( ومع بداية الشتاء ... )
: " سيد فاسيل ! " تكلم متعجباً حاله الفوضوي حين إستند على الجدار المقابل يلتقط انفاسه لاهثاً ، امعن ليونيد النظر فيه لبرهة ودفع بجسده ناحيته متخطياً جموع الموظفين حيث مكان جلوسه هو مع رفيقه زيد . وصل لهما وبدأ يتحدث بسرعة وبلا اي مقدمات واصفاً لهما مظهر ملابس شابٍ أشقر الشعر ليسألهما بعدها إن كان قد مر من هنا ! .
عقد زيد حاجبيه ولم يستغرقه الامر كثيراً ليتذكر ان فتى بهيئة اجنبية مشى امامهما يتفحص كّل شبرٍ من المركز بفضول حتى انه داهم بعض المكاتب مشتتاً عمل العملاء ليرى بالداخل وانتهى به الامر يركض بحماسٍ خلف رجلٍ يجر عربةً ممتلئةً بالملفات ناحية الإرشيف .
: " اعتقد انه في الإرشيف الان ؟ "تمتم زيد له ليتنهد ليونيد ويضع يده على جبينه يشكرهما ويسير بتعب للوجهة المطلوبة وبدى انه فعلاً قضى وقتاً شاقاً بالبحث عن الهارب منه .......
كان يقطب حاجبيه بضيق طول الوقت من اسئلة إيفان التي لا تنتهي ، يحاول التركيز على عمله ووضع الملفات في ادراجها الصحيحة ولكن صخب الدخيل المزعج عليه منعه ليترك ما بيده ويتنهد ينظر لإيفان الذي اظهر تعابير البرائة وعاد يسأل : " حسناً اخر سؤال ! اهذه ملفات عملتم عليها على مدار السنة ؟ " .
: " لا بل هي تخص الشهر الحالي "غمغم الرجل المسؤول هنا واراد المتابعة ولكن إيفان تابع مبهوراً يحدق بالعربة ذات الملفات الضخمة وكثيرة الاوراق : " تمازحني ؟ إلهي ما اكثرها كيف تنتهون منها بشهر ! ".
تأفف وقلب وجهه لا يدري كيف يصرف عنه هذا الشاب حتى نظر له وردد ببسمة جانبية : " لم اسئلتك كثيرة هكذا ؟ مهنة المستقبل صحيح ؟ " .
عقد إيفان حاجبيه ونفى هازاً رأسه للجانبين بإستنكار ، مكث الرجل يراقبه منتظراً ولكن إيفان لم يتزحزح عن مجلسه فوق طابعة قديمة فتنهد بيأس وجمع ما لديه متجهاً ناحية رف بعيد تاركاً إيفان وحده مع العربة .
إبتسم بشماتة وذهب يقلب محتوياتها بتفحص لم يدم فسرعان ما سمع حركةً خلفه تبعتها مناداةٌ بإسمه ليلتفت ويرى ليونيد متسع العينين ممسكاً بمقبض الباب يتنهد ضابطاً نفسه ويسير نحوه ليؤنبه على فعلته .
زم إيفان شفتيه وترك ما بيده يمشي مرغماً خلف ليونيد الذي حرص هذه المرة على التمسك به كي لا يفلت مرة اخرى يتحسر على نفسه كيف ترك مارك العاقل واخذ معه إيفان كثير الحركة والكلام .: " إنتهى إجتماعهم ؟ " سأل إيفان اخيراً ناظراً له ليتمتم ليونيد عابثاً بشعره في اثناء صعودهما لمصعدٍ قِلةٌ من فيه : "منذ فترة ! وهم بإنتظارك ولكنك ضيعت الوقت بالهو في المركز " .
أنت تقرأ
Crossings Into The Abyss | معابرٌ إلى الهاوية
Acţiune#Wattys 2016 winner نَفَحاتٌ من ماضٍ عتيق تتجدد المكاره ويعلو الألم ، سفوحٌ لجبالٍ تمرغتْ بالدِماء وشلالاتٌ من دموعٍ هاربة من المحاجر ... أخبروني مرةً بأن الحربَ حيلةٌ صغيرة على الوقت تَقِفُ باكياً لا تعقل ولا تحتمل ، الوجعُ دمرك إنحلت عقدة حياتك تل...