الفصل الثالث

149 8 4
                                    

و فجأة ! اشرقت الشمس على عتبتي .

-كريس: اريد ان اتعلَّم القراءة جدتي ! انا اعني بمفردي !
-جوانا : اخشا ان هذا مستحيل يا بنتي ! ولكن سأحاول
ان اعثر على طريقة !

جدتي هي من القلة القليلة التي تدعمني و تساعدني ، ترى في روحا تستطيع اللحاق بالنجاح لا طائرا مكسورً جناحه .

عندما سالت ميا عن القراءة أخبرتني انها اسوء شيء وأنها اكثر شيء ممل في هذا العالم !
ولكن من يأخذ بنصيحة حمقاء مثلها،
تستطيع ان تقرأ و ترى اندماج الحروف ، تلك الحروف العظيمة ، بينما انت جالس على هذا المستطيل ، تشارك بصورة لنفسك وكان الآخرين لم يروك من قبل ،
لتنهمر بعدها تلك الكلمات التي يحفوها الحب و الإعجاب ، بينما هي عكسه تماما ، ربما شتمك اثناء كتابته لتعليقه ، تغريدته .

اريد ان اكتب ،اريد ان كتب قصة ،او ربما رواية، او فقط ان استطيع ،لا اريد ان يوقفني نهر على مدينة أحلامي ،تلك المدينة التي تمطر كتبا عن النفس و مؤلفات لشكسبير ، و تزينها ألحان السمفونيات العريقة تلك،


دائما ما استمع الى الروايات ، مع العلم ان عادتي هي الهدوء ،ولكن ما باليد حيلة

،انا اعلم ان كل هذا سينتهي يوما ، وان لم اعشه سأطمأن انه سينهي ، فلكل شيء نهاية ، سعيدا كان ام حزين ، ولكن ماذا ان جاء بعد الفرح فرحُ اخر ،او اكبر .

اعلم ان يوما ما سيذهب الطفل الذي حرم من نقش الحروف بأنامله ،سيذهب الى المدرسة اعلم ان الأب سيذهب الى عمله او ربما سفره وهو مطمأن على عائلته واهله ، او لنقل فقط قلق قليل ،

وانا اعلم ان يوما ما ان وقع الاسود سيمد له الأبيض يده ،حينها ترفع راية العدل على الانسانية .

لتدخل جدتي حاملة فنجان القهوة الثمين ذاك ، ذهبي اللون من جوانبه ، مع تلك التجاعيد التي جَملتْ وجهها لتضيف الى بئر الحنية فيها اضعافا ، مع اللكنة البريطانية الأصيلة لتردف
-جوانا: كريس ،سياتي مساء اليوم مدرس خاص سيساعدك على القراءة ،حسنا يبنتي ؟
-أشكرك جدتي وأقدر مجهودك .كريس فقط ، يوجد تطور هنا .
جوانا : ما بال شباب اليوم ، ماذا به اسمك لتكرهينه ، ستتوجين يوما وانت اسمك كريستين يبنتي و ليس كريس ، ثم ان كريس يميل الى ان يكون اسم ذكوري !
كريس: حسنا حسنا اتفقنا ، لتردف ضاحكة ، جدي المسكين ، كيف يتحمل شابة جميلة متذمرة مثلك!
لترتفع قهقاهتن ، على كلام تلك الصغيرة .

لديي نظرية، احب تذكرها دائما ، تنص على :
ان لكل شخص روايته الخاصة حتى ولو لم تكن لديه موهبة الكتابة ! يعبر عنها بطرق اخرى ، ربما بأغنية أو بشعر او بصور او من النظر الى عينه او سماع صوته

........................................................
جاء الاستاذ ، مارتن لاون كما يبدو ،أخذ يعلمني لساعات، لنقل انني سريعة التعلم اتقنت الطريقة لمعظم الحروف واجهت صعوبة في اخرى كذلك ، أعطاني كتاب وهو رواية كما قال ، سيعطيني إياها فور ما انتهي وأتقن الطريقة ،بدائنا بالجمل البسيطة ،كنت اقرائها عن طريق كتب خاصة للكفيفين حيث تكون الحروف "بارزة" وعن طريق تحسسي لها سأستطيع قرائتها ،اعجبتني الطريقة ، اشعر بأنني مميزة بهذه الطريقة ،تعلمت اول ٥ احرف ، اخبرني مارتن بان هذا ممتاز بالنسبة للباقين ، هذا شجعني كثيرا ،لا اعلم لما لم استخدم هذه الطريقة مبكرا ،او لما لم يقترحها احد علي .

___________________________

فاتني أَن اكونْ بيــانو ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن