أخبَر برودلي آدم بِذهابنا لِلمطعم المجاور حتى يأتي بعدها , ذَهبنا بعدما أصرّيتُ أَن أدفع ثَمن القهوّة الَّتي تناوَلتها لبرودلي ، لكنَّهُ رَفض بِشِدّة لِذا صَمتُ حتى لا أُتعِبَ رأسي بالجِدال ، بدأتُ بِتصّفح المكان .. أقصد النَّظرَ حولي ، ثُمّ جَلسنا بِهدوء على الطّاوِلة بِجانب النَّافِذة , لإنّه المكان الوحيد الفارغ , جَلسنا بِهدوء وَ نظرتُ لِلخارج قَليلاً, الجَميع مشغول بِحياتِه , نَظرتُ لإِمرأة تَسحب ابنها الصَّغير , لِمحاولته سَحب ذيل قطة رماديّة اللون تَتمشحها القليل مِنَ الأبيض, لَفتَت مجموعة مجموعة مّن الشّباب نَظري يبدو أنهم يضحكون على نُكتة رواها الشَّاب الأَشقر بينهم , تَخللت ابتسامة صَغيرة لِشفتاي , سَمعتُ أَحدهك يَهمس لَقد جئت , نظرتُ باتجاه الصّوت , و إذا بِشاب يعانق برودلي بِخفة , ثُمّ رمى لَه مفتاح مُتمماً " شُكراً يا رجل"
سَحبَ آدم الكُرسي الّذي أمامي , نَظرتُ لَه نَظرة خاطِفة , لَديه شعر بُني الّذي يَنتشر بِاتجاهات عديدة, و عينان بنيتان بِلون الشُكلاتة , و لَديه بَشرة سمراء قَليلاً , و يرتَدي سترة جِلدية , مَظهر الفتى السيء الّذي تراه بِالأَفلام , أَو تَسمع عَنه في الرِّوايات الإِلكترونيّة .. ليسَ سيئاً , نَظرتُ لسندرا وَ برودلي بِسرعة بَعدما التَقط عيّني بِعينيّه
" كَيفَ الحال آدم , وَقت طويل لَم أسمع عَنكَ شيّئاً " قالت سندرا وَ هيَ تُمسك يد برودلي
" لَستُ سيئاً , تَبدين كما رَأيتكِ آخر مَرّة , جَميلة وَ بِدون تَجاعيد" قالَ
" ها ها ها , مُضحك " قالت سندرا بِإنزعاج , كما تَعلمون صَديقتي تُحبُ الإهتمام و بِشدّة
" آدم ! فَلتصمت!" قالَ برودلي بِغضب
" لَم أَقل شيئاً ! " قالَ بِبتسامة
ثُمَّ صمت , ثُمَّ نظر لي وَ قال " مَن هَذه ؟ "
" صديقَتي " قالت سندرا بِاختصار
" أُوه " قالَ آدم و نَظره مُثبت علي ,نظرتُ له بانزعاج ثُمَّ نظرتُ للخارج , " تبدوان مُختلفتين .. جِداً " عَلت ابتسامة ساخرة وَجهه
" هَل يُمكنكَ الصَّمت آدم ؟ " قالَ برودلي
" دعني أُفكر.. لا؟" قال مكتفاً يديه, تجاهلته وَ بدأتُ اتصفح بِهاتفي قَليلاً حتى جاء نادل ما لِأخذ الطلب
" سَلطة وَ عصير جَرز " قالت سندرا
" أَرى أَنّكِ ما زِلتي تَتبعين حِمية " قالَ آدم بعدما وِضعَ يَده تَحتَ ذِقنه
" آدم فَلتصمت أَو فلتَتنهض مِن هنا "
" حَسناً , حَسناً " قالَ بِضحكة أَظهرت أَسنانه البَيضاء
" هَل آتي بِوقت لاحق لِأخذ طلباتِكم؟ " قالَ النّادل بِانزعاج
" لا , أَعتذر عن التأخر عليك . بيتزا كبيرة و طبقا بطاطس" قال برودلي , سرعان ما حوّل النّادل عينيه لآدم الجالس بِكل راحة عَلى مقعده
![](https://img.wattpad.com/cover/84498871-288-k649590.jpg)
أنت تقرأ
A Little Hope | القليل من الأمل
Novela Juvenilكُنّا مَعاً مُنذُ وِلادتنا، لا أَذكر يَوماً مَضى بِدونها، لكنّها مَن اختارت الغَدر بي بِأَنانيّة، وَ أَنا كُنت غَبيّة لِأَنطق ما حَاولتُ إخفاءه وَ دَمرّتُ ما بَنته عَائلتي " تَكلّمي نينا! " " لا أَستطيع! إِنّه سِرّ" . . " عِديني أَنّك لَن تُخبري أ...