الفصل السادس

92 7 0
                                    

مر الكثير على ١٠ يونو ، وكذلك على الساعة ٦ ،  على ذلك المساء ، وايضاً على انفاس ميليديا الاخيرة التي لفظتها ,ربما ٧سنوات ، حيث أصبحت كريس في ال٢٤ من عمرها .
مر الكثير مو الوقت ، تعلمت اللغة جيدا لا بل بامتياز ، اطلعت على اللغة العربية ايضا ، أعجبها الأدباء العرب كثيرا ، ثقافتهم تبهر الناظر ، والسامع ، سمعت روايات كثيرة ، أمضت بها الوقت والساعات والليالي ، عربية مترجمة الى الانكليزية ، منها الاسود يليق بك التي تعود الى احلام مستغانمي  كما وَرَدْ ، و كل الأحلام تنتهي في ديسمبر الى اثير عبدالله ، أسماء رواياته صعبة نوعا ما ولكنها تلفت الأنظار،والمسامع ايضا.

حلمها ان تكتب رواية لتجعل العالم يلتفت الى الصواب ،وحلمها الاخر كان دخول جامعة كامبرج، ولكن انتهى عندما لم يسمح معدلها لذلك ،كانت تريد ان تثبت للجميع ان ظنهم خطا ولكن الامتحانات النهائية كانت اثناء فترة إعدام ميليديا ،كانت تمر بوقت عصيب أثناءها ،مشتتة ،لم تستطع الاجتهاد كثيرا .

انتهى بها الدخول الى جامعة اعتيادية لدراسة الأدب ، والذي كان اختيارها صدمة لجميع عائلتها فلم يعرفوا يوما اهتمامها بالأدب .

لم تهتم برأي احد ،اهم شيء كان هو رأيها الشخصي .
واجهت صعوبة كبيرة في الدراسة ، لكن مع مساعدة
المدرسين وشقيقتها التي لمً تتركها

هي زهرة تفتحت ، بعد ان سقاها العالم بالامل ، والكتب .

‎استيقظت إحدى السيدات ذات يوم ونظرت في المرآة لتجد ثلاث شعرات فقط في رأسها! فابتسمت قائلة:

‎(لا بأس! سأصبغ شعري اليوم!)
فعلت ذلك... وقضت يوماً رائعاً! وفي اليوم التالي، استيقظت ونظرت في
‎المرآة، فوجدت شعرتين فقط! فانفرجت أساريرها، وقالت: (مدهش! سأغير تسريحة شعري اليوم،
‎سأقسمه إلى نصفين وأصنع مفرقاً في منتصفه)ففعلت ذلك وقضت يوماً مدهشاً

‎وفي اليوم الثالث، استيقظت لتجد شعرة واحدة فقط في رأسها
‎وهنا قالت: (ممتاز! سأسرح شعري للخلف)!

‎فعلت.. ذلك... وقضت يوماً مرحاً وسعيداً!.

‎وفي اليوم، استيقظت ونظرت في المرآة لتجد رأسها خالياً من الشعر تماماً! فهتفت بسعادة بالغة:

‎(يا للروعة! لن أضطر لتصفيف شعري اليوم)!

السعادة قرار يتخذه المرء ،ليس بالضرورة ان بالاشياء والأشخاص الذين حولك !
انظر الى الجانب الإيجابي قبل الجانب السلبي
فقد تدركك اشياء لم تكن بالحسبان !

اي شخص في هذا الزمن لو كان بنفس موقف هذه المرأة لحدث واحد من ثلاثة

اما ان يجن ويصاب بالهستيرية لفقدان شعره ، او يفكر كيف يظهر امام الناس بهذا الشكل واغلب من سيفكر هكذا هم نساء !، او يرضى بقدره ويمضي قدما ونسبة الصنف الأخير تكون تقريبا واحد بالمئة .

وقصة هذه المرأة هي قصة ذات عبرة وحكمة و هي قصة عربية ،

لطالما كانت القصص العربية رائعة و قريبة الى النفس كثيرا ،ولكن غالبا ما سمعت انها في هذا الوقت قد هبط المستوى الأدبي العربي كثيرا ،وكأن أوربا تقدمت ..

مات الأدب العربي بثلاث مراحل ، كان أوله عند موت للرصافي في الاربعينيات من القرن

الماضي وكان الموت الاقسى والأكثر ألما للأدب ، وبعدها موت الجواهري بالتسعينات في السابعة والتسعون تحديدا وكان الأدب قد فقد الكثير من قوته في ذلك الوقت .
حتى رحل نزار آخذا اخر قطرات الدم من جسد الأدب العربي .

حيث كأن الأدب يستند على العراق بالمقام الاول .
كم شاعرا واديب مثقف ان قرأت عليه وجدت بين السطور ان اصله عراقي مثل احمد الصافي النجفي و عبد الرزاق عبد الواحد ولا ننسى النساء من نازك الملائكة والتي قيل انها لقبت هكذا بسبب شعرها العذب النقي حتى سميت ملاك الشعر العربي الحديث ،ولميعة عباس عمارة،

قد يبهر الشخص من ان فتاة انجليزية و حفيدة وزير الدفاع تعرف كل هذا القدر عن الأدب وخصوصا العربي ، ولكن بعد تعلمي القراءة باستخدام الكتب بارزة الأحرف أصبحت القراءة والأدب و الشعر هاجسي الوحيد.

اما عن شكسبير؟ فهو مثلي الأعلى الاول والأخير .



"عندما أجلس بمفردي، يظن الجميع إنه اكتئاب ولكنها لحظة راحة بعيداً عن تطفلات البشر"

أوافق مارك توين بشدة بمقولته هذه !
فعندما تجلس بمفردك تشعر بالراحة لا شعوريا حتى ان لم تعِ ذلك ،فكل شخص يحتاج ان خلوة مع نفسه ،يراجع نفسه فيها ،يفكر بمستقبله .

ولكن ما ان تحصل على سلامك الداخلي الذي كنت تقيمه مع نفسك تحاصر بتسائلات الآخرين لما يجلس وحده ؟ مغرور! هل يظن نفسه اعلى منا!! ربما هو يكرهنا ؟وتبدا الإشاعات بالظهور وتكبر حتى فوق ما تتخيل ،

الا يستيطيع البشري ان يحضى بلحظة راحة مع نفسه ؟ام ان الآخرين أصبحوا فارغين و تافهين الى حد ان يتركوا أعمالهم ليشغلوا ذهنهم بك ؟ وبعد ان اطلق العنان لخيالهم الواسع بتلك الاشاعات التي لم يتبناها اي لسان على ان تكون خرجت منه .

في العزلة يمكن ان تفعل الكثير ، ان تساهم في شيء ما قد يكون مفيدا ،في عزلتي أبدا بالقراءة و احيانا اخرى بالكتابة ولكن اغلبها قرائة تلك القصص ذات الأحرف البارزة و الاستماعً الى الشعر، بالكتابة تستطيع ان تعبر عما في داخلك من دون ان يسألك احد عن معنى كلمة كتبتها او حرف رسمته ، او ان يقاطعك ولا يعطيك المجال لتعطي رأيك .

من الكتابة تستطيع خلق عالم خاص ،ضع معجزات أناملك فيه ، و ابهر عيننا تتابع نسج كلماتك ، تنظر الى النجوم التي تكتبها  بواسطة تلسكوب صغير ، معلقا على جسر أنف القارئ





___________________________

فاتني أَن اكونْ بيــانو ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن