جرعة حب

81 6 6
                                    

في يوم قراءة الفاتحة
كانت تجهز الصينية وشرابها
لم تكن بحاجه الى موسيقى رومانسية هادئه تمتزج معها وتطير بفرحها الى عالمها

فقد تحول قلبها بضرباته ليصنع ايقاعاً متناغما يجعل اركانه يتراقصُ فرحا

لم تكن بحاجه الى مساحيق تجميل فقد تلونت وجنتها بحمرة الخجل كزهرة تفتحت لتوها بموسم الربيع
وزينت عيناها بلمعة لا تتوفر في الاسواق

اكتفت بخمس كاسات بعد ان كسرت اثنتين
من شدة ارتباكها وفرحة قلبها

واتجهت صوب الباب الا انها تذكرت شيئاً وعادت مسرعة للمطبخ حتى كادت ان توقع ما بيدها

كانت تبتسم بفرح تكتم ضحكتها
تنفست بعمق واغمضت عينها وحثت خطاها التي حاولت ثباتها نحوهم،،،

قدمت لابوه وامه والبقيه
ووضعت خاصته امامه بعد ان وصلت اليه وقلبها يخفق بقربها
رفعت بصرها نحوه خاصته ليفجر قنبلة الفرح في قلبها بأبتسامة في وجهها
فأجبرها قلبها من دون وعيها بأن ترد ابتسامته بواحدة اجمل

لم تلبث تلك النظرات بضع ثواني لتسحب نفسها بحياءها وتختبئ ثانيةً في المطبخ ضامتا يديها نحو قلبها لِألى يُسمع ضرباته

خفض صوت موسيقى قلبها ترقباً للموقف الحاسم وهذه اللحظة التي طالما انتظرتها وطالما حلمت بها وطالما دعت ورجت باريها بأن تتحقق

كانت تصغي لكل كلمة بكل حواسها

قاالها اخوها : الفاتحة بنية القبول

هنا رُفع صوت الموسيقى وضربت الطبول نبضها
واحدثت احتفالية في احشائها رقصاً وفرحاً

بأن ما دعت به استُجيب .. وان ما حلمت به تحقق .. وما انتظرته اتى بما يُرضي الله

كادت ان تخرج وتحتضنه الا انها خرت ساجده باكيه فالله لم ينسَ كل دمعة اذرفت شوقاً والماً ورجاءاً بأن يستجيب لها

هو لم تسعه فرحتهُ بهذه اللحظة فلم تكن تدعوه اكثر من رجاءه بسجوده وقيامه بأن تكون من نصيبه

وان الله عوضه ما اخذ بل بالحلال بعد ان ندما .. تابا وصبرا وعفا انفسهما

لم يشعر بحدة الشراب الذي وضعت به ملحاً وحامضا مع الفلفل
فقد سُلب لُبه بخجلها ونجوم عينيها ورقة ابتسامتها
كانت كما المخدر خدرت حاسة التذوق عنده
قرأ الفاتحة وهو لا يصدق لطف ربه وعظمة رحمته وسعة جوده

لم يستيقظ من فرحه الا ان انفض المجلس وخرجوا بعد ان تعانقوا الى ان يلتقوا عن قريب وهي اليه اقربُ

في رقعتين مختلفة من هذه الارض
قلبين اذاقهما الله طعم الجنة بعد ان قبضوا وربطوا على قلبيهم ليغنيهم الله بحلاله

شابٌ احب بصدق ولكنه ارادها حلاله فعف نفسه واخذها
وشابة صانت نفسها وانتظرته

كلٌ منهما يتمعن بنصره الايمن في انتظاره ان يزين بخاتمٍ يجمعهما معاً ليس فقط في هذه الدار
بل في الدار الاخرة حيث لا فناء

شخابيط فتاة زمردية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن