أول رواياتي 😼
#وتوقفت شهرزاد عن الكلام المباح (الجزء الأول)
الفصل الأول
كل ليلة تحكي له القصة حتى طلوع الفجر و صياح الديك. كره اعتماده على حكاياتها، و أنها أصبحت سلوته الوحيدة. صار يملُّ المغنيات و الجواري، و كانت هي الشاغل الوحيد له طوال اليوم. يعرف دهائها و مكرها لا تنهي القصة في يوم واحد، و إن أنهتها تبدأ في جذبه لحكاية أروع مايبدأ في التوغل في تفاصيلها حتى تخبره:" مولاي لقد صاح الديك، و أحتاج للنوم حتى أستطيع إكمال الحكاية في الغد."
يالها من شمطاء ماكرة! صار لها الف ليلة و ليلة، و هي مازالت على قيد الحياة. تلك الماكرة، لكن لن يدوم ذلك طويلاً، فشهريار لا يحتاج لأحد.إنها أمرأة كغيرها من النساء، بل أقل من بعض جواري قصره من حيث الجمال و البهاء. لكن عينيها تحوي سحراًيحرك الجبال تلمعان ذكاءاً و فطنةً و مرحاً.. و حباً! كلا، لا يمكن.. هي كغيرها من النساء في يوم ما ستخونه... سيقتلها قبل ذلك! يشعر بشيء ما يشده إليها، و لكنه متأكد أنها قد سحرته بقصصها.. و عينيها.. لا فقط قصصها، و لا شيء أخر فيها.
أمر باستدعاء مسرور السياف، الذي أتى إليه مسرعاً حاملاً سيفه الضخم، و ما إن رأه شهريار، حتى إنتابه الفزع مما هو مقدم على فعله، لكنه لن يتجرع من كأس الخيانة مرتين. أطال النظر إلى السيف الذي بعد قليل سيفصل نحر زوجته الأبيض الذي طالما مال عندما كانت تروي الحكاية وراء الحكاية، و تشدو في دلال باسمه يسبقه قولة مولاي و عيناها تلمعان بذلك السحر. عيناها التي جمعت خيوط الشمس الذهبية بخضرة الأشجار ستنطفيء بعد أن يعطي الأمر لمسرور. كاد قلبه ينخلع من بين أضلعه، لكن هز رأسه ينفض عنه تردده، و اعطى الأمر بقتل شهرذاد..
غادر مسرور غرفة مولاه، و جسده الضخم المخيف يسير بخفة فراشة و سرعة غزال بري. سينحرها بكل سرور ذلك المسرور، فقد غادرته الهيبة منذ أن جاءت إلى القصر. ظل العبيد و الخدم و الجواري يسخرون منه. "لن يعد السرور لمسرور!" "سيف مسرور أصبح للدجاج المنحور!" "لما لا تعمل لاحماً، تنحر المواشي بدلاً من بدر البدور؟" هكذا ظلوا يتغامزون و يضحكون سواءاً كان الكلام في وجهه أو خلف ظهره.. أما الأن فقد حان موعد الإنتقام سيتلذذ بطعمه أيما تلذذ. لن يسن سيفه فلتتعذب كما تسببت في عذابه طوال ألف ليلة و ليلة.
الفصل الثاني
من عاش في القصر يعلم أن كل خافية و معلنة تعرف، فلا مكان للأسرار في قصر شهريار، و هكذا قام أحد الخدم بإخبار جارية يحبها عن مخطط الملك، و حواره مع مسرور السياف، و التي بدورها أخبرت الملكة شهرزاد عما دار.مادت الدنيا بشهرزاد فقد أنهت حكايتها بالأمس لأنها تود إخباره بحملها منه. ظنته يحبها كما تهواه و تعشقه، و لكن يبدو أنها أخطأت تقدير الأمور لأول مرة في حياتها. يبدو أنه أحب الحكاية و ليس الراوية، و عندما إنتهت القصة إنتهى دور من تحكيها. تساقطت الدموع من عينين أختفى نور الشمس منهما و ساد لون الحزن مكانه، أفبهذه السهوله يفرط فيها، بل و ينهي حياتها! لكن الروح التي تنمو في أحشائها لا ذنب لها. يجب أن تفكر في شيء ما لتهرب من هذا المصير، و لكن كيف؟ حتى والدها لا قبل له بغضبة شهريار التي تزيد في شدتها علي تفجر البراكين. لا بديل لها سوى الحيلة و المكر.
![](https://img.wattpad.com/cover/70938576-288-k566877.jpg)
أنت تقرأ
عندما توقفت شهرزاد عن الكلام المباح
Historical Fictionأمتعتنا شهرزاد بالحكايات و القصص، و لكننا لم نعلم شيئاًّ عمّا حدث لها مع شهريار بعد الليلة التي تلت الألف.. ترى ما الذي حدث لهما؟ تابعوني مع أول رواية لي ستصدر على أجزاء و أتمنى أن تعجبكم. #سلوى