الجزء الثاني

226 8 0
                                    


لم يجد بحوزته غير دفتر و قلم ..وصله هدية منها قبل لحظات بتوقيت الفاجعة ".."كم أنت أنانية ... حتى في هداياك يا ملاك ...أهديتني هذا الدفتر لي و ها أنا أكتب فيه عنك إليك ... كم تحبين امتلاك الأشياء ...لطالما أردت أن أكون الشيء الوحيد الذي لا تستطعين امتلاكه .. و دائما أردتك أن تكوني الشخص الوحيد الذي أملكه ...فكما لا تعرفين يا ملك ... لطالما كنت وحيدا قبلك ... تركت عائلتي في الغربة و اغتربت هنا بجانبك ... عدت "للبلاد " من أجلك .. من أجل أن ألتقيك .. من أجل أن يجمعني القدر بك ... أتذكر يوم رأيتك أول مرة .. كنت أحضر حفلة للموسيقى الكلاسكية ..فجأة رأيتك .. دخلت إلى المسرح متأخرة ..كعادتك .. تجرين ثوبك الأحمر من جهة ... و كمانك من جهة ..تحاولين التسلل خلسة إلى الفرقة .. أخذت مكانك في الوراء .. لكي لا تلفتي الأنظار ... لكن كل أنظاري كانت عليك ... أرجعت شعرك المموج الأسود الطويل وراء ظهرك ...وضعت طرف كمانك على كتفك الأسمر .. و أسندت ذقنك إليه و أغمضت عينيك الكبيرتين ..تنهدت تنهيدة جميلة و بدأت بالعزف ...كان عزفك جميل جدا يا ملك ..و كأنك لم تفوتي مقطع من مقطوعة "ايف ما ريا " الشهيرة ... كنت تقودين الفرقة بإحساسك .. كنت جميلة جدا بثوبك الأحمر ... هناك مثل جميل هنا في الجزائر يقول " إذا حبيت لاأسمر لبسلو الأحمر " و أنت كنت أجمل سمراء رأيتها في حياتي .. كنت جميلة يومها لدرجة أن " فينوس " إلهة الجمال كانت لتغار منك ..أعرف أنك لن تصدقيني .. فأنت لم تكن لديك أعين ملونة .. و لا شعر حريري ذهبي ... و لا غمازات .. و لا حتى خدود ممتلئة ... لم تكوني تمتلكين علامة من علامات الجمال .. لكنك كنت كلك علامة جمال ... كنت جميلة يا ملك ..و ما الذي فعله بي جمالك ذلك اليوم .. تسارعت نبضات قلبي بسرعة عزفك ... استيقظت في صباح اليوم التالي على سرير في العيادة .. قيل لي أنه أغمي علي ..بسببك ... أتذكر يومها أن الطبيب قال لي " كن حذرا يا جواد ...لا تفرط في الشعور .. فإن قلبك ضعيف جدا .. الحب لم يخلق لأشخاص مثلك يا جواد " كانت أول مرة أحس فيها بالعجز ..عجز عن حبك .. ظللت أراك في كوابيسي كل ليلة.. و أتخيلك في فطنتي كل يوم .. أدركت أنك قد امتلكت قلبي ..دون أن أتجاوز مسافة الأمان بيننا .. أردت أن أنساك بعدها .. لم أرد أن أعطيك قلبا مريضا ... فبعد كل شيئ كنت أمتهن الهندسة المعمارية .. لم أكن لأقدم مشروعا عليلا ...أردت أن أصلحه من أجلك يا ملك ...لكن لحينها أردت أن أنساك...فأقلعت عن الحفلات الموسيقية ... لكن القدر كانت له كلمة أخرى ... قدر لم أؤمن به قبلك ..لكن أصبح يقين قاطعا خلالك

إعزفي على اوتار قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن