فأس السواد

49 2 9
                                    

قبيل العام العاشر نهاية الحرب . جاب جيش تاداشي الأرض بحثا عن بقايا البشر . تلك جولات تفقدية . وما اصعب هذا . البحث عن اقوام تختبئ من الموت . هو لن يقدر على ضمان هذا . لكن ان لم يفعل ستروح الحرب عبثا ....

كان هو وجماعة من جنده يجوبون غابة وسط الليل . القمر بدر وصار يتوسط السماء . لمح تاداشي دماء تحلق . وكأن النسيم يقتل رفاقه . قُتلوا جميعا وظل هو . علامات البرودة غطت محياه .

ان من قتل رفاقه محارب . لكنه ليس من ارض الأمل بل جاء من سواد الادغال . هنالك ولد الخوف . وهو اكتسبه ليمحو من العالم البسمة وينشر ألاشجان .

وقف قبالة تادتشي . يداه تحملان فأس الظلام . هذا فأس طويل . صُنع ليمحو الضياء . ومن غيره سيحمله ؟؟

ملأ الغضب تاداشي وأغشاه . قال :

_ من انت لتجيئني الان ؟؟

_ انا الرعب. انا الفساد . ( قالها بصوت مرعب )

_ ظللت عشرة اعوام احارب امثالك .

_ وجاء الوقت لتكف عن هذا .

تقدم الرجل وهاجم تاداشي بفأسه. وكان ذاك يصد الضربات . ضربة تلو الأخرى وأمتلئ جسد تاداشي بالكدمات . فقال الرجل :

_ في هذا العالم لا احد يستأهل الموت غير الضعيف . هنا إما ان تكون ذئبًا او تكون ارنبًا دمه لذيذ . هنا الصراعات ستظل إلى ان يموت المظلوم ويظل الاقوى .

_ لا يعجبني نظام الغاب هذا . لسنا بهائم نعيش على الخراب . إما ان يموت البشر جميعا او يحيون . وذاك الاخير سوء .

_ يبدو انك ضعيف لذا تقول هذا .

_ لست بضعيف . فلو كنت كهذا لما قتلت الجميع .

الا ترى في الامر عجيبا ؟؟

_ كلا .

_ انت المحارب الفاسد تدافع عن البشر وأنا احرقهم . هذا يكسبني نقطة فيما اعمل .

_ أعمل هذا لأن لي قوم احميهم .

_ قوم ؟؟ احقٌ ما اسمع . ام تلك اكاذيب تتلوها علي لتنجو .

_ واقعا لست أكذب . انا لي ابن اعلمه كيف يفسد ويقتل . اعلمه كيف يعيش .

_ أهذا العيش برؤياك ؟

_ أولست تعمل هذا لتحيا ؟؟

_ كلا . اليوم استحممت بدم البشر اقهقه . صرت ارقص كالمجنون واغني . هذا فقط لاني بلغت مبتغاي وقتلت سوء الخلق .

هاجم الرجل تاداشي وكاد يقتله . لكن ذاك نفذ منه وقتله . ورمى الفأس السوداء في النهر .

ما بعد الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن