الفصل الثامن

79 6 0
                                    

-يوجد مكان في نفس الجامعة التي درستي بها ،يمكنك العمل به ، بدلا من هذه المخاطرة الكبيرة ، ومن ثم ماذا سيقال عنا ، اشكري الإله ان هناك الكثير من تطوعوا ،وليس بالضرورة ان تكوني منهم .
-لا اريد العمل بالجامعة! و..
-اذا لمذا درستي الادب منذ البداية ؟!
-لأَنِّي احب الادب ! لذلك درسته ! ولاني اريد تغير ولو عائلة واحدة الى الأفضل اريد ان اذهب مع الحملة !! ليقولوا ما يريدون ؟! هم لن يزيدوا ولن ينقصوا ! وانا لن أهتم !
-الامر اخطر من ما تتخيلينه ! ليس لعبا أبدا !!
-منذ متى وانا لا أعطي اهتمام لهذه الأمور !!
لا اريد سوى المساعدة ! ومن ثم انها سنة واحدة ! أفضل من جلوسي هنا من دون فعل أي شيء!
-سأفكر بالأمر ! حسنا ؟!

هنا انتهى الحوار بين كريس وجدها متمنية ان يوافق ،فما ان يوافق سيوافق جميع عائلتها!
بقي عليها ان تصبر وان تفكر اكثر وان تتعمق بالمهام لتحسم ذهابها.
•••••
‎كانَ هُناك طفل يصْعب إرضاؤه

‎أعطاهُ والده كيسٌ مليء بالمسامير،

‎وقال له: قمْ بطرق مسماراً واحداً في سور الحديقة في

‎كلّ مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص.

‎في اليوم الأول

‎قام الولد بطرق 32 مسماراً في سُور الحديقة،

‎وفي نهاية الأسبوع

‎تفاجأ الولد بهذا العدد الكبير من المسامير...

‎لذا قرر أن يتحكم بنفسه وأن يعمل على

‎تقليل هذه المسامير وبالفعل تمكن من خلال ذلك،

‎فكان عدد المسامير التي توضع

‎يومياً يقلْ..!

‎عندها اكتشف الولد أنه تعلم كيف يتحكم في نفسه،

‎فكان ذلك له أسهل من الطرْق على

‎سور الحديقة.

‎واستمر في ذلك حتى أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد

‎أي مسمار في سور الحديقة،

‎عندها ذهب لوالده ليُخبره بأنه لم يعد بحاجة إلى أن يطرق أي مسمار.

‎فقال له والده:

‎أما الآن فقمْ بخلع مسماراً واحداً عن كل يوم يمر بك

‎دون أن تفقد أعصابك.

‎ومرت الأيام،

‎وأخيراً

‎تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من على السور.

‎عندها قام الوالد بأخذ ابنه إلى السور،

‎وقال له:

‎(قد أحسنتْ التصرف،

‎ولكن انظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود

‎أبداً كما كانت، ..

‎يا بُنيّ: عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادّة أو اختلاف

‎وتخرج منك بعض الكلمات السيئة،

‎فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها..

‎أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه،

‎ولكن تكون قد تركت أثراً لجرح غائر،

‎لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت

‎له لأن الجرح لا زال موجودا؛

‎فجرح اللسان أقوى من جرح الأبدان).

انتهت المرشدة من قرائتها تلك القصة القصيرة والتي ليت لشخص واحد يسمعها فيطبقها !

ولكن لا نحن في عصر يقال فيه "اذا تكلم عنك بالسوء ردها بكلمات اسوء" حتى وصل الحال الى " ان قتل عدد معين من عائلتك مثل ٢ اقتل ٢ من عائلته" !! وهكذا هو الحال .

.................................................
-اهلا جيما سررت بمعرفتك !
-اهلا كريس لي الشرف بذلك ! اذا قالت ميا تريدين محادثتي ؟!
-في الواقع اجل ،بشأن الحملة هل يمكن ان اشارك ! و بمشاركتي ليس في المال او غيره ، بل اريد القدوم معكم !
-حقاا! يمكننا ان نجد طريقة لادخالك معنا! ولكن ، هل انتي متأكدة؟! اعني الوضع هنالك اكثر من الخطر !! قد يأتي الارهابين ويقتلون!
-انا أعي ذلك ، وأجل انا متأكدة من ذلك!
-حسنا ولكن ، انتي لا تريين ؟! اسفة لقولي ذلك!
-لا مشكلة!! ولكن أين المشكلة بكوني لا ارى؟! اعني ساصطحب مرشدة معي بالتأكيد !!
-حسنا كريس ! ساتدبر الامر وسنتكلم بالتفاصيل لاحقا !! انا سعيدة بمقابلتك حقا! وأتمنى ان يكثر الرب من امثالك!
-شكرًا جيم !! انا ايضا حقا .

وما ان انتهى ذلك اللقاء الصغير بين فتاتين ينويان تغير العالم ! حتى بدأت رحلة جديدة لكريستين !

......................................................
كالعادة الموسيقى الصينية لتهدئة الاعصاب! هي حقا تفعل هذا لي ! و اشغلها الان لان غدا ميعاد ذهابي الى الارض التي عانت كثيرا ! التي شبعت من الدماء حتى كلت و ملت منها !! تتمنى ان تتذوق طعم المياه النازلة من أغصان الشجر! على الرغم من ان الدماء أغلى وأنقى واعز !! ربما سيتحقق ذلك الحلم وارى الارض بخير !! او ان اسمع بأنها بخير !! وانا على يقين بان ذلك سيحدث .

••

فاتني أَن اكونْ بيــانو ||F.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن