{ ١٢ } أفْكآرٌ مُتَهوِرةٌ ..

11.4K 577 144
                                    

* صـبـاح الـيـوم التـالـي *

تخللت اشعة الشمس إلي الغرفة حتى اصطدمت بوجه هبة, انكمشت ملامح وجهها ثم فتحت عينيها ببطء حتى افاقت, رفعت جسدها ببطء عن السرير و هي تتأوه بهدوء من الالم ممسكة برأسها, جلست و هي تلتفت حولها لتجد أنها بغرفة وليها .

ما هي الا لحظات حتى تذكرت ما حدث بالأمس؛ صديقيها, والديها و ما فعله زين، ضمت ركبتيها اليها محيطة اياهما بذراعيها ثم دفنت رأسها في ركبتيها و هي تبكي بصمت، لم تعد تعلم ماذا عساها تفعل .. هل ستبقي في هذا الجحيم إلي الأبد .. ؟!

طُرق الباب ببطء فرفعت رأسها و التفتت اليه و هي تجفف دموعها بسرعة قائلة بصوت مبحوح: تـ تفضل .

فُتح الباب ثم دخل هاري, أغلق الباب خلفه لكنه لم يحكم إغلاقه و اتجه اليها بسرعة "جئت اطمئن عليكِ, أأنتِ بخير .. ؟!" سألها بلهفة و هو يضع يده علي كتفها بخفة .

بحركة لا ارادية وجدت نفسها ترتمي بين ذراعيه و تبكي بشدة بينما هو ظل متصنمًا في مكانه كالتمثال بلا حراك بينما هي تدفن رأسها في صدره و شهقاتها تتزايد ..

"ابعدني عنه .. أرجوك" قالت بتوسل وسط بكائها .

حرك يديه ببطء ليعانقها بخفة بينما تشبثت هي به أكثر "أريد العودة إلي منزلي" قالت بخفوت "أرجوك هاري" أكملت بهمس .

جلس مقابلًا لها دون النطق بحرف و قد بدأ يسحب بيده علي شعرها بهدوء ثم زفر بقوة منهيًا ذلك الصمت "إهدأي هبة, أنا أرجوكِ" قال بخفوت ثم ابعدها عنه و هو ينظر اليها واضعًا يديه علي وجنتيها ليجفف دموعها .

"خلصني منه هاري" قالت و هي تنظر لعينيه و تنظم أنفاسها بينما عجز عن الرد و بعد فترة صمت أخري عاد ليتنهد بهدوء ثم أومأ لها .

"حسنًا" قال بهمس بينما اتسعت عيناها و ابتسمت بشدة و قد أنزل يديه عن وجنتيها .

"حـقـًا .. ؟!" سألته بلهفة و هي تخفي فمها بكفها .

"ششش" قال هاري و هو يشير لها بالصمت ثم أومأ لها "أجـ .. أجل حقًا" قال مخالفًا تفكيره فهو يتحدث بلا وعي .

"متي .. ؟!" سألته بحماس "متي سنذهب هاري .. ؟!" أكملت بنفس النبرة بهمس .

"إ .. إهدأي فقط" أجابها بتوتر "سأخطط لهذا ثم أخبركِ" أكمل بينما انقلبت ملامح وجهها لليأس .

"لا تقلقي, لن أدعكِ تعانين أكثر, سنهرب في أسرع وقت" قال مع ابتسامة خادعة ليطمئنها بينما ابتسمت هي بشدة ثم عانقته بقوة بينما بادلها العناق هذه المرة .

"شكرًا لك هاري !!" قالت بسعادة بينما كان هو يربت علي كتفها برفق .

و لكن من كان يراقب كل هذا يا تري .. ؟!

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن