30

30.7K 443 67
                                    

البارت التاسع والعشرون ...

رسالة من باريس..

وأخيراً ..
هذه مدينة المدائن!
السين ..
والغروب والعشاق والأرض المرصوفة بالقوافي..
والرصيف المصنوع من الفلسفة و أغنية عن الرجل والمرأة ..
الحي اللاتيني وقصة " عصفور من الشرق "
والطلبة والطالبات ..
يفلسفون الحياة ويحيونها حتى الثمالة ..
برج إيفل ..
يثبت للتاريخ أن الأهرام لم تكن حمق الإنسان الأخير..
أسير في الشانزليزية ..
أبحث عن عرس همنجواي المتنقل..
أحاول أن أتقمّص باريس..
أن أتحرر من جسدي المغيّر..
تصحو باريس تحتسي شربة البصل..
في المطاعم الصغيرة ..
وأنا ما زلت في الشوارع..
أبحث عن همنجواي..
أسأل نفسي :
أي باريس أحببت؟
باريس التي رأيت؟
أم باريس التي قرأت؟!

غازي القصيبي 


في مطعم توليو الشهير بروما ..
من ارقى وافخم المطاعم الايطالية...
كانوا مجتمعين على طاولة الأكل بعد الغداء..
وكما العادة لم يكن لها وجود بينهم..
لو لم يوثقها ذاك الجلمود بالقرب منه..
وبكرسي ملاصق لكرسيه..
لما تحملت البقاء بالقرب منهم..
تجاهلت نظراتهم لها بين فترة وفترة..
ما اشتركت بالكلام ولا بطرح رأي مع ان راجح حاول يتكلم معها..
لكن هي بينت عدم رغبتها في مشاركتهم اي شيء..
أحرجها لما مد لها الايس كريم اللي طلبه لها..
هزت راسها بالرفض..ألتفت عليها وركز عيونه عليها.
غازي بصوت واطي\نزلي لثمتك وكلي أو أحرجتك..
هديل\ما ابى مالي نفس..
غازي\ايس كريم التارتوفو اروع مثلجات بايطاليا..
هديل\تشرفنا بمعرفتها بس ما ابى..
غازي\أتــــــــــهور..؟؟
هديل خذت الكاس منه بعصبية وحطته على الطاولة..
ماردت عليه وصارت تحرك الملعقة في الكاس ببرود..

مافاتتها نظرات شوق الحاقدة والمحتقرة بنفس الوقت..
شوق\عمي.؟؟
راجح\هلا...
شوق\اذا قابلت شخص خايس وحقيرومافي وجهه سحى وش تسوي فيه؟؟
راجح\أحقره وامشي..
شوق\طيب وان كان هذا الشخص مقابلك في كل مكان وعايش معك؟؟
راجح\اعوذ بالله منه وش ابي في واحد مثل هذا..؟؟
شوق\ماتدري يمكن يكون خادم عندك..
راجح\اذا كان خادم وهذي صفاته الشارع اولى فيه من بيتي..
شوق\فديتك هذا الكلام الصح..حتى الشارع ماظنتي يقبله..

عضت على شفايفها تمنع العبرة لاتطلع..
سبوني وحقروني..عند ربي أنا أخير منكم كلكم..
وقفت ومشت مبعدة عنهم سمعت صوت كانه صراخ بس ما التفتت عليهم..
طلعت من المطعم وحست فيه لما طلع وراها بوقت..
مشت جنبه من دون مايتكلمون..
انتبهت على يده وهو يمد نظاراته لها..
أخذتها منه ولبستها بهدوء..

مشوا لوقت طويل لحتى وصلوا لحديقة فيلا بورقيزي ..
هل حقاً المناظر الطبيعية الرائعة تنسي الشخص همومة..وتنقي ذهنه..
أم تثير أحزانً دفينة تقبع با القلب الملكوم..
لم يغريها ما راته من خضرة وجمال..
لم تجذبها الزهور بألوانها المستحيلة..
اقتربت من احد الرسامين بخجل..
تكلمت بهدوء وطلبت بعض الأوراق..
لم يبخل عليها قدمها لها بابتسامة..

روايه أما غرام يشرح الصدر طاريه و لا صدود و عمرنا ما عشقنا
حيث تعيش القصص. اكتشف الآن