هل يتحول الخيال الى حقيقة ؟!!

1.7K 106 15
                                    

استرخيت وانا مغمضة عينيّ استقبل قطرات الماء الساخنه وهي تتراقص على وجهي لتنساب على جسدي وتنعشه ، شعرت بالألم عندما لمست كتفي بصورة عفوية ..، اتجهت الى المرآة بأستغراب لأرى سبب وخزة الألم ، وجدت بقعة سوداء يتداخل لونها الازرق على جوانبها وكأنه ينبعث من المركز القاتم السواد ..، جففت جسدي وخرجت اكور شعري فوق رأسي ..، تناولت  الفطور ثم اعددت فنجان قهوة وجلست امام عتبة الباب اتأمل المكان البعيد وانا اتخيل هذا البعد من الاراضي الخضراء يمتد الى ما لانهاية ..، تنهدت لاتكئ بجلستي على سياج السلم الخشبي ، شعرت بتجمد في اطرافي لانتصب واقفه بهلع ..، سرعان ما ادركت انني فوق سطح سفينة تتهاوى يميناً ويساراً ليختل توازني واتحرك مع انسيابها من جهة لأخرى مبتلة من رأسي حتى اخمص قدمي وطعم المياه المالحه قد ملئ فمي ..، لاارى شيء بسبب المطر الغزير الذي يطرق على رأسي كمطرقة حداد ..، انا في سفينة كبيره وقديمة والبحارة يكرضون في هلع ، احدهم يسحب الاشرعة والاخر يتمسك بخوف بأحد البراميل الخشبية وبعضهم قد عقدو ايديهم وبدأو يتلون الصلاة الاخيره في حياتهم كما يخيل إلي ..، وآخرين يسقطون في عرض البحر الجارف وكأنهم حبات ارز تتناثر قافزة بتمرد من الاناء ..، فقط شخص واحد جذب انظاري إليه ورغم الفزع في داخلي الا انني تسمرت في مكاني أحدق به ..، سكن خوفي وتباطئت دقات قلبي وانا اشعر بالهيبة والعظمة الطاغيه التي يبدو عليها مظهره واتساع صدره ..، وهو يستقبل الامواج الهائجه ويدير الدفة بمهارة كبيره ، لايبدو عليه الاكتراث وهو يحاول تخليص هذه السفينه الخشبيه من براثن الدوامة الشرسة التي تسحبهم الى القاع ..، لم اشعر الا وانني ارتطم بالارض بسبب اندفاع احدهم ودفعه لي بخشونه قائلا بغضب وعنفوان " تحرك ايها الصعلوك ، أتريد الموت وانت واقف في مكانك كالابله ..؟ " اجابه الفتى الشاب متلعثما " حاضر سيدي " وقف بسرعة ليسحب الاحبال الملتفة كانها ثعبان غليظ يساعده بذلك رجلين آخرين اشد قوة منه ..، كنت استرق النظر الى الشخص الذي يدير الدفة وقد ايقنت انه كابتن السفينة ، اُعجبت بهذه الهاله التي تحيط به وما اثار حيرتي تلك الابتسامة الواثقه رغم الكارثه التي حلت عليه وبحارته ، كانت لغزاً محير وجميل ربما احب ان ابقيه لغزا الى الابد .
بعد ساعتين من الشقاء والتعب حتى كاد الاعياء يصيبهم انقشعت الغيوم ليتوقف المطر وقد خرجو من الموت بأعجوبه ، تهللت وجوههم وهتفو ضاحكين  بسعاده وهم يضربون القبضات ، صاح بهم الكابتن قائلا " لقد كُتب لنا يوم اخر لنعيشه يا رجال " اجابوه بصرخة مدوية ، اجفلتني نظرته واقشعر بدني لتحديقه بي من الاعلى ..، نزل بهدوء على السلم الخشبي ذو الاربع درجات وحل الصمت فجأة ، لايُسمع سوى صوت صرير الخشب يئن تحت ثقل جسده ، وقف امامي وهو ينظر لي بعينين حادتين بعثت الرعب داخلي ، ارتجف الفتى واخفض رأسه خشيةً وخضوع ..، رفعه الكابتن باصبعيه الوسطى والسبابه وقال بحدة " من انتِ ..؟ " ارتبك الفتى مجيبا " سيدي .. انا لست فتاة " رد عليه بخشونه " انا لااكلمك " تجمد الدم في عروقي من نبرة صوته ومعنى كلامه ، ادركت ان سؤاله كان موجهاً لي منذ البداية لكنني انكرت الامر لكونه لايستطيع رؤيتي فأنا لست موجوده في عالمهم او خيالهم ، انتصبت جميع الانظار تحدق بالكابتن والفتى ..، اعاد السؤال بحدة اكبر " سألتكِ من انتِ ؟ " بعد فترة صمت مرهقة لي وللفتى الذي انا بداخله ..، ادخل الكابتن يده في صدر الفتى وسحبها لأخرج وهو ممسك بياقة قميصي ، حدقت به بذعر وعدم تصديق لما حدث ..، كانت الشهقات تتعالى والتعجب بدا واضحا على البحارة وهم يرون كابتنهم يُخرج فتاة من جسد فتى الذي هو الاخر ارتعد خوفاً ووقع زاحفا الى الخلف بفزع ..، حدق الكابتن بعينيّ المذعورتين وقد اصبحت عيناه اقل حدة مما كانت ..، قال وهو يبتسم " ها انتِ ذا " امسكت يده الكبيره والقاسيه بكلتا يديّ لأحرر نفسي من قبضته بعد ان خانتني حروفي لطلب ذلك ..، سألني ممعنا النظر بي " كيف اتيتِ الى هنا ..؟ " اجبته بتوتر واضعة بالحسبان ان من المستحيل تصديق الحقيقة التي اعلمها " لستُ مضطرة لأخبارك " تركني لاتخبط محاولة التوازن في وقفتي ..، هز كتفيه وهو يسير ببطئ مبتعداً عني وقال " كما ترغبين لكن أُحذرك هؤلاء الرجال لم يرو امرأة منذ ثماني أشهر ، وجودك هنا خطر عليكِ اذا كنتِ تفهمين ما اعني " نظرت الى البحارة خلفي لأرى اعينهم الشرسة تُظهر مايختلج داخلهم ..، اسرعت لأمسك بذراعه واقول بخوف واضح على تقاسيم وجهي " لا ارجوك لاتتركني " ضحك بصوت عالي ثم قال بهمس بعد ان اقترب من وجهي مايكفي لسماع انفاسه " هل نسيتي انني رجل ايضا ؟ " ..، " وهل استطيع ذلك ؟ " قلتها في سري ثم اكملت بصوت مسموع وصادق " لكنك لن تفعل لي شيء " ابتسم بعذوبه ونظر الى رجاله قائلا بنبرة محذرة " ستبقى الفتاة في السفينة وان تجرء احد على المساس بها .." صمت قليلا واردف " تعلمون ماذا افعل بمن يعصي الاوامر لاداعي لتذكيركم " بدآ على وجوههم انه لم يكن بحاجة لهذه الكلمات حتى ينصاعو له لدرجة العبادة وربما قالها لجعلي اطمئن ..، اعاد نظره لي وقال بعينين مرحتين " تستطيعين ترك ذراعي الان مع انني لن امانع بقائك متمسكة بي " ابعدت يدي بسرعه مع احمرار طفيف اصطبغت به وجنتيّ ..، كانت الشمس في نهاية ظهورها معلنة ذهابها الى الجهة الاخرى من العالم ، ادخلني الى حجرة صغيره تملئها الفوضى والخرائط المطوية في كل مكان تقريبا ..، تحتوي سرير مفرد في زاويتها الى جانبه كرسي خشبي ، خلع معطفه المبلل وعلقه بقرب الباب ثم جلس على مقعد خلف مكتبه ، نظر لي وهو يدعك ذقنه المحلوق منذ وقت ليس ببعيد فرائحة معجون الحلاقة لاتزال موجوده ، يبدو انه بلغ الثلاثين من عمره ، قوي البنية فارع الطول ..، عيناه كعينيّ الذئب لكن شيئا ما يجعله محبباً ربما لونهما المائل الى لون الذهب أو سمرته الخفيفة ..، انتشلني من افكاري بسؤاله الجاد " هل انتِ ساحرة او شيء من هذا القبيل " اعدت تكرار سؤاله بخفوت " ساحره ؟! " اردفت وانا انكمش بجسدي وادعك على ذراعي من البرد " لا لست ساحره " لاحظ ملابسي الخفيفه المكونه من جينز وقميص فضي اللون قال مفكراً " لستِ من هذا المكان ، ملابسك تقول ذلك " اشحت بوجهي عنه فماذا سأخبره ..؟ هل اواجهه بحقيقة كونه شخصية في رواية لم اعرفها بعد أهي خرافية او واقعية وربما تكون اسطوره .. سيضن بي الجنون والهلوسه ولن استغرب رميه لي في فم البحر حيث هلاكي ..، ام اكذب متجنبة كل هذا ..، لا سيكشفني فانا اجهل مكان وجودي او حتى في اي عصر انا ومن السخيف ان اسأله عن السنة او القرن الحالي الا اذا اردت جعل نفسي اضحوكة ..، نهض ليأخذ معطف جلدي موضوع على الكرسي قرب السرير وضعه على كتفيّ فشكرته متلعثمة ، ارتديته لأشعر بالدفئ ، كان قصير لكن بالنسبة لي فهو ضعف حجمي ..، ولم تزعجني رائحة البحر المتشبعة به ، سألته باندهاش وتعجب بعد ان برقت ذكرى في عقلي كنت قد نسيتها " كيف استطعت اخراجي من جسد الفتى ..؟" اشار لي لاجلس امامه ففعلت وانا احدق به متلهفة لسماع جوابه الذي يُحتمل ان يقربني من حل لغز كل ماحدث ويحدث لي او يفيدني في تجنب بعض الامور السيئة ، لوى فمه محدقا بنافذة دائرية ذات اعمدة خشبيه متعاكسه مكونة علامة الضرب زجاجها متسخ لكنه لايحجب رؤية الظلام الذي بدأ يلف ارجاء السفينة ليغرقها وكأن دوره قد حان بعد فشل البحر في ذلك ..، ربما ما اراه من ضياع في عينيه بسبب عدم قدرته على مقاومة هذه الظلمة التي تلتهم اخر خيوط النور ..، وربما يريد انتشال سفينته ووضعها في عين الشمس ليغرق في النور مثلما انتشلها من يديّ الموت قبل ساعات قطع حبل افكاري او الاصح تخميناتي بصوته الرجولي قائلا " فقط شعرت بوجودك واحسست انك ستخرجين اذما فعلت ذلك " قلت غير مقتنعة " انت لاتتوقع مني تصديق اعتمادك على احساس فقط " اجابني غير مكترث " هذا ما حدث " صمتُ قليلاً احاول معرفة أي رواية وقعت في حبكتها لكن ذاكرتي لم تسعفني وربما اعلنت التمرد ضدي للوقوف بجانب الشخص الجالس امامي ..، هل انا لااريد معرفة نهايتة ، كيفية موته وماذا سيحل به ؟ سألته محاولة ان اكون طبيعية بعد ان نفذ مافي جعبتي من صبر " ماذا لو اخبرتك انك شخصية من نسج الخيال في احد الروايات ؟ " رفع حاجبيه وقال بهدوء " وماذا في ذلك ؟! " حملقت به بعد ان ادهشني جوابه حد الذهول ، مع ان سؤال فتاة اتت بطريقة سحرية تنافي حدود المنطق والعقل ستثير الريبة والشك واغلب الضن الرعب في أي شخص آخر ..، لكنه ليس كأي شخص ، قلت متسعة العينين " هل الامر عادي برأيك ؟ هذا يعني انك لست شخص حقيقي اذا كنت تفهمني " تقوس ظهره منحنيا على مكتبه وقد شابك اصابعه بعد ان ركز نظراته على وجهي ونطق " اخبريني ماهي الحقيقة بالنسبة لكِ "
اعجزني سؤاله فلم افكر مطلقاً بتفسر الحقيقة فهل يشكك احدهم بتعاقب الليل والنهار ؟ انها حقيقة ازلية لاشك فيها ولا جدال ..، وهل هناك حقيقة للحقيقة ؟ اردف قائلا بعد ان لاحظ افتقادي للجواب الشافي له " لنقل انني شخصية في رواية كما قلتي ..، كيف عرفتني انت ِ ؟ الا يعني ذلك ان عدة اشخاص يعرفونني وربما اكثر ، مع انني خيال ولست موجود في ارض الواقع ، قد يكون التاريخ خلدني وبقيت في ذاكرة الناس لسنوات ، هذا يعني ان حياتي لم تنتهي عبثاً " استفزني هدوءه وعدم اكتراثه بما انا موقنة به واعلمه علم اليقين فقلت بحدة وانزعاج " لكن حياتك كتبها شخصاً ما ولم تعشها بملئ ارادتك وتكون بشرا مثلي انما حبر على ورق الا يزعجك هذا ؟ " لم يتغير شيء من ملامحه الهادئة والجادة واجابني بنفس النبره " اذن تقولين انكِ حقيقية وانا خيالي " اصابتني كلماته بوخزة ألم وخيبة وقلت بخفوت " اجل هذا هو الواقع " تنهد قائلاً " ماذا اذا كنتِ انتِ ايضاً خيال ..؟" احتجت لثواني حتى استوعب معنى كلماته فأتسعت عيناي لاخرهما من الصدمه ..، حدقت به دون ان يطرف لي جفن وانا اشعر بكلماته تتردد بصدى في عقلي الخاوي ..، ماذا لو كان كلامه صحيحا ؟!! ماذا لو انني شخصية كتابية كذلك ؟! ماذا لو انني خيال ؟ احسست بغصة تقف في حنجرتي مكونه سؤال مجنون " هل هناك شخص ما كتبني حقا ؟ " بللت شفتيّ الجافتين بتوتر ..، علمت بسخافه ماسأقوله لكن اردت شيء يخفف وطئة صدمة الاحتمالات هذه فقلت بكل بلاهة وسذاجه " لكنني ولدت في عالم الحقيقة وكان لدي ام واب واعيش حياتي بطبيعية " ضحك بمرح قائلاً " وهل تعتقدين انني نبتُ على الشجرة ، انا ايضا ولدتني امرأة وكان لدي والد " جلت بعينيّ في المكان بعد ان تبعثرت الكلمات في فمي تاركة لساني فاقد القوى لاعادة ترتيبها وجعلها كلمات متراصفه ..، اوقفتني فكرة كأنها هبطت على رأسي من السماء ، لو انني شخصية خياليه لما استطعت ان احلم واتقمص شخصيات روايات اخرى ، اذن انا حقيقية ..، اراحتني هذه الفكرة مع ان نار الشك لم تخمد بالكامل ، قلت بجدية " دعنا مني الان فنحن لسنا متأكدين ولانستطيع الجزم بشيء يخصني لكن انا موقنة انك خيالي " ابتسم محدقأً بعينيّ " الخيال عندما يريد يستطيع التغلب على قوانين الحقيقة " كتمت ضحكة لتفكيره الطفولي فهذا مستحيل الخيال يبقى خيالاً مهما حدث والمعجزات فقط نسمع بها ولا نراها ، سألته أُسايره بفكرته " ومالذي قد يجعل الخيال يرغب بأن يصبح حقيقة ..؟ " هز كتفيه مجيباً " لااعلم .. ربما .." نظر لعينيّ وكأنه ينظر الى روحي وأكمل " الحب " لم يقنعني كون الحب سبباً لشيء هو ضرب من الجنون وخاصة اني لم اجرب مايسمى بالحب من قبل وذلك اثبت لي خرافة تحول الخيال الى حقيقة ..، دخل احد الرجال الى الغرفة لاهثاً وقال بهلع " كابتن ، هناك سفينة تقترب .. انها تحمل علم .. شارليز الازرق " انتصب الاخر واقفا ، ليخرج وانا اخرج خلفهما مسرعه ..، تناول الكابتن المنظار من الرجل وبعد برهة نادى بصوت عالي " جهزو المدافع " مدافع ؟ عن اي شيء يتكلمون ، مدافع ماذا ؟ قبل ان يجيب احد على تساؤلات نفسي ، دوى صوت قذيفة مدفعية حطمت جزء من اعمدة السفينة ، اصابني الذعر وصرخت خائفة لاسد اذنيّ وانكمش على نفسي ..، احتضنني الكابتن ليجلسني معه على مهل في زاوية السفينة وقال بحدة " ابقي هنا ولاترفعي رأسك مهما كان ماتسمعينه " همَ بالوقوف لكن الخوف قد فعل فعلته وتملك جميع اوصالي ..، امسكته من ذراعه لاقول والكلمات تخرج بصعوبة من حلقي الجاف " لا.. لاتتركني ارجوك " وضع يده على رأسي يمسده قائلا بلطف " لن ادع مكروه يصيبك ثقي بي " وقف غير عابئ بالقذائف التي انهالت على سفينته لتحيلها حطاماً ..، امسك الدفة وبدأ يصدر الاوامر لما تبقى من رجاله القادرين على الحركة ..، كان الاطلاق لايقتصر فقط على العدو انما اطلاق نيران متبادل تحت ضوء القمر ، هل هم قراصنه ؟ بحق السماء لما لااستيقظ واعود لمنزلي ..، اغمضت عينيّ وبدأت اتمتم باغنية وانا اغلق اذنيّ حتى لااسمع الاصوات التي تمزقني خوفا لكن هذا كان امنية بعيدة المنال .
توقفت النيران بعد ان فقدت احساسي بالوقت الذي مضى وانا على هذه الحالة ، جلت بعينيّ في ارجاء السفينة ولم اجد شخصاً قادر على الوقوف وان الشيء الذي كان سفينة فيما مضى قد اصبح قبره قعر البحر لامحاله ..، بعد ان اختفى الطنين داخل رأسي حل هدوء مخيف لايقطعه سوى انين بعض الرجال المصابين ، سمعت صوت وقع اقدام كثيرة تصعد متن السفينة ..، صعد رجل واحد الى مكان قيادة السفينة وحدق بالكابتن الذي لم يتزحزح من مكانه امام الدفة بالرغم من الاحتدام الذي حصل بين السفينتين ، ابتسم الرجل الغريب ابتسامة ساخره وعيناه تحملان حقداً كبيرا يتعارض مع صفاء ونقاوة لونهما الاخضر ..، قال بنبرة عدوانية " لقد خسرت امامي يا ملك البحار " اجابه الاخير بهدوء ساخر " لاتنسى طريقة الغدر عزيزي سكار ، لقد نكثت الهدنة القائمة بيننا " بعثر المدعو سكار شعره الاشقر الطويل قليلا بيده اليسرى وهو يضع يده الاخرى على خاصرته وقال بمكر " كان عليك توقع ذلك ايها الملك " ضحك الكابتن متكتفاً ذراعيه قائلا " هل ضننت انني وثقت بك للحضة ايها الغر ؟! انا فقط استغللت الشهرين الماضيين للقيام بعمل مهم ضمن مجال سيطرتك " اجال سكار بعينيه في السفينه وهو يقول " لااضنك ستستطيع القيام بأي عمل بعد ... " توقف عن الكلام وهو يحدق بعينيّ بأندهاش واضح على محياه ثم ضحك قبل ان يردف " اوه لقد حصلتُ على غنيمة " اقترب مني فأنتصبت واقفه بخوف واسرعت احتمي خلف الكابتن مرتعشة الجسد ، امسك الكابتن كتفيّ وحدق بعينيّ مبتسما " لقد وعدتك ان لايصيبك شيء وانا لن اتركك مطلقا ..، الرجال لايخلفون وعودهم ثقي بي " هززت رأسي موافقه فأعاد نظره الى سكار بعد ان ازاحني قليلا لأكون خلفه تماما وكأنني ظله ..، قال بصوت خشن " لقد امسكتني لكن لاعلاقة للفتاة ، دعها وشأنها " اقترب الاخير ببطئ وهو يقول بنبرة باردة " انها على سفينتك وكما يبدو يهمك امرها ..، لذا ستكون سجينتي ايضا " اعقب مخاطباً رجاله بصوت عالي اقرب الى الصراخ " قيدوهم وخذوهم الى السفينة سنبحر الى الجزيره " أسرع خمس رجال ضخام الجثة وقساة ليمسكو بنا ..، امسكني احدهم من ذراعي بعنف ومس عنقه خنجر حاد جرحه قليلا لينساب منه خيط من الدم ، تراقصت قزحتا الرجل هلعا وكأن شريط حياته يمر امامه وهو ينظر الى الكابتن بتوسل ان لاينحر عنقه ، قال الكابتن بصوت اشبه بهمس يبث الرعب في النفوس " حاول لمسها مجددا اذا كنت رجلاً " اشار لهم سكار بالتراجع ، امسك الكابتن بيدي وقادني معه الى سفينة العدو ..

انتهى الباارت


منتقم من عالم اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن