب لم تهدأ .
بدأ تاداشي يسأم من هذا . لكن كلما شعر بالفراغ تذكر هدفه وازداد اصراراً . ان الحرب لن تهدأ قبل ان يموتوا جميعا .

جاء طفل الى قصر تاداشي. ملابسة ممزقة . محياه مغبر من سوء الحياة . صعد الى تاداشي . قال وهو يبكي :

_ سيدي تاداشي . ارجوك يامولاي .....

زجره تاداشي ( لن اوقف الحرب )

نضر الطفل إلى عينا تاداشي الغاضب . فقال له برعب :

_ لم اكن لأطالبك بهذا سيدي .

تعجب تاداشي مما سمع . فأعتذر بسرعة من الطفل وقال :

_ سأعطيك ما ترجو فأطلب اية شيء تريد . اتريد المال ؟؟

_ جئت هنا احمل تساؤلاً . لكن قبل هذا ادرك ان عمري عشرة اعوام . لكني في قلبي ابلغ المائة عام .

_ كيف ذلك ؟

_ ضننتك يا سيدي ذكي وستفهم هذا !!

_ اعتذر بشدة عما قلت . آنف قولك هيا .

_ سأسألك يا سيدي . لم لم تبلغ قواتك بلادي ؟

_ احقا ما تقول ؟ تبتغي الموت لأهلك ؟؟

_ نعم . سمعت من أناس كثيرون انك قاتل . وسمعت ايضا انك مصلح . لكني لم اصدق اية قول حتى اقابلك . انت المصلح . أجدت فراسة هذا . ورجائي منك ان تصلح مدينتنا .

_ اخبرني عن افعالهم .

_ يا سيدي هم فيهم القوي الشديد . يقتل ويفسد ويخرب . وفيهم الضعيف لكن يا ويلتاك منه . فهو يصير قاتلا لو مسست متاع دنياه . يوجد فيها الغني يملك المليارات ويطمع بمال الفقير . وذاك الفقير ثقب جيب الغني دون علم الأخير فصار يسرق منها . يا سيدي هم جهلاء . يسعون وراء الدنيا يبتغون منها الملذات . لا اعرف ناسكا فيها أو عابد . بل انهم جميعا انصرفوا عن الطاعات . فيهم من لا يقعد دون ان يهان من سيد له. يحب حياة العبودية لأنه يأكل بالمجان . لكنه جاهل ان عمره فني . فيهم يا سيدي أناس صالحون. فيهم ايضا التالحون . لكني ارجو منك قتلهم جميعاً .

_ اصبت في قولك يا بني . أم لا ادري اعلي قول يا جدي . لكن ماذا عنك انت ؟ اتهوى الفساد مثلهم . ولو شئت قتلك الان . استعرض عن هذا ؟؟

_ كلا يا سيدي لن اعرض عن سيفك . أنا لو عشت لأفسدت . لو ان بطني جاع لشربت دماء احدهم . فأنا انسان ايضا . وكذلك انت . فلا تنسى نفسك .


( من اية عالم هذا الطفل جاء ؟؟ )

ما بعد الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن