يوم..گ زوجة جندي

64 4 1
                                    

قصة قصيرة
يوم گ زوجة جندي
‏⁧‫#حنان_وليد‬⁩
أتوضأُ بماءِ غيمةٍ، فُطِمتْ من كفّ المطرِ، لألثُمَ شفاهَ الحظّ العاثرِ بالتضرُّعِ، بسجدةٍ لألهِ السَحَرِ، بغُصةٍ أعْيتْ ريقَ أمل القمرِ المقيَّدُ بسراديبِ الوجع،ِ يقتاتُ على ظلمةِ ذاكرةِ الروحَ كحُلمٍ أعرجُ الساقِ يُحاولُ اللَّحاقَ بنافذةِ الصبر، ِوقدماهُ لا تُسعفانهِ، تضعُ يدها على قلبهِ بخوفٍ وهو يرتدي بَزَّتهُ العسكرية للألتحاقِ بوحدتهِ،  تتحسَّسُ نبضةً لطالما غَفَتْ على وقعهِ آمنةً مستسلمةً، تُغلقُ يدها بقوةٍ وتضعُها على أذنها كأنها تحاولُ أن تحفظها عن ظهرِ قلب،  كنغمةِ الريحِ تُداعبُ أوراقَ الشجرِ، إستعدَّ ملبياً لنداءِ الواجبِ، تُكفْكِفُ الدمع بكلماتِ الوداعِ،والصمتُ يُلجمُ اللسانَ عندما تلتقي العيونُ، لتُصبّرَ خافقاً تلظَّى بأيّامِ الحبّ، لم يهنأ بعدُ بأحلى أيامِ العمر (حيث زُفّتْ حديثاً إلى حبيبها وزوجها) ليَعمَّ الصمتُ عالمها الصغيرُ المملوءِ به، تشتَمُّ عِطرهُ وهي تُرتبُ خِزانةَ ملابسهِ، تفتشُ بأشيائهِ القديمةُ علَّ هاجسَ الوقتِ ينساها قليلاً، تتوجسُ خِيفةً من كل رنَّةِ هاتفٍ تحسبهُ خبراً يُنقلُ لها، قلبُها البريءُ كمقبرةٍ مُلأتْ بشهداءِ الوطنِ (أبوها شهيدٌعيونُهم كالحِممِ المستعرةِ يلوّحونَ بأيدي الوعودِ كالرعودِ، شُنِقتْ على أعتابِ أبواب الوقتِ والانتظار، الخمرُ أضاعَ عقربَ الوفاءِ فهرولَ مُبتعداً يلفُّهُ  النكرانُ للدماء، رباااه قد ِأسْرفتُ بمعصيةِ البوحِ بحبكَ يا وطني، (لسانُ قلبي تائهٌ مني يُلملمُ أحرفَ الأخبارِ عن حبيبي )،
حتى تمادتْ يدُ اليأسِ لتكسرني، لتفتحَ أبوابَ الذِكرِ بيد ترتجفُ بدعاءٍ لاهثٍ، وتقرأُ بحروفٍ مُتمْتَمةٌ (ولسانُ حالها يقولُ ببالٍ شريدٍ قطعَ مسافاتِ الحنينِ على سواتر المجد) يا ربَّ الكونِ لقد طالَ غيابهُ هذه المرّةُ، وأنا خائفةٌ.
ليخيمَ الليلُ على أقدامِ يعقوبَ وهي تهرُبُ نحو بئرِ الحسراتِ، لعلَّها تجدُ في الجُبِ يوسفَ، ففاضتْ ترانيمٌ سحريةٌ تنخرُ جسدَ العهودِ وأُغرقتْ الأرضُ جَدباً، ليرفعَ يداهُ الى السماءِ باكياً، ليُجهِضَ ذاكرةَ الإعتداء ِعلى جسدهِ بيد إخوانهِ الأعداءُ، ويلملمُ ومضاتِ روحهُ ويلّحقُ بموكبِ السفنِ وهي تعدوا القفارَ على ضوء الفجر لكي لا تمسسها شمس النهار، وينسابُ العرقُ من جبهتها فيفتح عينيهِ على ما لم يُبصره بالأمسِ الغريق، ويُشترى بدراهمٍ معدودةٍ كالعبيد ويجلسُ على ركبتيه، ويخرجُ اللهُ من قلبهِ ليُحادثَه طولَ المساءِ وتَبلُّ دموعه وسائدَ الرجاءِ والفقد والاشتياق، تجاعيدُ وجهُ ظِلّ أبيهِ التي حُفرتْ بفأسِ الصمتِ على جليدِ السكونِ ويُؤمرُ فيُطيعُ بالتصبّرِ والعناقِ، لكلمات الربّ القداسةُ والمدادُ، الى أن يحينَ الغدُ الجديدُ ويصحو الفجرُ الوليدُ،  يمسحُ عيونَ الشمس،ِ ويدعو كل أصيلٍ من أقرباءِ الدّمِ وينسى كل الوعيد، ويُرسلُ الصقرَ ليمسحَ عينَ أبٍ كظيمٍ، ويقولُ هيّا قد جاءَ وعدُ اللهِ ليلتقي الأبنُ الذبيحُ بأسنانِ الذئبِ البريء، ويعانقُ أباه ُبعد فقْدِ السنين، ويخرَّ ساجداً وأبناءهُ امتثالاً لكلام ربّ التنزيل.
فيَرنَّ هاتفُها فتجيب ...
‏ - حبيبتي !!
‏ - يوسف أأنتَ بخير!!
‏ - نعم أنا بخير .. أسرعي انا أمامُ بابِ منزلنا .. إفتحِي لي فأنا لا أريدُ أيقاظَ أحدهم بصوتِ طرقي للباب!!
لتغرقَ عيناها دمعاً وتسرعُ نحو باب الفرح لتفتحهُ،ِ روحها ترفرف كأجنحة الطير حلقت عالياً لتحطَّ رِحالَ الخوف والانتظار على عاتق ِحبيبها بعِناقٍ مرتجفٍ باكٍ.
‏ - ما بكِ !؟
‏ - لن تُصدّق ما حصلَ لي وأنت في الواجب!!
‏ - لا عليكِ لن يُصيبنا إلا ما كتب اللهُ لنا ......

‏...........أنتهى.......

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن