وَضعتُ الوسادة فَوقَ رأسي لِتَجنب إزعاج الصَّوت الّذي يَصدر مِن مَكانٍ ما , صَرختُ داخِلياً مِن التَّعب , ضَغطتُ على ساعَتي الإلكترونية لِتفقد الوقت , إِنها الثَّانية صَباحاً ! مَن هَذا المَخبول الَّذي يَتصل بِمثل هذا الوقت! رَميتُ الوسادة جانِباً وَ أَمسكتُ الهاتِف , وَضعتهُ على أُذني وَ أَنا مُغمضة عيّنيّ بِدون أَن أَرى صاحب الاتصال
"ماذا؟" قُلت بِتعب
"مرحباً نينا "
" مَن يَتحدث؟ "
" إَنَّهُ أَنا "
" مَن أَنت ؟ "
" ممم..برودلي " قال بِضحكة مُتوترة نوعاً ما ," أَأَيقظتكِ مِن النَّوم ؟ "
نَظرتُ لِلهاتف بسرعة وَ فتحتُ عيني
"برودلي ؟! أهذا أَنت ؟ ماذا يحدث ؟ هَل أَصاب سنددرا مكروه؟ أًم قَد تشاجرتما مُجدّداً ؟ يا إِلهي ! ستقوم سندرا بِدفعي لَلجنون "
" لا! لََم يَحدث شيء مِن هذا القبيل"
" حَسناً " قُلت بتنهيدة
" حَسناً, سأَدخل بالأَمر مُباشرةً , فقط أَردتُ شكركِ على إِعطائي تلكَ المابس , لابُدَ أَنكِ اشتريتها لشقيقكِ أو أحد ما , سأَقوم بشراء واحدة أُخرى بَديلة "
" لا دَاعي .. سأَقوم بشراء غيرها لاحِقاً " قُلت
" لا, س.."قالَ بِسرعة
" برودلي , إِنها فقط 10 دولاراً.. لا داعي لِذلك"
" هَل أَنتي متأَكدة ؟ لا بأس إِذن سأَحتفظ بِها , فقط أَحببتها " قالَ مازحاً
" حسناً , كانَ يمكنكَ فقط قول ذَلك مُنذُ البداية " قُلتُ بِلطف , وَ بدأتُ بالتَّثاوب
" أَرى أَنّ النَّعسَ قد غَلبَ عليكِ"
" ممم.. نوعاً ما .. إِنّها الثَّانية صَباحاً" قُلتُ
" لَقد لاحظتُ ذلك .. لَيلة سَعيدة" قالَ ثُمَّ صّمت
" لَيلة سَعيدة " رميتُ الهاتِفَ جانِباً , وَ أَغمضتُ عينيّ بِسرعة, لِمَ أُخفي عن سندرا دردشاتنا الصغيرة مع برودلي ؟ لِأَن ما قالته في أَحد الأَيام أَمامي يخيفني , - أَقوى طريقة لِكسر قَلب فَتاة هيَ مواعدة حبيبها لِأَحد آخر , أَو غيرتها مِن إحداهن , أَعلم أَنَّكِ لَطيفة جداَ لِتفهمي مِثل هذه الأُمور - ثُمَّ بدأَت بالقهقهة , أَنا أَعرِفُ سَندرا جيداً, إِنَّها شكاكة جِداً, لَديها القدرة عَلى الحقد لِمن يؤذيها أَو يحاول أَن يأخذ شيئاً مِنها , أَعلم أَنّ مِن المستحيل أَن يحدث شيء ما بيني وَ بينها , لكنَّني أُفضل البقاء بعيدة عَن علاقاتها و ما إِلى ذلك
استيقظتُ صباحاً باكراً , شربتُ كأسَ ماء و توجهتُ نحوً الباب الَّذي يطرق بِعنف . " صباحُ الخيرسندرا" قُلتُ لِسندرا الَّتي أَصبحت بالدَّاخل بِسرعة البرق , جالِسة مكتفة يداها وَ تنظر لي وَ كأنَّها ستخترقُ جُمجمتي بأَي لَحظة
" تَكلمي!" قالت آمرة
" عَفواً؟" قُلتُ بِغرابة وَ توتر
" قُلتُ تكلمي! الآن ! لِمً تركتني البارِحة هَكذا؟ كانَ مِن المفترض أَن نبيتَ في بيتي! .. لقد.."
" لَقد حصلت العديد مِن الأُمور.. فقط الأَمرُ عائِليّ .. لِنغير الموضوع سَندرا" قُلتُ وَ أَنا أَجلس بِجانبها على الكَنبة
" أَلا تثقين بي لسنا أَصدقاء ؟ ها؟ " قالت بِنبرة عَالية قَليلاً
" الأَمرُ ليسَ كذلك! الأَمر يخصُّ عَمل أَبي , إِنَّه أَمرٌ سرّي ُِ
قُلتُ بقلّة حيلة , لِمً لا أُريد إِخبارها ؟ بِبساطة لِأنَّ والدها مُهندس أَيضاً , أَعلم أَنّ والدينا صديقين , لكن لا يحق لي كَشف أّسرار أَحد خصوصاَ والدي!
" إِنسي أَنَّنا صديقتين " قالَت و اتجَهت نَحوَ الباب, عِندما قَالت هذا اهتَزَّ شيء بِداخلي , إِنّها صَديقتي الوَحيدة .
" حَسناَ , سأُخبركِ لكن عِديني بالبِداية أَنَّكِ لن تخبريأّحداً " قُلتُ بِتوتر
" نَحنُ صديقات نينا! يُمكنُكِ الوثوق بي بِدون تِلكَ الوعود السَّخيفة!" قالت مُقطبة حاجبيها
" حَسَناً"
أَخبرتها بِكل ما حَصل , لكنَّها لَم تَقل أَي كَلمة , ثُمَّ ابتسمت وَ تَمنت لي وَ لعائِلتي التَّوفيق, سَمعتُ أُمي تدعونا لِلفطور , تناولنا الفطور و ذهبنا لِلمشي في المُتنزه
بعدَ عِدَّة أَيام عادَ أَبي غاضِباً وَ مُتعبَاً , لَم أَره أَبداً بِحياتي هَكذا , دَخلَ لِاغرفته بِدون الحَديث مَع أَحد وَ أَقفل الباب , بَعد ساعة اكتشفتُ أَنَّ الوظيفة الَّتي قَد تَقدمَ لها أَبي و تَعبَ حتى وَصلَ لها قَد حَصلَ عليها شَخص لَيس بِغريب, شَخص لَم أَتوقع أَن يفعلَ هذا.. إِنَّهُ والد سَندرا
أنت تقرأ
A Little Hope | القليل من الأمل
Novela Juvenilكُنّا مَعاً مُنذُ وِلادتنا، لا أَذكر يَوماً مَضى بِدونها، لكنّها مَن اختارت الغَدر بي بِأَنانيّة، وَ أَنا كُنت غَبيّة لِأَنطق ما حَاولتُ إخفاءه وَ دَمرّتُ ما بَنته عَائلتي " تَكلّمي نينا! " " لا أَستطيع! إِنّه سِرّ" . . " عِديني أَنّك لَن تُخبري أ...