دَخلنا المقهى- مقهى ديشوم- وَ صعدنا لِلطابِق العلويّ ، أَشارت لي سندرا أَن نجلس على طاوِلة في منتَصف ، لكنّني اقترحتُ أَنّ نجلس بِجانب النّافذة ، لكنّها لم توافق مُتبعة " لن نجلسَ هناك.. كالعادة ستحدقين خارج النّافذة وَ تبدين غريبة الأَطوار! لَقد جئنا هُنا لِنستمتع ، ليسَ كي أجلس لِلثرثرة لوحدي مع برودلي ، الَّذي سيشعُر كأَنّه جاء بوقت غير مناسب! لَقد دعانا عَلى حسابِه يا فَتاة! "
كَتفّت سندرا يديها ثُمّ بدأت بالتّحديق بي بِغرابة، تنهدّت ثُمَّ جلست وَ وضعتُ حقيبتي على الكرسي المجاوِر " لكنّه حبيبكِ أَنتِ ! سأجلس هُنا كالعَجلة الثالثة وَ سأُشاهِدكما تَتغزّلان طَوال تواجدنا هُنا! أُفضّل قراءة كتاب على الإستماع لِدرامتكم الرّومنسيّة هَذه " قُلت" لكنَّكِ صديقتي! لا أَستطيع تركَكِ وَ المَجيء! وَ لا أَستطيع أُحبِطَ برودلي بعد المَجيء!" قالت بِنفاذ صَبر ، لَقد جعلتني هَذه الفتاة أَشعر بالجفاف! ليس العاطفيّ بل مِن العَطش
رأَيتُ برودلي مِن بعيد يأتي بِتجاهنا، مرتدٍ زيَّه الموحدّ المدرسيّ ، وَ شعره مسرح بِطريقة ما لِلخلف ، استأذنتُ بِسرعة لِإِحضار بَعض الماء ، وَ عدّتُ لِلطاولة لأَجد برودلي يتحدّث وَ يبتَسم لِسندرا بِلطف ، وَ سندرا بدأت القليل مِن الحُمرّة بالتَّسرب لِوجنتيها بعدما نَطق " تبدين جميلة اليَوم"
جَلستُ بِهدوء على كرسيِّ محاوِلةً عدم مُقاطعتهم ، لا أَستطيع سوى الشُّعور بالغَرابة ، أَنَّني ثِقلٌ غَبيّ عليهما ، سكبتُ الماء في الكأس على الطّاوِلة ، ثُمَّ شربتهُ بِبطء ، وَ ضعتُ الكأسَ جانِباً وَ ثُمَّ رأيتُ يداً معلقة في الهواء أَمامي ، نَظرتُ لِصاحب اليد وَ إِذا هوَ برودلي ، نَظرتُ لِسندرا بِغرابة ، ثُمّ قالت
" برودلي ، هذه صَديقتي المُفضلة نينا" قالت
" نينا ، هذا برودلي .. تعلمين .. مم.. حبيبي " قالت بِإحراج ، ثُمَّ أَشارت لي بِعيّنيّها لأُسلّمَ عليه ، يا إِلهي لابدَّ أَنّه تعب
" آوبس! أَنا أَسفة.. لَقد شردّتُ قليلاً .. " قُلتُ بإِحراج ثُمَّ أَخذتُ يده بيدي
" إِذن ، أَنتي نينا المشهورة الَّتي تنقِذين حبيبتي مِن المشاكِل، سُرِرتُ بِمعرفتك " قالَ بعدما غَمزَ لي ثُمَّ ابتسم ، نَظرتُ لَه بِوجهٍ خالٍ مِن المشاعر ، ليسَ لأَنَّني أَكرَهُه أَو شيء كَهذا ، فَهوَ يحاوِل أَن يكونَ لَطيف ، لكنَّني لا أُحبُّ التَّعامُلَ مَع الجِنس الآخر بَتاتاً، سرعان ما ذهبت ابتسامته بعدما نَظرَ لوجهي ، سَمعتُ سندرا تُصدر بَعض الأَصوات بِحنجرتها ، ثُمَّ نظرت لِيدي وَ رفعت حواجبها ، يا إِلهي ! ما زلتُ أُمسك بيده! تركتها بِسرعة وَ بدأتُ أنظر لِلطاولات حولي..
أنت تقرأ
A Little Hope | القليل من الأمل
Teen Fictionكُنّا مَعاً مُنذُ وِلادتنا، لا أَذكر يَوماً مَضى بِدونها، لكنّها مَن اختارت الغَدر بي بِأَنانيّة، وَ أَنا كُنت غَبيّة لِأَنطق ما حَاولتُ إخفاءه وَ دَمرّتُ ما بَنته عَائلتي " تَكلّمي نينا! " " لا أَستطيع! إِنّه سِرّ" . . " عِديني أَنّك لَن تُخبري أ...