ذِكرياتٌ مفقودة

240 11 34
                                    


السلام عليكم ✋
سبيشال بارت جديد
+
مقابلة

****

في لحظة غروبٍ هادئة

كانت السماء تميل للرمادية

ينشق منها خطاً برتقالي يحوله الصفار

كانت تلك الطفلة الجميلة ذات الثلاث سنوات تسير بخطواتٍ بطيئة ومثقلة

بريئة جداً هذه الطفلة

شعرها البني القصير لحد أذنيها
عيناها العسلاويتان
حجمها الصغير كاللعبة

كان ممر المستشفى الذي تسير به واسعٌ جداً على أن تسير به وحيدة

بالرغم من أن معالم وجهها لم تكن بادية عليها الحزن إلا أنها كانت حقاً حزينة

مطأطأةٌ رأسها ، ويداها أمام صدرها متشبثتان بدبوسين شعر توأمان

هذان الدبوسان الذان اهدتها اياهما جدتها قبل أن تعاني من المرض الشديد وترقض في المشفى .

عيناها متمركزتان على الدبوسين
وقلبها كله أمل بأن جدتها ستُعد لها الافطار غداً

وتمشط لها شعرها ، وتعلمها أشياءً جديدة عن الحياكة والفن والرسم

والكثير من اللحظات التي تظنها ممتعة لتقضي وقتها فيها

صادفت عيناها لحظة رفع رأسها تلك الممرضة تسير بخطى وئيدة تجر أمامها الكرسي المتحرك يعلوه طفلٌ صغير في الرابعة من عمره

حالته يُرثى لها

جسده النحيل
بشرته التي وصلت أعلى مراحل الشحوب والاصفرار
رأسه الخالية من الشعر

ذبلان وجهه

اضافة إلى كل هذا
الحزن في عيناه والارهاق التام

يجلس بتراخي يميل رأسه لجنبه بزاوية طفيفة ويجد صعوبة في التنفس

ظلت تحدق فيه من بُعد حتى اقتربت الممرضة تجره ليتقاطعا الطريق

لم تنزاح عيناها عنه ، نظرات أسى وحزن ، فكرت للحظة

لما هذا الطفل لا يعيش مثلها !!

وقبل أن تزول الفكرة عن ذهنها استدارت وصرخت بصوتها الزامر والناعم في ذات الوقت

- انتظري

توقفت الممرضة والتفتت لها بابتسامة شرحة

 « بِهَواكَ مُتَيَّمَة »Where stories live. Discover now