مضى على معرفة كريستين بالأمر او بال"قضية" يومين ،وحصل الكثير فيهما،
فقد ظهر ان "ميليديا" كانت مسافرة لمدة اسبوع لهولندا ،وفور عودتها وجدت الجثث في شقتها في لندن ،هذه المعلومات التي أعلنت في ذالك المذياع الصغير في زاوية الغرفة ،
بالتأكيد لدى جدها معلومات ادق ،ولكن من هي لكي يعطيها تلك المعلومات ، لو كان لصوتها مسمعٌ لحصل غير ذلك،
ان تكون مراهق لا يعني ان افكارك طائشة ،العالم ينظر الى فئة المراهقين اليوم على انهم "مغناطيس للمشاكل" ولا يمكلون القدرة على عمل شيء ، اغلب من في أعمارنا فقدوا ثقتهم بنفسهم ، اصبحو خاملين عن فعل اي شيء ، كيف ستتركًن لنا كوكب الارض لنعيش فيه ؟ ألسنا عِماد المستقبل ؟
كريس ، تلك الفتاة التي كسروا زهرة الأمل في داخلها ، مثلها مثل الكثير من الفتيات ، من المراهقين بكلا الجنسَين ،
كانت تحلم ان تدخل جامعة كامبرج ،ولكن ما ان اقترحت الفكرة سمعت الجميع يحبس ضحكاته ،ومنذ ذلك اليوم وهي تريد ان تثبت لهم غير ذلك، هي تستطيع فعل ذلك ،وعليها فعل ذلك،
تتمنى لو يوجد شخص يشبهها بتفكيرها ، يتفهم ان الانسان لم يخلق عبثا ،لم يخلق لكي يأكل ويشرب وينام ويقلق ويسعد ويحزن ،على الجميع ان يترك بصمة له في هذا العالم قبل رحيله ،ليتذكره العالم به ،ليتذكره وطنه وأرضه واهله ،على الجميع ان يفعل شيء ،فلو فعل كل واحد منا شيئا بسيط ،لكان الجميع الان بخير .
مضى اسبوع على "اكتشاف" تلك الحادثة ، وقد حصل ايضا الكثير في هذا الأسبوع ،فقد اتقنت القراءة تقريبا، تعلمت ذلك سريعا ،هي فخورة بنفسها ،وهذا يكفيها، فثقتها و رضاها بنفسها كافي بالنسبة لها ،
وكذلك استعد "البيض" لتجهيز مظاهرة عارمة في لندن جراء تلك الحادثة لعدم إعطاء اي خبر بشأن مصير
"ميليديا"
صاحبة ال٤٤ عاما ، تعمل في مجلة "The sun" المشهورة ، والتابعة لشركة "Modest" ، غير متزوجة،
بدأت المعلومات تظهر شيئا فشيئا ، وكذلك بدأت مظاهرات في ساحات لندن المختلفة ، مطالبين بَـ تحديد قرار أو كما يسمونه "عقاب" ميليديا والتي كانت مسافرة وصلت الى منزلها و ما ان حل صباح اليوم التالي وجدت الجثث في غرفة المعيشة ! هل أعمي الجميع لكي لا يَرَوْن الحقيقة ؟ انا عمياء ولكن هاهي الحقيقة واضحة امامي !لماذا لا يريدون تغير انفسهم ؟ما فائدة البناء والتطور اذا كان العقل متخلفا؟ هيهات على بشر من امثالهم،
تمر الثواني ،الدقائق،ساعات،ايام مثل مرور الحمم على ارض مستقيمة ببطئ مصاحب للألم ، حتى جاء يوم تحديد مصير ميليديا ،
قد يَظُن بعض البشر إن عاشت او ماتت ليس بالأمر المهم ،فهي مثل آي شخص قتل او مات او... ،اذا كان اي شخص مثلها غير مهم ، فأنت ايضا غير مهم ،ماذا ان مت او عشت ،هل سيتغير شيء ، عندما تتمنى او تريد ان يحصل شيء لشخص ما؟ قم بقياس هذا الشيء عليك ،لأعجب انً تمطر السلبيات ربما ، والقليل من الاشياءالايجابية.
مرّ الكثير من الوقت اليوم ،منذ تلك الحادثة الشنيعة ، التي اودت بحياة سبعة أشخاص ابرياء ، لَـيس لهم أدنى ذنب لما تلقوه ،قررنا اليوم بأخذ القرار الصحيح،
حُكِمَ على المدعوَّة "ميليديا تايلوبين" بالإعدام في العاشر من يونو القادم الساعة ٦ مساءا ..جراء ارتكابها جريمة شنيعة بحق ٧ أشخاص ابرياء ! رفعت الجلسة !!
علت الهتافات السعيدة ! صراخهم في كل مكان ،يشتمون ميليديا !يصرخون عليها ،والكثير.
كم البشر بارد ،ظالم ،وانحيازي.
احيانا أشك في ان جميع البشر لديهم عقول ، افعالهم لا
تدل على ذلك أبدا .
الارض تنزف بسبب ثقوب التخلف التي سببها بعض البشر ،البشر او يجب القول "معظمهم" عار على كوكب الارض ، أو اي كوكب ، سيتخذونها مكان للتدمير في اقل من ١٠ أعوام بالكثير .
تحاول الوصول الى ذلك المكتب بسرعة ،الذي أصبحت تذهب اليه كثيرا هذه الفترة .
لعلها تلقى جواب يشفي جروحها ، يقلل من تفكيرها في شؤون الأبرياء ، مثلهم مثل الطفل الصغير الذي يوضع في سلة امام باب غريب ، تخلت عنه والدته ، مثلما تخلى البشر عن بعضهم البعض .
-كيف لك ان تفكر بالأمر حتى ؟!
-أين ذهبت أخلاقك كريستين !!
-اسمي كريس، واجب عن سؤالي ، هل وصلت ادلة جديدة تثبت فعلتها؟ لا اعتقد اني فوت الكثير ؟ هل فاتني الكثير ؟
-كريس لن أضيف حرف واحد ، اتخذنا القرار وقد اعلن في جميع البلاد !
-ضعني في مكانها ! نفذ قرارك اللعين بي بدلا منها !ما ذنبها ها ؟! أظن بأنها قوية وصابرة كفاية للاستماع الى اوغاد يقررون مصير البشر ! وكانهم ألعاب يتحكمون بهم و يقدرهم !
-لورين خذي كريس الى الأسفل !
-انا لا احتاج الى المساعدة ! استطيع التحرك وحدي .
نهجت بسرعة لتترك ذلك العجوز مع حاجباه المقطوبان ، ليستدير بذلك الكرسي الجلدي المخملي ، موجها نظره الى تلك الحديقة والى زهورها ، عبر النافذة المقوسة .
بينما تحركت هي بسرعة غير آبهى باي شيء أمامها ، تملكها الغضب ، تشعر بالندم و الاسف ، هي تلوم نفسها ، وكانها هي من وقعت ذلك القرار اللعين ،
لديها ضمير، على عكس الكثير.
أنت تقرأ
فاتني أَن اكونْ بيــانو ||F.S
Fantasiaكل طفل يولد مغمض العينين ، و ما ان يفتح عيناه حتى يبصر النور ، كنت مختلفة عن ما سَبْق ، لأنني عندما فتحت عيناي لم يحدث فرق ، لم يتسلل النور الى ظلامي ، لم افقد الأمل ، أخذت ارسم بخيالي و ألون الظلام ، بألوان أعطاني إياها الله و زين فيها ما حولي ، لت...
