استيقظْتُ عَلى رنين المنَبه ، غَسلتُ وجهي و
نظفتُ أَسناني ، سَرّحتُ شعري الطَويل الّذي ينسَدل على طول ظهري ، لَبستُ الزّي المدرَسي بالإِضافة إلى نظارتي الطبية وَ اتَجهتُ لِلمَطبخ بَحثاً عَن فنجاني المفضلّ لشرب قهوتي بعدما حَضرّت الخبز المحمص مع قليل مِن الزّبدة
" لَقد تَجهزتي نينا ، سندرا تنتظرك بالخارج " قالت أُمي ثُمّ أَكملت " سأوصل إِخوتكِ إلى المَدرسة ، لن أَستطيع أَن أخذك لَقد تأخرتُ عَن العمل فلتقفلي جيداً " لَوّحت بيدهايا إِلهي! هذا جَيّد لن أُجالسهم داخل السّيارة ، لَدي ثلاثة إِخوة صغار ، فَتى يبلغ من العمر العاشِرة يسمى جاد ، و فتاتان هما : كيت و تبلغ خمس سنوات ، و تينا و تبلغ سبعَ سنوات
أَتعلَمون ما أَكثر شيء أَكرهه في هذه الحياة ؟ الأَطفال ! هذه المَخلوقات الصغيرة الطفيلية الّتي تتسلسل و تملأ المَكان بضجيجها ! أَكرهُهم
ارتديت حذائِي وَ خرجت بَحثاً عَن سندرا الّتي لَم أجدها
" سندرا أَيتها الحمقاء ! أين أَنتي ؟ سَنَتأخر ع.." صرختُ وَ أنا متوترةقَفزت سندرا لتمسكَ شعري و رأسي ثمّ تقيدها بذراعِها ، لَقد قَضَت عَلى تسريحة شعري
" صباح الخير لَكِ أيضاً نينا " قالت سندرا وَهي ممسكة برأسي بقوة
" أَيتها الملعونة الفأرة الصفراء أُتركي شعري ! فقط لا تلمسيه " صَرخت
" حَسناً ، لِم لَم تهاتِفيني ؟ لَقد اتصلت كثيراً !"
"لَقد كان صامتاً ، آسفة "
تركنا بعض ثُمّ نظرت سندرا للساعة " اللعنة ، لدينا درس كيمياء لم يتبقى سوى سبع دقائق "
" ماذا ! يا إلهي فلنجري بسرعة "
بدأنا بالجري و أَصبحت حالتنا مأساوية فِعلاً لقد وقعت سندرا على الأرض ثُمّ نهضت ، ضحكتُ قليلاً ثمّ أَكملت ركضي حتى وصلنا للمدرسة ، صفنا بالطابق الثاني ، صَعدنا الدّرج و إذا بي أَقع أَيضاً
" رِجلي ! لما وضعوا هذا الدّرج هنا ! إِنهم مجانين " صرخت بتأوه
" حتى تصعدي عَليه أيتها المعتوهة " سخرت سندرا بصوت عالي
نظرنا خَلفنا لنرى مصدر صوت الكعب الّذي يرتد في الممرات ، إِنه صوت كَعب معلمة الكيمياء
" يا إلهي فلتنهضي نينا ! أَرجوكِ لا أريد أن أقف في العراء بساحة المدرسة الخلفية ! " ترّجتني سندرا
" حسناً ، اسحبيني " مَددتُ يدي فأَمسكتها بقوة و صعدنا بسرعة البرق لِلصّف نلهث مثل قومٍ قد هربوا مِنَ الثيران الهائجة و بِكلمة الثيران لا أَقصدُ سوى شخص واحد - المعلمة خلفنا -
" رائع لقد نجونا بأعجوبة ! حمداً لله " صَرخنا بصوت منخفض وَ حضَنّا بعض ، هرولنا إلى كلا طاولاتنا ، ثُمّ دخلت المُعلمة دون إلقاء التَحيّة
" الواجِبات عَلى الدّروج ، الآن ! " صرخت
" نينا ، يا إلهي لقد نسيته !" همست سندرا مرعوبة ، بالطّبع ستكون كذلك لأن نهايتها ستكون بإهانتها أمام كُل المَدرسة
أَخرجتُ واجبي و رأَته المعلمة ، ثُمّ جاء دور سندرا
" سندرا ، أَين واجِبك ؟ " نظرت المعلمة لِسندرا بنظراتها الحادّة الّتي شَلت الجَميع
" أَنا .. ل ..لقد " بدأت سندرا بالتأتأة
" آنسة جاكسون ، لقد نَسيت سندرا وظيفتها معي ليلة أمس " كذبت بعدما أَخرجت مِسوَدة واجبي ، سلمتها إياه ، ثُمّ عندما التفت ، حينها بدأَت سندرا بشكري على الطَريقة اليابانية - الإنحناء- ، فالهِندية - و بدأت قبلاتها تطير في الهواء لتصلني ، يا لها مِن فتاة !
نعم سندرا الصّديقة الوحيدة الّتي أملكها ، نعرف بعضنا مُنذ أن جِئنا إلى هَذا العالم
نحن أصدِقاء حتى النّخاع ، عائلاتنا أَصدقاء و هذا ما قوّى علاقتنا لنصبحَ كالشقيقات الّواتي لا يفترقن
بالرّغم مِن الفوارِق بالإِهتمامات و الشَّخصيات بيننا ما زلنا أَصدقاء ، أَنا فتاة هادِئة و صامتة وَهي ليست كذلك ، أَنا أحب الدّراسة و العِلم و لا تهمني المظاهر أما هِيَ الحفلات و الموسيقى و المكياج ، هي إجتماعية و أَنا لستُ بقدرها ، إختلاف السّماء و الأرض صحيح ؟ الجَميع يتفاجأ حينَ يعلمون بصداقَتنا و دائماً هُم فضوليّون خَلفَ ذلك

أنت تقرأ
A Little Hope | القليل من الأمل
Teen Fictionكُنّا مَعاً مُنذُ وِلادتنا، لا أَذكر يَوماً مَضى بِدونها، لكنّها مَن اختارت الغَدر بي بِأَنانيّة، وَ أَنا كُنت غَبيّة لِأَنطق ما حَاولتُ إخفاءه وَ دَمرّتُ ما بَنته عَائلتي " تَكلّمي نينا! " " لا أَستطيع! إِنّه سِرّ" . . " عِديني أَنّك لَن تُخبري أ...