اشباح من الماضي

7.8K 209 39
                                    


استرقت النظر من تحت جفناي المغلقين واحسست بالانزعاج من نور ساطع ..جميل لكنه ساطع للغاية ، فتحت عيناي رويداً رويداً ولايزال خيط من النعاس يداعبهما ، كانت الغرفة غارقة في اشعة الشمس المتخللة ستائر الغرفة البيضاء ،ابعدت الاغطية وارتديت خفيّ ، دخلت الى الحمام وغسلت وجهي بماء بارد ، حدقت بتلك العيون البنية وانتقلت بنظراتي الى الشعر الذي يحتوي خصلة سوداء تناقض سطوة البني القاتم  ، شعور غريب غزاني ، احسست انني ارى وجهي للمرة الاولى ، تلمست وجنتي بطريقة لاشعورية وكأنني احاول التأكد من انني انا ،  اغلقت الماء وجففت وجهي ، تمشيت بتثاقل الى المطبخ ، لفت انتباهي ورقة ملاحظات بيضاء ملصقة على باب الثلاجة خُطت على بياضها حروف سوداء " ستيفاني " امعنت النظر بالاسم المكتوب ، لم اعرفه لاول وهلة لكن اومضت ذاكرتي وكأنها انتصرت بحرب ضروس لتخرج لي معلومة أنه اسمي .. تنهدت وفتحت احد الخزانات اخرجت رقائق الفطور وعلبه الحليب من الثلاجه وجلست على الطاوله المخصصه لشخصين آكل لوحدي ، تاملت المكان حولي ، ياله من بيت كئيب ، ذهبت الى غرفة المكتبه وانا اردد   " الرف الثامن ، كتاب رقم 25  " كانت تحتوي الاف الكتب كما بدا لي ، استغرقني بعض الوقت لأجد غايتي ..

جلست على اريكه صغيره ومريحه في غرفة الجلوس بدأت بقراءته لاحظت بقعه زرقاء على ذراعي الايمن ، لم الحظها من قبل ماسببها ياترى ؟ تلمستها بطرف اصبعي  لأشعر بها تؤلم قليلا وكأنها حديثة العهد ، تابعت قراءتي لامباليه بها ، قلبت ورقه من الكتاب لأتفاجئ انه انتهى ! هذه اخر ورقه !! نظرت الى الساعه المعلقه على الجدار كانت تشير الى 10:15 ، استيقظت في 9:30 ، هل استغرقت 45 دقيقه فقط ؟ لابد اني اتخيل انه يتالف من 300 صفحه ، شعرت بالغرابة لأنهض واتجه الى النافذه ، ابعدت الستائر الغامقه قليلا ، كان الظلام حالك في الخارج والنجوم تملئ السماء ، انه الليل ، هل امضيت 12 ساعه وانا اقرأ ؟! ولم اشعر بذلك ؟ انا جائعه جدا ،  ذهبت الى المطبخ لاعد بعض الطعام ، ما اثار دهشتي هو عدم اهتمامي لاستغراقي نصف يوم في القراءه وشعوري بالجوع الشديد ما ان انتهيت من الكتاب ، لما لم اشعر بالجوع بوقت سابق ؟ ولم اهتم بذلك وكأن هذا يحصل منذ الازل ، هل فعلا الامر كذلك ؟

تناولت طعامي على مهل ورتبت المطبخ والمنزل وجلست في غرفتي على كرسي انظر الى السرير وكأنني اهرب منه ، هناك شعور داخلي لايريد النوم ، انا اشعر بالنعاس لكن شيء ما يحذرني ، شيء ما لايريدني ان انام ، كانني ساذهب الى المشنقه بقدماي اذا دخلت الفراش ، مما اخاف ؟ انه فقط سرير ونوم .. لكن شعوري بالخوف حقيقي ، عقلي يصرخ ويتمسك باخر خيوط الامل ان ابقى مستيقظه ، سخرت من نفسي على تفكيري غير المنطقي والساذج ، اتجهت الى السرير ازيح الاغطية لاندس بينهم واضع رأسي على الوساده ، تأملت السقف قليلا واستسلمت للنوم ...

" مولاتي استيقظي مولاتي "
تساءلت عن مصدر الصوت انه صوت فتاة شابه لكن من الواضح انها خائفه ، صوتها يرتعش مابها ؟! والاهم من هي ؟
فتحت عيناي بصعوبه ونظرت اليها كانت واقفه على الجانب من السرير التفت اليها فابتعدت بسرعه وشفتاها ترتجف كانت ترتدي ثياب غريبه لكن من الواضح انها خادمه ، من تنادي بمولاتي ؟
" ماذا تريدين ؟"  اجفلني صوت غريب حاد آت من اللامكان ، من قال ذلك ؟ نظرت حولي لكن لااحد سوى هذه الفتاة التي امامي ، هل كنت اتخيل ؟
اجابت الفتاة بخوف " مولاتي اخبرتني ان ايقضك بهذا الوقت " مع من تتحدث هذه الفتاة فليس هنالك احد غيرنا ، ابعدت الاغطيه عن السرير الكبير ، كانت ناعمه ومن نوعيه فاخره جدا ، وهذه ليست غرفتي ، توجهت الى المرآة الكبيره ، تحجرت في مكاني من هول الصدمة حدقت غير مصدقة في المرآة ، هذا ليس وجهي هذه ليست انا ، اردت ان اتلمسه لكن يدي لم تتحرك ، خرج صوت من فم المرأه التي يفترض انني هي لكنني لم اتحدث " حسنا والان اغربي عن وجهي " ركضت الفتاة خائفه واغلقت الباب خلفها ..

منتقم من عالم اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن