الفصل العاشر

63 6 0
                                    


قم بعمل في حياتك ، اصنع معروفا للبشرية التي تضمك ،مهما وقعت فهناك من سيساعدك في الوقوف ،ربما ليس في هذا الزمن ولكن في الذي يليه ،لا تجعل سدا يوقفك عن الابحار ،او إعصار يغير مسارك ،او طريقا مسدودا يحبط همتك .

فكر مرتين قبل ان تتكلم فهناك من يتأذى من كلمة قلتها بغير قصد ربما ، ربما أذيت عزيز عنده او قريب فقده او ذكرته بحادث معين ،
تمتع بحياتك ولكن اجع حدودا لكل قرار تتخذه او شيء تفعله ولا تربط ما تفعله بالحرية الشخصية ، فقد فهمها الكثير بشكل خاطىء في هذا العصر ،الأفعال التي تقوم بها ستؤثر بالتالي على المجتمع الذي حولك فيتاذى الجميع !

"اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر"
ليت الشاعر "ابو القاسم الشابي عاش الى ذاك اليوم ، اليوم الذي سترفع فيه رايك العدل والأمن في هذا الكوكب ، ابتسم ، ربما ذاك اليوم هو غدا .

خرجت من "الكرفان" الخاص بأعضاء الحملة لتتجول قليلا بمفردها ! ستواجه إعاقتها هذه المرة ،فبعد اسبوع من العمل الشاق يحتاج المرء الى  عزلة مع نفسه قليلا !
استمعت الى أصوات الاطفال ، داعبت نسمات الهواء خصلات شعرها ، كانت الشمس قوية حينها لكن لم يقلل من روعة الموقف ، فتاة في العشرينات انجليزية الأصل في احد مخيمات الموصل تساعد النازحين ، فتاة حاربت إعاقتها ، التي اعتبرتها اختبار و قد تخطته بعلامة امتياز .ابتسمت لما هي عليه ، ابتسمت ابتسامة من قلبها .

ليخترق جسدها ذالك الشيء المعدني الصغير الذي دمر احلام وحياة الكثير ،

رصاصة حقيرة ذهب بسببها الكثير ،دمرت مستقبل اكثر ،خلفت أيتاما و ارامل ، ولكن الذي كانو يهتمون بهذه القضايا طرحت امثالها " الرصاصة" اجسادهم بالارض ،كم هي اختراع صغير و حقير !
سحقا لكل شخص مزج الأبيض بالأحمر !
مزج الروح النقية بالدم !
ولكن لكل شيء نهاية ، سعيدة كانت ام حزينة ! سينتهي كل هذا بيوم من الايام .

لم يحدد مسار الرصاصة ، ربما كانت من الشرق ،او من الغرب ،جنوب ، او شمال ، ولكن عدو الإصلاح هو واحد و سيفضحه الاله يوما ،لن يطول الامر .


الزمن ، هو فتًرة معينة ربما تكون طويلة او قصيرة .

على نفس الارض الذي قتلت فيها ظلما ، فقط لانها ارادت المساعدة ،بعد "زمن" كانت امل  تنظر الى مدينتها ،لم يعرف اذا كانت على كرسي مدولب او اذا كانت شابة او مجرد طفلة صغيرة ،هي فقط كانت تسير و هي تنظر الى الموصل "ام الربيعين" بطبيعتها و جمالها مرة اخرى ! أهاليها الطيبين معا يضحكون ،الجميع فرحين . لا يغلف قلبهم الحزن ،والسياح في كل مكان ليلتقطوه صور تلك الجنة .

هي مثلها مثل باقي مدن العراق ،فالعمارة اليوم هي من اجمل المدن كانت و لازالت ،هي قلب الطيبة العراقية ، اما البصًرة فلا زالت تغدو بكل خير و تتباهى باهلها الطيبين ،فنمر بالسماوة و الديوانية ونرى المحبة بين الناس ،و لا ننسى كربلاء والنجف المقدسين ، واذا شعرت بالعطش مرّ على ديالى و التقط برتقال من الغابات التي تعج بها ، حتى بابل و قف على جسر المسيب و شغل اغنية "على جسر المسيب سيبوني " ، حتى توطئ قدمك على ... على فخر العالم اجمع ،على أسطورة الحضارات والعلم والقيم ،منهل الثقافة ، انها بغداد وكَمْ لفظها جميل ، فإذا كانت مصر ام الدنية فبغداد هي ابو الحضارات ، بغداد لن تسقطي ، بغداد إنْتي شامخة ،بغداد انتي هي ملهمتي ، بغداد ،تلك الحروف العظيمة ، ثماني و عشرون حرفا ، عجزوا عن وصفك يا بغداد ، بغداد انت صامدة ،وصمدتي و ستصمدين .

فاتني أَن اكونْ بيــانو ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن