صدفة اليل

816 8 8
                                    

الحظت ان هناك سياره تتبعها ..نظرت فى المرآه فعرفتهم على الفور..انهم الشبان الثالثه مره أخرى
زادت من سرعة السياره ..لكنهم طاردوها ولحقوا بها وهم يتضاحكون و يصرخون ويتأرجحون
بسيارتهم يمينا ويسارا بطريقه خطره
بدأت تتطور المضايقات الى اإلحتكاك بالسيارات وهم يميلون بسيارتهم على سيارتها وهى تحاول الفرار
منهم.
فجأه.... زادت من سرعة سيارتها وانطلقت مبتعده عنهم وبعد عدة امتار ..استدارت بالسياره بسرعه
عنيفه وعجالت السياره تصرخ حتى اصبحت فى مواجهتهم ثم اندفعت بالسياره باتجاههم بجنون
صرخ الشبان الثالثه برعب عندما وجدوا السياره تتجه ناحيتهم كوحش مرعب مما جعلهم ينحرفون
بالسياره بحركه عنيفه أدت الى خروجهم عن الطريق ..لكنهم استطاعوا ايقافها بصعوبه
أوقفت ساره سيارتها وترجلت عائده اليهم بخطوات سريعه جريئه لتقف امامهم تماما واضعه يديها فى
خاصرتها
ترجل الثالثه من السياره وهم يطلقون صافرات اإلعجاب واإلنبهار وهم يتأملونها بعودها الرشيق
ومالبسها الضيقه للغايه وشعرها األسود الناعم الجميل ونظارتها الشمسيه األنيقه التى تزيد من جاذبيتها
قالت بلهجه ملؤها الغضب وبألفاظ مختلطه تتأرجح بين العربيه واإلنجليزيه :هل انتم مجانين؟ ما هذه
التصرفات الغريبه المتخلفه؟ اذا لم تكفوا عن مضايقتى فسأستدعى لكم الشرطه
لم يبدو عليهم الخوف..بل استمروا فى القاء التعبيرات المبتذله .وتطورت المضايقات الى شكل جديد
تستخدم فيه اليدين..بدأت ساره تثور عليهم وتطلق الفاظا غاضبه
حتى مد احدهم يده وجذبها من ذراعها وهى تقاومه وتسبه
توقف الجميع عندما سمعوا صوت قوى عميق يقول بلهجه صارمه قاسيه : توقف
التفت الجميع الى الصوت ..واخذوا يتأملون ذلك الرجل الطويل ذواللحيه السوداء والطاقيه والجلباب
الناصع البياض وهو يضغط مسبحته فى يده والغضب يعلو وجهه السمح
نظر اليه الفتى الذى يمسك ذراعها ويبدو انه كان اجرأهم وقال: ومادخلك انت يا شيخ ؟ اذهب من هنا
ودعنا وشأننا
نظر اليه الرجل نظره مخيفه وهو يقول بلهجه صارمه: بل هو شأنى ..ارحلوا من هنا فورا ان كنتم
تريدون النجاة
نظر الثالثة اليه وظهر الخوف عليهم وقال احدهم : هيا بنا بسرعه يبدو انه ارهابى
نظرت اليهم ساره بدهشه وهم يرحلون بسرعه..ثم التفتت الى الرجل وتأملته بتوجس ..لكنه لم ينظر اليها
بل أعطاها ظهره وعاد بخطوات سريعه الى سيارته التى اوقفها على الجانب اآلخر من الطريق
جرت خلفه وهى تقول : انتظر .البد ان تأتى معى الى قسم الشرطه لتشهد على ما حدث
اجاب باقتضاب دون ان يتوقف : أل
قالت بدهشه : ماذا؟ لماذا؟
وصل الى سيارته وهى خلفه وقال بتجهم: لم يحدث شئ
قالت بغضب : كانوا يتحرشون بى وكادوا يخطفوننى وتقول لم يحدث شئ؟
قال باقتضاب : اذهبى الى حال سبيلك
قالت بعناد : يجب ان تأتى معى الى الشرطه لتحكى لهم ما حدث..البد ان ينالوا عقابهم
قال وهو يفتح باب سيارته : أل ..لن اذهب الى الشرطه
صرخت بغضب : هل تريدهم ان يفلتوا بفعلتهم
قال دون ان يلتفت اليها : ال .ولكنهم ليسوا وحدهم المسؤلين عما حدث
قالت بغضب : ماذا تقصد؟ أتتهمنى بأننى مسئوله معهم؟
قال بهدوء : بل التمس لهم بعض العذر ..لقد استثرتيهم بمالبسك هذه
قالت بتهكم : حقا..اذا انت ارهابى كما يقولون ..مازلتم تفكرون بمنطق التخلف وعصور الظالم أيهاال...
صمتت بخوف عندما التفت اليها وعلى وجهه غضب شديد
تراجعت بارتباك الى الوراء عندما بدأ يتقدم منها وظلت تتراجع وهو يتقدم بسرعه حتى اصطدم ظهرها

الرجل ذو الحية السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن