كانت في المطبخ الساعة الحادية عشر ليلاً بجسدها الضئيل تحاول وبهدوء كي لا تحدث ضجيجاً ، صُنع شطيرتين
"ااه اكيييد محيصدك إني سويتله أكل .. ياويليي متحمسه اشوف تعابير وجه "
حملت الشطيرتين الساخنتين بعدما أنتهت من تغليفها بورقة صغيرة وجدتها على الطاولة
كانت الرائحة تملئ أرجاء المطبخ وقدتسلل البعض منها لتصل لأنفه وتزيد من قرقرة معدتهِ التي بالكاد أسكتها بحبة موز اعطته اياه قبل نصف ساعة
"اويلي منو ديسوي معلاگ بهالوكت "
قبض على معدتهِ بعد أن اصدرت ذلك الصوت
"اااخ حتى لو بهالوكت ،اخ بس لو جانت مشوية إلي "
كان جالساً على صخرة قرب بابهم وهو يعتصر بطنه من الجوع والبرد ،إعتراه الملل وهو ينتظرها في حالته هذه ،لا بد انها نسيت امرهُ أو ربما لم تجد شيئا في هذا الوقت ،كان يهم بالوقوف والرحيل
"بووو"
صرخت بهذه الكلمة وتسلقت الحائط بسرعة وجلست عليه
التفت اليها ممسكاً بمعدتهِ فأردفت بين تنفسها
"اسفة عالتأخير شجرتي "
ابتسم لها ونسي الم معدته وانتظارها لمجرد سماعه بأنها تناديه بشجرة .. وتربطها بياء التملك بكل عفوية ،كالأطفال ربطته بدون اذنه وقد ارتبط بها حقاً .. يسعده هذا وأصبح كما تلقبه
اكملت في حماس وقد توردّت وجنتاها الصغيرة
"ولك ولك احزر شسويت الك""فدوة أي شي اسمه اكل حاكله وحكون كلش ممنون الج بنت خالتي"
سحبت الشطيرة وهي تضم ذراعاها نحو صدرها
"ما احزر بعدين تاكل""بشرفج من الصبح مماكل شي ميت جوع وبرد شحزر خرب "
"ماشي ماشي اسفة بس اذا محزرت حتبرد وتصير مو طيبة "
"أمري لألله ..ارجعلجياها "
أبتسمت بنصر وهي تنتظر اجابته .. رغم يقينها انه لن يصيب عندها ستنفي اجابته بحماس وتفرحه
*لكنك ستقتلينه قبل ان تجعليه يذوق الفرح *بقي لحظات يعد ما خطر بباله من اكلات .. فجأة فتح عينيه وصرخ بغير تصديق "عااااا لدگولين معلاگ"
فتحت هي الاخرى عينها بدهشة اكبر
"شووون عرفت "
"هههههههه انطيني ولج شمريلياها"
استلمها منها وشق غلافها بعنف وقضم منها قطعة كبيرة بشراهة فقد التهم نصف معدته بأنتظارها ..
اما هي فقد كانت مقوسه فمها للأسفل
رفع بصره لها وابتسم قائلاً "اذا الريحة ماليه الشارع شون ماعرف "
"الف عافية"
بثوان التهم نصفها فهو يحب هذه الاكله ولمرات عديدة كانت تسأله من بين احاديثهما فيجيبها بهذه الاكله .. فأحبت ان تصنعه لهكانت تتأمله بأبتسامة رقيقة
بعد انتهاءه من تناول خاصته رفع بصره لها وقال في شُكر
"فديتج وربي جانت اطيب معلاگ آكله بحياتي .. هسه معدتي هدأت"
رقص قلبها فرحاً ولمعت عيناها سعادة بهذه الكلمات
ولكنها تذكرت على حين غرة الكلمة التي تفوه بها وازعجتها
فمحت ابتسامتها وقالت بأقتضاب "بت خالتك دايما بخدمتك "
صمت قليلاً وما لبث ان ابتسم ثم اخذ يضحك بشدة
مما زاد ازعاجها فقالت له
"يلا روح لازم انام من وكت "
"اوكي مثل متريدين بت خالتي" وعاد يضحك بسخرية
اغتاضت منه ورفعت حجرا ورمته به .. إلا انه تفاداها بخفه وهو يقهقه فرحاً
"روح منا مزعج"
توقف عن الضحك واستوقفها "من حبك لاشاك تره"قفزت نازلة وقالت بصوت مسموع
"رووح عاد مخبل "دخلت لتنام وسعادة تملئ جدران قلبها وهو ذهب لبيتهم فرحاً وهو يحمل شطيرتها التي رمته له وابتسامة لا تفارق شفتيه
هي في سريرها وهو عند دخوله غرفته
في آن واحدة " بنت خالتي "
أنت تقرأ
شخابيط فتاة زمردية
Romansaعندما يشاغب قلبك فتخرج سيناريوهات يرفضها عقلك عندما يتعدى عقلك على احلام قلبك و عندما يحن القلب فيلتحم معه العقل وعندما ينزف العقل فيطبطب عليه القلب تخرج منهما بأشتراك " مشاغبات "