1-حقيقة

1.6K 59 43
                                    

تبتلع ريقها بصعوبة وتتوتر وتتهرب من الأسئله التي تتوجه نحوها من قبل رفيقاتها في النادي.
- ما خطب صديقك جوانه؟؟لماذا تتغيب كل ثلاثاء؟؟
بصعوبه تجيب وتكمل خطاها وكأنها لا تبالي
-لا أعرف لم تخبرني قبلا...
أجل وكيف لها بأن تجيب وأن تعترف بأن صديقتها تتغيب لظرف خاص لا يمكنها ان تبوح به ليس من السهل قول هذا بأن صديقة طفولتها تزور الطبيب لتعالج نفسيا من الكآبه الغير ظاهرة بأنها تعانيها....

جوانه....
أدعى جوانه ولدت في لندن عاصمة بريطانيا منطقتي التي ترعرعت فيها بسيطه جدا وجميلة مرتقية بعض الشيء تادية كغيرها من المناطق..
بلغت الثامنة عشر من عمري مؤخرا،لا زلت صغيرة، أعرف هذا ولكني لم أعد طفله، أو بالأحرى لم أكن طفلة يوما، لم أعش كغيري من الناس، هادئه أنا وكئيبة منذ ولدت، عشت طفولتي برفقة جدتي التي كانت تعيش معنا، كانت جدتي أغلى ما أملك علمتي الحياة علمتني التطريز والحياكه منذ كنت طفله قضيت طفولتي كلها برفقتها، لقد ربتني، لا أعلم ون لربما أحببتها أكثر من أمي حتى كانت تعتني بي أكثر منها كانت تعشق براءتي وهدوئي وطبيعيتي لطالما كانت تحفزني وتشجعني وتشعرني بأني دائما الأفضل لهذا أنا كذلك الآن، هذا غريب بالنسبة لطفلة أن تعيش طفولتها على هذا النحو ولكني كنت أستمتع بها فيكفيني أنها برفقتي...
لم أكن أضحك ولم أكن أبكي حتى كنت فقط أكتفي بالابتسام أو العبوس وما زلت كذلك..
أصعب مرحلة حزن أذكر أني عشتها والتي لم أعش غيرها كانت حين توفيت جدتي أي صديقتي وأمي وأبي وأختي وكل ما أملك، لم أكن قد تعديت العاشرة من عمري حينها ولكن كنت أعي لما يحصل جيدا..
الصادم هو ردة فعلي حين توفيت كانت طبيعية بالنسبة لوالداي لأنهم يعرفاني ولكنها لم تكن طبيعية للغير، كان موقفي يكمن بالهدوء من دون أي بكاء و وجه خالي من الملامح..كيف لطفلة توفيت من كانت بمثابة أمها ان تسيطر على مشاعرها هكذا...لم أكن أسيطر على مشاعري لم أشعر بشيء حتى...بالرغم من تعلقي الشديد بها الا أنني تمكنت من نسيانها بسرعه....
-عليكي يا بنيتي التمسك بمن تحبي عليكي كبد مشاعرك وهدم اظهارها لأحد لأن لا أحد سيشعر بما في قلبك سوى شخص واحد وهو الشخص الذي سيحبك أكثر من نفسه وليس شخص تحبيه أكثر من نفسك، كوني قوية جريئة ومثابرة...

تلك هي كلمات جدتي الأخيرة معي قبل توديعها لي وكأنها كانت تعلم بأن أجلها قد اقترب...
ابنة صديقة أمي المقربة التي في مثل سني تقريبا تكون صديقتي المقربه، ربما هي المقربة لأنه لا يوجد سواها، تكبرني بثلاث أشهر فقط أي صديقتي منذ الولاده، أعترف أنه لو أت أمها لم تكن صديقة أمي لما عرفتهوا يوما....
هي لا تشبهني أبدا هي حساسة كميبة اجتماعية كثيرة الكلام والضحك والبكاء أيضا..
لا أظن أنني كنت سأحظي بأفضل من هذه صديقة، تدعى(جويلا) ولكن أحب مناداتها (ايلا)..
صداقتنا تكمن منذ الطفوله ولكنها لم تكن عريقة أبدا أبدا أي أنني لم أرفع الكلفة بيننا بتاتا حتى أنها لا تعرف عني شيء سوى الظواهر لا تعرف عما بداخلى أو عن أسراري الغير متواجده أي شيء، والغريب أكثر أنها حتى الآن لم تراني بزي النوم أبدا....أعترف بأنها كانت صداقة مبنية على الزمن ولكنها ليست مبنية على الوفاء..

 « بِهَواكَ مُتَيَّمَة »Where stories live. Discover now