يوم ....كَ أمنية الرف

130 2 0
                                    

قصة قصيرة
يوم....كَ أمنية الرف
‏⁧‫#حنان_وليد‬⁩

كعادتها الصباحية بعد أن تتناول فطورها المتأخر، تأخذ فنجان قهوتها على مكتبها المنزلي، بينما تلامس أناملها الصحيفة اليومية تبحث عن ضالتها بعجل ،فهي لا تتصفحها إنما تبحث عن عامود كاتبها المفضل "نصير"
لتتذوق سحر كلماته التي يمزجها بفكاهة، وتارةً أخرى بالحب، ليشتعل (فكرها) بذكرى دفينة ولحظة تأمل وكأنما حملتنا على متن باخرة تسير في عباب البحر، أبحرت بنا لسنة ١٩٧٨ تاريخ أول لقاء(صدفة)جمعها مع الكاتب، كانت لا تزال في الجامعة لم تعي

حقيقة مشاعرها ، تبادلا النظرات الخجولة وبعض الهمس عمَّا يكتبهُ ، كان قد نال بعض الشهرة  بما يمتاز به من موهبة فطرية وأصالة‏ بالطرح، ويمزجها بالعمل الصحفي ،كانت السفينة تشقُّ مياه البحر السماوية لتصل لميناء مرساها، تأنق ذات مساء ومشى بخطوات يشوبها ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حقيقة مشاعرها ، تبادلا النظرات الخجولة وبعض الهمس عمَّا يكتبهُ ، كان قد نال بعض الشهرة  بما يمتاز به من موهبة فطرية وأصالة
بالطرح، ويمزجها بالعمل الصحفي ،كانت السفينة تشقُّ مياه البحر السماوية لتصل لميناء مرساها، تأنق ذات مساء ومشى بخطوات يشوبها بعض القلق المصحوب بعرق الجبين وهو يدعوها وأسرتها لتناول العشاء في مطعم الباخرة، ليجيب والدها بلهجة يصحبها التعالي والكبر: أنا مشغول!! وعيناه تتصفح ما يمسكه بين يديه
من مستندات تخصُّ أعماله التجارية، ليردف قائلاً محدثاً زوجته: ولكن ياحبيبتي إذا أردتِ ذلك فاذهبي، لتتنفس هي وهو الصعداء ، نعم تجيب (نصير)وقد أحمرت خجلاً سنحضر في تمام التاسعة، ورد على عجل : شكراً على قبول دعوتي.. وداعاً،ليتنهد مبتسماً وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن كاهله،
ليناديه من إحدى الممرات المؤدية لغرفته عامل الاتصالات: "سيدي وردك اتصال نعم سأجريه من الغرفة"
ألو ألو كيف حالك حبيبي ألم تشتاق لزوجتك!!
زوجتك اشتاقت لك، نعم حبيبتي أعد الأيام لأعود لكم وقد حادثتُ القبطان وقال ثلاثة أيام لا لا أربع أو خمس (مرتبكا) !!
ماذا..!! إنها مدة طويلة، نعم أعلم ماذا عساي أن أفعل!!.
نعم ليس باليد حيلة، سأشتاق لك وأنا كذلك وداعا وداعا حبيبتي .
ليعانق قلمه جسد الورق ويخط أول حرف لرواية (خبأتكِ بالوتين) بدأت حروفها بموعد على العشاء بغطاء الأهل ،متلهف يراقب عقارب الساعة وهي تعلن رحيل الثواني والدقائق من عمر لقائه
ليحين الوقت، يسرع إلى قاعة المطعم وقد أتم الترتيبات
بلهفة  يطوي الإنتظار ويسرح بقلمه ليكتب "شفتاكِ الحلم
‏   ...تتسأل بصمت عن الحضور!!! ويتسارع نبض قلبك فتهتز النهاد وتخجل يدُ كلماتي عن وصف الجمال ..هل آتى نعم لا وتقفين حائرة طول المساء.. ما بين نعمٍ تقال ولا ..متى يعلن الوقت وصوله وتتركين كل من حولك بإقتدار.. نظرات عينك سهام تريد إصابة من شغل البال، عطرك ملأ أرجاء المكان أنت حديثهم وهو حديث فؤادكِ والسلام،فيناديه النادل: سيدي هناك فتاة تلوح لك بيدها
لينهض على عجل وقد أغلق فوهة قلمه وأعاده في كراسته ليتقدم نحوهم ببطئ شديد ،تسلم عليه أمها كيف حالك يا بني ،يجيب بتلعثم وكان ما سرح به تواً قد توج بالواقع:
بخير ياسيدتي شكراً على قبول دعوة العشاء لتردف قائلة:
على العكس قبلناها من باب التغيير أليس كذلك نوال،نعم أمي ليعم الصمت طاولة عشاءهم يراقبها بجفن متثاقل ومشاعر جمر وأنين يهتكِ الفكر المشغول بعطر الياسمين
وخصلات شعرها المنسدلة كأشعة شمس الظهير 
يرسم تفاصيل وجهها البدري في مخيلة حروفه التي تسابقهُ ليخط بيده ملامحها بكلِمات تتلو أوجاع لحظته، تستأذن لترقص على وقع أنغام رجل تطوع ليعزف لزوجتهُ
تتمايل بجسدها الأنثوي كأفعوانية الملاهي بليالي العيد، يتطايرثوبها ذي الأكمام القصيرة فيحبس الأنفس وكعبها العالي ،كطقس سحري ينتزع روحي الراغبة بها حد الثمالة، تدمع عيناي من شدة الجمال،صوت ضحكاتها يحملها الهواء لتستقر في قاع القلب ،لتخاطبني أمها: بني هل أنت متزوج؟ بإبتسامةٍ صفراء أجيبها:نعم سيدتي
لتقاطعني مندهشة ، لتسألني  وأين زوجتك؟ وهل أنت عادة تسافر وحيداً؟ أسئلتها الملحة كالرصاص تثقب روحي التائهة مني، ولكنني سيدتي نعم نعم لم تجعلني أكمل حديثي، تنادي النادل من فضلك نادي الفتاة تلك التي ترقص لنذهب ،فتنهض مودعة فتأتي نوال لتلقي علينا التحية من جديد وتأخذ من على الطاولة كأس الماء لتبلل ريقها المثمول به ،وتقول لأمها: لا زال الوقت مبكراً ياأمي، أمها ناهرةً إياها: يجب أن نذهب، يهمان بالرحيل ،أودعهما ،بجسد تسرب الدفء منه كالقبر في برودته يلفه الشجن وغصة الوداع الأحرف دون حبرة، ليصادفها بعد يومين وقد حُذرت من مخاطبته يسألها: كيف حالك ؟فتجيب :بخير وإبتسامة خجلى تعتلي وجنتاها وعين تراقب خوفاً من أن يراها أحد ،غافلها نوال ألا تؤمنين بالحب لا لا بل العشق من أول نظرة؟ يجيب أنا نعم وأنتِ ،لا تجيب ،أجيبِ أنا أحببتك وأنت تقول لهُ أنت متزوج وأنا لازلت في ربيعي شكراً على كرم الدعوة وداعاً
لتتركه قد خارت قواهُ ممتعض القلب وألم تأن منه أضلعُ الفراق، ليصرخ بأعلى صوته من مقدمة الباخرة ببضع كلمات لعلها تشفي غليل روحه العليلة وتسمع عويله بفعل الصدى ،فأزاح الوقت ما كان في الخلجان، وأنا أنا المتيم بالعشق تائها ما بين قلبك والانكسار ...هذيان هذيان وكأس حبك والغفران ،ليمضي قارب سنون العمر المثقل   بالترهات، بالاحلام التي وأدت بيديها مفتاح طريق باب الريح ،بينما ترتشف قهوتها الصباحية يرن جرس المنزل وإذا بشاب أنيق ،لطيف المحيا ،صباح الخير سيدتي أهذا منزل السيدة نوال كما أخبروني؟ ،لتجيب نعم ولكن من أنت..!! يجيب:ألن تسمحي لي بالدخول لن أقتص من ساعات يومكِ إلا بضع دقائق
تجيب: نعم تفضل يابني
يجلس تسأله ماذا أقدم لك
ليردف قائلاً:
سيدتي كما وصفكِ أبي كان صادق القول
تسأل بلهفة من والدك
أبي الكاتب نصير
ماذا من ياإلهي !!!!نصير
لا تقل لي رحل للملكوت الأعلى،فأنا أدمنت مقالاتهُ اليومية
يجيب: نعم وأنا أتابع نشر ما تبقى من مقالاتهُ
ولكن ياسيدتي أبي ترك لك هدية عندي وأنا بحثت عنك كثيراً لأجدك تقاطعه ،ما هي يابني؟
رواية لم تنشر ولا أعلم لماذا لم يقم بنشرها
ها هي يخرجها من حقيبة يده
وقد كتبت بخط يده، تأخذها تقلب الصفحة الأولى لتجد قد أهدت إليها بعبارات (ذراعيكِ موطني في ليالي وحدتي  تستبد الغربة بجسدي ذراعيكِ موطني أتحسسهما يعانقاني بحزنٍ عتيق وحيداً أجول بِشوارع الذكرى بحثاً عن أجوبة لتلك الأسئله التي أدمت مقلتي وأسهدت قلبي تؤرقني حكايا الحب حين المساء دون عينكِ على رصيف العاشقين) تقبلها تتحسس أوراقها المصفرةُ بأناملها الخريفية، فتمطر سحابه عينيها بعد ما اثقلت بحرقة وغصة، صعبت على عضلة القلب كتمانها، اضاعت حبيبيها من متناول يديها، تضعها على رف الأمنيات
‏      ....أنتهى....

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن