Chapter 11

106 11 0
                                    

لَم أَذهب اليوم لِلمدرسة، اتجهتُ نَحو المَقهى في الشّارع الخَلفي لَها، اشتريتُ بَعض لاتيه ثُمّ اتجهتُ لِلبيت. نَعم، أَنا جَبانة. لَم أَعلم كَيف سَأواجه سَندرا، الأَمر صَعب جِدّاً! شَعرتُ بِعينايّ تَحترقان، أَردتُ الصّراخ؛ تَكسير كُلّ شيء، لكنّني لَم أَفعل. أستطيع سَماع نَبضات قَلبي المُتسارعة بِأُذنيّ، وَ صَوت أَنفاسي الخافِتة الهادِئة رَغم كُلّ ما حَصل، لكن أَفكاري في حَالة فَوضى كبيرة؛ عَشوائية؛ مُتداخلة لِحدّ الجُنون

في اليَوم التّالي ذَهبت، اتجهتُ نَحوَ تواليت الفَتيات، ذَهبتُ لِلتواليت الأبعد عَن الصّف، حَدقتُ بِانعكاسي قَليلاً، رَبطّتُ شَعري وَ رطّبتُ وَجهي بِقليل مِن الماء، اتجهتُ لِلصّف مُتأخرة قَليلاً، لِحسنِ الحَظّ لَم تَصل المُعلمة، الجَميع كانَ يُدردش بِصوت عالٍ؛ بَعض الفَتيات جَالسات على الدّروج مُنغمسات في مُحادثاتهم؛ البَعض الآخر يَتقفد كُتبه؛ البعض يَرسم بِعشوائية عَلى الطّاوِلة؛ البَعض يُراسل عَلى هاتِفه. التقت عَيّنايّ بِعينيّ سَندرا لِلحظة، شَعرتُ بِجسدي يَتصلّب، لكنّني جَرَرته مُجبرةً نَفسي عَلى كَسر التّواصل البَصريّ حِين ابتسمت لي، جَلستُ مَكاني وَ أنا أُكرّر شيء واحد بِرأسي "تجاهلي سَندرا  قَدر المُستطاع" هَذه خُطتي لِلوقت الحاليّ

كُلّما انتهت حِصّة اخرج مُباشرةً وَ أَعود مُتأخرة قَليلاً، اصبحتُ أُغيّر طَريقي لكيّ لا نَلتقي، كانت تَرميني بِنظرات غَريبة، بَعضها تَحمل النّدم، وَ بعضها تَدعي أَنها لا تَعلم شيئاً.. هَكذا مَرّت الأيام الثّلاثة الماضية، لَم يُبادر أَحدنا لِلحديث. 

اتجهتُ لِلبيت، دَخلتُ غُرفتي وَ رميتُ كلّ شيء عَلى الأرض، اتجهتُ لِلحمّام بِجانب غُرفتي وَ خلعتُ مَلابسي، وَقفتُ تَحت الماء المُنهمر لِلعديد مِن الدّقائق، استيقظتُ مِن شُرودي الّذي سَحبني بِدون أن أَشعر، غَسلتُ شَعري وَ بَدأتُ بِتدليك جَسدي بِالشّامبو، ثُمّ تَوقفت يَدي عَن التَّحرك حِين استقرّ نَظري عَلى مَا شَعرتُ بِه، نَظرتُ لِلمكان الَّذي شَعرتُ بِإنتفاخ بِه، حَدّقتُ بِتفاجؤ نَحوَ الكُتلة الصَّغيرة  أَسفلَ يَدي، ما هَذا بِحقّ ..! خَرجتُ بِسرعة مِن الحوض وَ اتجهتُ نَحوَ المِرآة لا يُمكن أَنها.. أَ أَنها.. لا لا نينا.. تَوقفي عَن التّفكير


ارتديتُ مَلابسي وَ هرعّتُ نَحوَ حاسوبي، بَدأتُ بِالبحث عَن المَوضوع [انتفاخ تَحت الإبط الأيسر] [كُتلة صغيرة..]  بَدأتُ بِالبحث وَ البحث وَ البحث المُطّوّل، شَعرتُ بِعمري يَقصر، شَعرتُ كَأنّ مَوتي اقترب، كانت النّتائج تَنصح بِالذّهاب إلى الطّبيب، جُزء مِنها أنّها التهاب بِالغُدد اللّيمفاوية بِتلك المَنطقة، وَ الأُخرى تَقول أَنها إحدى عَلامات سَرطان الثّدي، شَعرتُ بِقلبي يَسقط وَ أَنا أَقرأهَذه العَشرة أَحرف، بَدأتُ القَطرات الّتي أَصبحت غَزيرة بِثوانٍ بِحفر طِريقها، الاختناق..شَعرتُ بِالغصّة بِحلقي تَخنقني، الهلع سَرى بِجميع خَلايايّ، وَتخدّرت أَعضائي وَ شُلّت نَفسي

A Little Hope | القليل من الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن