6- فَالتَرحَمِي

391 21 27
                                    


مضى اكثر من شهر منذ دخولي هذه المدرسة ، محاول ان افهمها ، ولكني لم استطيع ، تلك الفتاة الغامضة تجعلني فقط افكر فيها ، تجعلني ابدو فقط كالخبيث الذي يبحث في حياة الغير .

يالروعتها ، هادئةٌ هي كفجرٍ ينتظر الغسق بنسيم بارد وجافي يصيب من حوله بالارتعاش ، في عيناها جمالٌ وبريق لامع يجعلني اكبد صرخة في صدري بجمالها ، سحر جمالها يفقدني صوابي ، تلك الطريقة التي تمشي بها مطأطأة رأسها ضامة كتبها لصدرها تجعلني اتسمر في مكاني ، ويا ليتني احدى تلك الكتب لأستنشق شيء من رائحة حضنها .

فتنت بجمالها دون أي مقدمات ، انا فقط مفتون !! ، رأيتها فاخترقت قلبي كالسهم من دون ان تطرق بابه لتستأذن ، صرت فقط ابحث في حجة للحديث معها على الأقل ، فقط لأستمع لنغم رنين صوتها الناعم الباهت الذي يخترق أذني كنوتاتٍ موسيقية ذات لحن لا من حدود له في الجمال ، لقد أوقعتني في شباكها .

تلك الضحكات العفوية التي صدرت منها تلك الليله باتت في قلبي أنين أيقظني طوال اليوم ، وكيف سأنام وصوت ضحكاتها ما زال يرن في أذني ؟! .

لم اكن اسعد من تلك اللحظة التي اخبرتني فيها انها اول مرة لها في ضحكة ومغامرة كهذه ، عنيَت تلك الجملة لي انني أصبحت شخص مهم في حياتها ، شدتني لأتشبث بها أكثر .

كيف لفتاة في تلك الروعة وذلك الجمال ان تزور طبيب نفسي ؟؟ ما السبب يا ترى ؟ كم تمنيت ان اكون طبيبها لأعالجها ببعض الغزل الطاغي من شفتا قلبي .

رأيتها تبكي ويا ليتني لم أفعل ، يا ليتني اصبت بالعمى قبل ان أرى تلك اللؤلؤة تغطيها مياهها المالحة ، آه يا جوانه لو تعرفين ماذا حل بي بسببك ، شققتي قلبي ، تجنبتك ليس كرهاً ، إنما وهناً....دموعك يا جميلتي تغرس في جوارحي سهماً قرمزياً لامعاً كأنه ألماساً .....تنقطع أنفاسي وتجمرُّ عيوني للحظة ثم أكتم ما بعد ذلك فيتصدع ما بداخلي وتتسرب إلى عروقي انفجارات مسمومة أخفي ألمها بصراخٍ صامت يزيد فوق الوجع وجعا .....ثم أصمت وأذهب وأنطوي عنكِ إلى أن تهمد إنفجاراتي وبعدها مرةً أخرى أراكي تبكين وأموت أنا .

لطالما تبعتها صمتا ، من بعيد ، اراقب تحركاتها بصمت ، وكأنني احاول الانتحار من قمة برج ، كمجنون أحبَ تعذيب نفسه بالرماح .

اعشق ذلك التسارع في دقات قلبي حين اراها ، كجوهرتي اللامعةُ هيَ ، لا اريد ان يلمسها احد فيفسد بريقها الذي هو السبب في وجودي .

كيف لفتاة في هذه النعومة و ذاك الخجل ان تمارس رياضة الجودو ؟؟ ، لم اكن لأصدق هذا .

أعشق تلك الملامح الغريبة على وجهها حين تنتفخ اوداجها وتحمر وجنتيها وتتورّم شفتاها ، اشعر اني افرض سيطرتي على تلك الملاك حين امسكها بكامل قوتي لأطلب منها طلباً ما ، اكرهُ نفسي لأنني أولمها ، ولكن شيءٌ يمنعني من افلاتها ، ربما تلك ملامح الخجل هي السبب ، تجعلني ارغب بالاقتراب اكثر فأكثر لأرى ماذا تبقى من جمال للعالم لم تسرقه هي .

 « بِهَواكَ مُتَيَّمَة »Where stories live. Discover now