تمنيت لو انه كان زفافنا .... لو انني استطعت ان اراك في "تصديرتك " جميلة في كل الالبسة التقليدية .. لو انني استطعت ان اراك ترقصين القبائلي و الشاوي و العاصمي .. لو اني استطعت ان أرقص و اياك على اغاني الراي ...لو اني استطعت ان اراك تلبسين الابيض .. لكن في عرسنا .. لا في المستشفى ... في فراشنا الزوجي .. لا في فراش الاحتضار هذا الذي انت فيه . اردتك لو لبسته من اجلي انا .. لا من اجل الموت .. انظري ياملك لقد بللت دمعتي كلمة "الموت " .. ارأيت .. حتى عيناي تعرف ان موتك سيبكينيي. فارجوك لا تتركيني .. لن اتركك .. لا استطيع .. لن ادعك تزفين الى الموت و عيناي تشهد .. ارجوك استيقضي .. ارجوك ..
________
اعذريني يا ملك .. فقد نمت البارحة و انا اكتب اليك .. بل أدمع من أجلك ..اعذريني لانني توقفت عن التقرب منك.. أقصد الكتابة لكي ...رغم انك لم تفاريقيني حتى في نومي .. فقد كنت بطلة أحلامي ...جعلتني أعيش بداخلها يقظة جميلة .. لكنني استيقظت ...و ها أنا هنا أمام نافذة المستشفى .. اتمنى بكل سخافة لو كنت هنا بجانبي .. لتري حلول موسمك المفضل .. ال 21 من ديسمبر .. فصل الشتاء ... السماء تمطر أول قطراتها .. اتذكر ابتسامتك حين ترين المطر من وراء نافذتك ..أراك تخرجين - و أنا لم أخبرك - بجزمتك الصفراء التي نسميها نحن هنا في الجزائر " الليبوط " و تبدئين حركات الكانغر خاصتك ... تقفزين من بركة إلى أخرى .. تبدين مضحكة جدا و انت في حالتك الهيستو مطرية تلك...لكن بطريقة جميلة ..
في موسم كهذا ، في ال21 من ديسمبر الفائت .. بعد مدة من لقائنا الثاني ... اتصلت بي لأول مرة .. و انا الذي لم أصدق عيناي حين رأيت رقمك ...فأنا كنت انتظر صدوره على شاشة هاتفي ... بلهفة ...كما ينتظر الناس صدور أفلام ديكابريو ... طلبت مني حينها أن أقلك من معهدك الموسيقي ... لأن سيارتك "العتيقة" قد تعطلت ... لم أرفض ..لم أناقش ... لم أحاول لعب دور الرجل الصعب...فحالتي كانت سيئة جدا .. من دونك .. ركنت السيارة بعيدا قليلا ... لأنني اشتهيت ان أختبر هيستومطريتك معك ... وجدتك جالسة في موقف الحافلة ... تقرأين كتاب لباولو كويلو ...جلست بقربك بدون ان تلاحظي .. كنت منغمسة في كتابك و انا كنت منغمسا فيك .. بعد لحظات سألتك :
-هذا أول كتاب تقرئينه لباولو أليس كذلك ؟
-اووه .. أتيت!... أقصد نعم كيف عرفت؟
-ليس صعب الملاحظة .. فأي قارئ وفي لباولو يعرف أن أعماله من الطبقة الارستقراطية ...لم "تخلق" لتقرأ في محطات الباص أو وسط هذا البرد القارص ... فهي تشبه الصلاة .. يجب أن تتحضري لها ...يجب ان تلبسي لها أجمل البيجامات .. وسط جو دافئ .. تراقبين المطر من وراء نافذتك .. و تحتسين كوبا من القهوة .. بالمختصر يجب أن تهتمي لها .. لتهتم هي بك ..
لو تردي .. و أنا الذي كنت أنتظر من عنادك الكثير .. بدل ذلك ابتسمت و طلبت مني ان نذهب .. لكن .. بعد يومين .. رأيتك عند نافذتك - و أنا لم أخبرك - تتابعين قطرات المطر و في يدك نفس الكتاب .. فأكلني الفضول تساءلت إن كان ماتفعلينه من تأثير كلامي أم أنه صدفة جميلة .. أردت أن أعرف الجواب بشدة لم أستطع أن أصبر .." و كيف أصبر على ما لم أحط به علما ".. أرأيت يا ملك صرت أستشهد بالآيات القرآنية و أنا الذي ... قبلك .. لم أفتح الكتاب يوما .. لكن بفضلك انت .. عدت إلى الطريق المستقيم .. لا يمر فيه يوم لا أقرأ فيه بضع آيات .. صرت محافظا على صلاتي .. و الشكر يعو د لك انت .. فقد تعلمت ذلك منك ..فرغم انك لست متحجبة .. لكنك طاهرة و عفيفة .. تحبين فعل الخير ..بل تعملين جاهدة لفعله .. و هذا أكثر شيئ أحبه فيك و أقدرك من أجله ..
_________
لم يبقى الا أسبوع عن نهاية السنة ...اتذكر حين دعوتك لحفلة .. كانت ستقام في احدى الفنادق الكبيرة بمناسبة نهاية السنة .. بذلت جهدا كبيرا في اقناعك .. اذ انك ظللت ترفضين مصرة على انك لست ذلك " النوع من البنات " ..تقولين ذلك كثيرا و انا لا اعرف عن اي نوع تتكلمين .. حتى اني لا اعرف لماذا تقارين نفسك ببقية البنات و انت تعرفين انك فريدة من نوعك.. بعد عناء طويل .. وافقت ..لكنك طلبت مني ان تحضري امك معك .. لم تريدي ان اقلك.. بل جعلتني انتظرك في صالة الفندق . .. كنت متوترا جدا كانت اول مرة سالتقي فيها امك ... صرت امارس مراسم الصفاء و المروى من شدة توتري .. فجأة توقف كل شيء .. حين رأيت ملاك يدخل من الباب الرئيسي .. اكتسى حداد انيق ..كان انت ... اقسم اني لو لم اكن اعرف امك -و انا لم اخبرك - لم اكن لاعرفك ... لانك يومها .. تنازلت عن كل عاداتك .. لم تلبسي الاحمر .. لم تفلتي شعرك المموج .. لم تدخلي متأخرة او مرتبكة ..دخلت باناقة الملكة إليزابت .. واثقة .. فاتنة .... اخترت لنفسك ثوبا اسود طويلا لا يكشف شيئا لكن يظهر كل شيء.. في اسفله شق صغير .. لكن كان كافيا . بالطول الكافي .. ليحدث الكثير بداخلي.. ملست شعرك يومها و اسدلته ..كان يبدو جذاباا جدا .. و احمر شفاهك .. اهه من ذلك الأحمر ....احرقني يا ملك .كانت شفاهك فاتنة بشكل خيالي ... اضفى جوا شيطاني .. على جسدك الملائكي ...بالمختصر .. كنت جميلة بشكل لم يسبق لي ان رأيتك فيه .. اقتربت منكما .. سلمت على امك ..رحبت بي بشكل لا يصدق .. حتى ان عيناها تغرغرت بالدموع .. و كيف لا تفعل . .. كنت ذلك الشخص الذي سيعيد الحياة لابنتها .. الذي سيتخلى عن قلبه من اجلها ..
كانت الليلة عادية ..الى ان عزفت احدى المقطوعات الرومنسية .. لم اعد استطيع ان اظبط نفسي ..لم استطع ان احتفظ بمسافة الامان بيننا يا ملك .. تقدمت اليك .. طالبا مراقصتك ...كنت سترفضين .. لو لم تضع امك يدك في يدي قائلة " استمتعي " .. تقدمنا الى وسط الحلبة .. لم يكن هناك غيرنا .. فرحت بذلك . فانا اردت ان يرى الجميع كم انا محظوظ بك .. وضعت يدك اليمنى في يدي .. و الأخرى فوق كتفيي ..
الخطوة الأولى: يظهر عليك الارتباك فاهمس لك " اتبعي خطواتي .. استسلمي لي .. دعيني اقودك "
الخطوة الثانية: ارتفعت حرارتك .. بدوت و كانك تحترقين .. و انا احترق بجمالك
الخطوة الثالثة :تستسلمين .. لي!
الخطوة الرابعة.. لم اعد ارى غيرك في الصالة .. كنا وحدنا.. و الموسيقى تأتي من مكان ما ..
الخطوة الخامسة: لم نعد في الصالة .. نحن نرقص بين النجوم .. بين السحب
الخطوة السادسة .... تبتعيدين فامسكك من يدك و اضغط عليها بقوة .. و كأنني اظغط على مكابح الأرض لتتوقف عن الدوران .. فتدورين انت مكانها .. الى أحضاني
الخطوة السابعة :انت هنا ياملك .. لا تفصلنا الا بضع سنتمترات ... تقبلني انفاسك .. فاحترق .. تنظرين الي .. في عيناي ..فتوقف كل شيء
.. احترق كل شيء....
الخطوة الثامنة: توقفت الموسيقى...رقصة لم تكتمل بعد ...يتبع
أنت تقرأ
إعزفي على اوتار قلبي
Romanceيديه تلامس صورتها من وراء النافذة ... تمنى لو أنها نافذة بلكونها ..التي كان دائما يراقب استيقاظها المتأخر ..بشعرها المنكوش ...وبقايا الكحل تحت أعينها ..وكلماتها البذيئة التي توجهها لنفسها في المرآة تأنيبا على تأخرها ... تمنى لو أنها نافذة سيارتها ال...